الحرب في أوكرانيا: هل هي نهاية بوتين؟

حسناء بو حرفوش

ما الذي يحصل في أوكرانيا، وهل تعني التطورات الأخيرة أن نهاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقتربت؟ سؤال يجيب عنه تحليل يسلط الضوء على ما اعتبر “تعتيماً إعلامياً على الخسائر في صفوف الروس”. ووفقاً للتحليل، “بالتزامن مع دخول الحرب الروسية – الأوكرانية، صُدم الجيش الروسي بالمقاومة الحازمة والشديدة من الأوكرانيين. وسجلت الخسائر التي تكبدتها الوحدات الروسية أكثر بكثير مما كان متوقعاً. وبالنتيجة، لم يتسبب هذا الوضع بمشكلات في ساحة المعركة حيث تدهورت الفعالية القتالية فحسب، ولكن أيضاً في الداخل حيث تزايدت المعارضة العلنية ضد الرئيس فلاديمير بوتين.

وتمسك الروس بثبات بالمغالطة التي تحصي عدد الجنود الذين سقطوا خلال غزو أوكرانيا، بـ 498 جندياً فقط، بينما رجحت حتى أكثر تقديرات المخابرات الأميركية تحفظاً، الخسائر الروسية بنحو 7000. وتشير تقديرات الناتو الآن إلى أن عدد القتلى في المعارك البالغ 7000 قد يصل إلى 15000 قتيل على يد القوات الروسية.

وكانت صحيفة “برافدا” الروسية التي تديرها الدولة قد ذكرت أن 9861 جندياً روسياً قتلوا بينما أصيب 16153 بجروح. وبقيت هذه الأرقام ظاهرة على الموقع لمدة 24 ساعة تقريباً قبل إزالتها. واستتبع محوها بزعم أن الموقع قد تعرض للاختراق.

معارضة الحرب إلى ارتفاع؟

وضاعف الجنرالات الروس معارضة العملية الأوكرانية. ففي كانون الثاني الماضي، جادل العديد من هؤلاء الجنرالات المتقاعدين والعاملين حالياً ضد غزو أوكرانيا. وذهب البعض الى حد نشر مقال في موقع على الانترنت مفاده أن الغزو سيكون كارثياً. وصرح رئيس المجموعة التي تضم هؤلاء الجنرالات أن غزو أوكرانيا سيشكل “عبثاً وسيكون خطيراً للغاية”. وأضاف أن مثل هذه الحرب من شأنها أن تجعل الروس والأوكرانيين “أعداء مدى الحياة”، وأنه من المحتمل أن تجر الناتو إلى القتال الذي قد يهدد “وجود روسيا نفسها كدولة”.

وصرح إيغور جيركين، أحد الضباط المتقاعدين، في مقطع فيديو تمت مشاركته عبر الانترنت أن روسيا قامت “بتقويم غير صحيح بشكل كارثي” لارادة الأوكرانيين في القتال وقدرتهم على القيام بذلك. ونقلت الانتقادات الموجهة ضد أداء روسيا واستخباراتها قبل الغزو عبر التلفزيون الوطني الذي تديره الدولة. وصرح اللفتنانت جنرال المتقاعد يفغيني بوزينسكي، الذي يظهر بشكل متكرر على شاشات التلفزيون بصفته خبيراً في الشؤون العسكرية، أن الأمل ربما كان مرتبطاً بعدم مقاومة الأوكرانيين بهذه الشدة وبأن يتمتعوا بعقلانية أكبر.

وعلى الرغم من ذلك، بينما يحاول نظام بوتين إخفاء التكلفة الحقيقية لضحايا الحرب، تتراكم جثث القتلى الروس، الأمر الذي سيشكل مشكلة، ليس بالنسبة الى العائلات الروسية خاصة لناحية تحديد جثثهم ودفنها وحسب، ولكن الأمر كذلك بالنسبة الى الأوكرانيين. ومع حلول فصل الربيع، هناك خوف من أن تنشر الجثث، إذا لم يتم دفنها بشكل صحيح، الأمراض. والمشكلة لا يستهان بها، فالعديد يتخطى الآلاف. وقال فيكتور أندروسيف، مستشار وزير الشؤون الداخلية الأوكراني: “قبل الحرب، كان الطقس بارداً، لكن المشكلة التي تفرض نفسها الآن ترتبط بعدم رغبة الروس في نقل الجثث”.

أضاف أندروسيف: “في الواقع لا أعرف ماذا سنفعل بأجسادهم في الأسابيع المقبلة”.

الساحة مفتوحة للمجندين والمرتزقة

ويزداد الكلام عن استخدام روسيا للمجندين والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، وهي مجبرة على ذلك في ظل ارتفاع عدد الضحايا في صفوف الوحدات القتالية الروسية، بما في ذلك فقدان ما بين أربعة وستة جنرالات في القتال. وبالتالي، تصبح وحدات الهجوم الرئيسة الخاصة بهم معرضة لخطر فقدان فاعليتها القتالية. وتؤثر خسارة كبار الضباط على القيادة والسيطرة والاتصالات. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الجيش الروسي مضطر لاستبدال الخسائر القتالية بالمجندين والقوات العسكرية الخاصة وكذلك المقاتلين الأجانب لملء الفراغ أثناء محاولته الاستيلاء على مراكز سكانية كبيرة. ونشرت الوزارة عبر منصة “تويتر” أن “من المحتمل أن تسعى روسيا الآن إلى تعبئة قواتها من جنود الاحتياط والمجندين، وكذلك الشركات العسكرية الخاصة والمرتزقة الأجانب، لتعويض هذه الخسائر الكبيرة”.

وأضافت الوزارة في منشور على موقعها: “من غير الواضح كيف ستندمج هذه المجموعات ضمن القوات البرية الروسية في أوكرانيا، إضافة إلى تأثير ذلك على الفاعلية القتالية؟”.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن الخسائر الروسية تجاوزت 15300، وهو عدد أكبر مما تكبده الروس خلال عقد من القتال في أفغانستان. وتشمل هذه الأرقام غير المؤكدة، أكثر من ألفي دبابة ومدرعات وأكثر من 200 طائرة وطائرة هليكوبتر وأكثر من 250 نظاماً مدفعياً”.

شارك المقال