إعتصام موظفي الحريري يتواصل… والأبيض يعمل على إيجاد الحلول

تالا الحريري

مشكلة كباقي المشكلات في هذا البلد، ليست جديدة ولم يُحل ولو جزء بسيط منها بعد. موظفو مستشفى رفيق الحريري الجامعي يواصلون اعتصامهم من أجل تحقيق مطالبهم. وفي آخر المستجدات، طالبت لجنة مستخدمي ومتعاقدي وأجراء مستشفى الحريري في بيان “عقد اجتماع مفتوح وفوري مع المسؤولين عن إدارة هذا الصرح لتأمين الدعم لاستمرارية العمل به بما يليق بالعاملين والمستشفى على حد سواء، وندعو وزير الصحة العامة الذي هو على دراية بأدق التفاصيل للضغط وفرض سلطة وصايته على الإدارة العامة ومجلس الإدارة المنتهي الصلاحية، والسعي لتعيين مدير أصيل ومجلس إدارة جديد حسب الأصول يستطيع أن يتجاوب مع تطلعات العاملين في المستشفى.”

وأهابت إدارة المستشفى في بيان “بجميع موظفيها العودة إلى أعمالهم وممارسة مهامهم المنوطة بهم في هذه الأيام العصيبة”.

الأبيض: لا أريد أن أبيع الناس كلاماً

تحدث وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض خلال استقباله مجموعة من المحتجين الذين نفذوا اعتصامًا في وزارة الصحة العامة احتجاجًا على تراجع الخدمات الصحية والكلفة الباهظة للإستشفاء: “لا أريد أن أبيع الناس كلاما. فقد أكون أول من يتمنى إيجاد حل سريع يُنهي الأزمة بسرعة. لكن حقيقة الوضع تدفعني للتوضيح بأن المشاكل التي نواجهها كبيرة وكثيرة وترتبط بكمية المال الذي نتصرف به والذي بات أقل بكثير مما كان متوافرا قبل اندلاع الأزمة المالية”. وأضاف: “موازنة الوزارة كانت تعادل حوالي 500 مليون دولار على الأقل سنويا بينما باتت موازنتها اليوم عشرة في المئة أو أقل من هذه النسبة”.

كما أبدى الأبيض تفهمه التام لما يعانيه المواطنون لا سيما المرضى منهم نتيجة تراجع الخدمات الصحية في لبنان، مؤكدا أنه “لا يملك حلا سحريا للوضع الفائق الصعوبة الذي ينعكس على الجميع لكن العمل مستمر للحد من الخسائر. وإنني عازم على الرغم من الصعوبات على إيجاد الحلول الممكنة للمشاكل الموجودة”.

لم تعد الأزمة تشبه إدارة الأزمات العقلانية

في المقابل، أفاد مصدر عليم في مستشفى الحريري لـ”لبنان الكبير” بأنّ “المسألة مطلبية بإمتياز وهناك مشكلة ولدت منذ تعيين الدكتور فراس الأبيض وزيراً للصحة لأنّه لم يكلف بديلا ودخل بهرطقات قانونية، فمجلس الادارة فوّض أحد الأعضاء برئاسة المجلس وبصلاحيات المدير العام، لكن النظام العام للمؤسسات العامة يحصر صلاحية تعيين مدير عام في مجلس الوزراء، وهذا ما كان بداية تتويج لحرب طويلة. يقوم بعد ذلك عضو مجلس الادارة المفوض بصلاحية رئيس مجلس الادارة – مدير عام بتكليف أحد رؤساء المصالح (رئيس مصلحة التمريض) بمهام الادارة العامة. فكيف ستعمل هذه المؤسسة ومن سيقوم بماذا”.

وتابع: “الناس لم تكن لتتطرّق لهذا الموضوع لولا الأوضاع المعيشية. مطلب الموظفين اليوم هو 100$ فريش أو ما يعادلها على سعر المنصة حتى يتمكنوا من الحضور الى عملهم لأنّ المؤسسة تحصل على الفريش دولار بواسطة بعض الجهات الضامنة المتمثلة بمنظمات غير حكومية”.

وعن إعتصام الموظفين، أشار الى أنّ “الاعتصام مفتوح وقد فوجئ الموظفون اليوم عندما أقفلت الإدارة قسم كورونا من دون علم أحد وهذا ما استفزهم. الناس توجهوا إلى وزارة الصحة لأنّهم يدركون أنّ المدير الفعلي هو فراس الأبيض واستفزهم الجواب الاعلامي الذي صدر عن الادارة في بيان، فلم تعد الأزمة تشبه إدارة الأزمات العقلانية. كما أصبح هناك إدارة شؤون سيئة للمستشفى بعد توزير المدير. كان من الممكن أن يقترح فراس كوزير في مجلس الوزراء تعيين بديلاً عنه بالوكالة، لكن كل ما نتج اليوم كان ليحفظ مكانه ولا أحد ضد ذلك، لكن ليس بهذه الطريقة. على الأقل كان يجب توكيل طبيب يستوفي شروط مجلس الادارة – مدير عام، فإذا غاب رئيس مجلس الادارة فوّض موظفين عنه بمستوى مقبول”.

وشرح: “النظام العام للمؤسسات العامة يقول انه إذا تغيّب رئيس مجلس الادارة حكماً الأكبر سنًا يرأس الجلسة. هم ارتكزوا اليها وفوضوا الدكتور جلال الناطور بصلاحيات رئاسة مجلس الادارة – المدير العام بالشق التقريري والتنفيذي. بدوره كلّف جلال أحد رؤساء المصالح (رئيس مصلحة التمريض) وحيدة غلاييني بشؤون الادارة العامة، وهي عملت على أساس أنّها مدير عام لكن غاب توقيعها عن عقد النفقة أو غيره”.

ويعتبر المصدر أنّ “المشكلة والنقمة ناتجة منذ صدور قانون سلسلة الرتب والرواتب الذي ماطل به وزير الصحة كثيراً بإعداد سلسلة جديدة، ونحن مؤسسة عامة لا ينطبق علينا ما ينطبق على الادارات العامة. لكن القانون يسمح للمؤسسات العامة بأن يصبح لديها ملاءة مالية حتى تعدّل رواتبها بصورة معينة. للأسف الشديد، الوزير فاجأ الموظفين بمماطلته، فبعد صدور القانون بسنتين صدر مرسوم يتعلق بالمستشفى خلال حكومة الرئيس سعد الحريري ولو كانت حكومة أخرى ربّما ما كان ليصدر. علمًا أنّه تم المحافظة على الدوامات من دون أي ليونة، فالناس التي تأتي 5 أيام في الأسبوع لم يعد لديها القدرة كما أنّ لا أحد من الادارة يستطيع البت بقرار سواء المفوض أو المكلّف الاّ بعد إجراء الاتصالات بوزير الصحة. فقانون السلسلة تُرجم بدوام 35 ساعة في الأسبوع بينما كان الاداريون يعملون 44 ساعة والقسم الفني الطبي وشبه الطبي 40 ساعة وبالتالي هذا يعني أنّهم عملوا ساعات إضافية كثيرة في الفترة السابقة”.

وختم المصدر: “الناس تشعر بأنّ فراس الأبيض أصبح وزيراً على حسابها وأنّه عندما وصل نسي الجنود التي حاربت وباء كورونا، وهو جعلها تدفع أثماناً باهظة لأمور كانت من حقها أساساً حسب القانون، والآن لا يريد أن يأخذ بعين الاعتبار الوضع الاجتماعي والاقتصادي المستجدّ بسبب إرتفاع أسعار المحروقات”.

شارك المقال