“لبنان الكبير”… تجربتي الأولى والأغنى

تالا الحريري

تجربتي في موقع “لبنان الكبير” هي الأولى، انضممت إلى مكتبه المتواضع في 21 حزيران 2021 كمتدربة. بدأت عملي في الأشهر الثلاثة الأولى، بالتدريب والتحضير والتصوير المستمر، حتى استطعت تكوين شخصية قادرة على الوقوف بثقة أمام الكاميرا، وعلى تدارك الأخطاء التي يمكن أن تحدث، ومتمكنة من العمل تحت الضغط وإعداد مقابلة قد يطرأ تصويرها فجأة وخلال وقت قصير!.

بعد ثلاثة أشهر زاولت عملي كموظفة في مكتب “لبنان الكبير”، وكنت الأصغر سناً فيه. آمن كلٌّ من رئيس التحرير محمد نمر ومدير التحرير فؤاد حطيط بقدرتي على الانتاج، وبفضلهما وبمجهود الفريق الاداري استطعت أن أنمّي هذه القدرة بشكل يناسب العمل الاعلامي الصادق والموضوعي وأن ألتزم بالمهنة وأقول الحقيقة من دون تضليل. وعلى الرغم من الضغط الاعلامي الذي نواجهه في أحيان كثيرة، إلاّ أنّني أنتظر العمل النهائي بشوق، لأرى نتيجة ما تعبت من أجله.

تجربتي الأولى في البث المباشر كانت من أكثر التجارب التي أثرت بي وجعلتني أتدرب على الوقوف أمام الكاميرا بثقة، حتى لا أدع مجالاً للخطأ. ومن أجل إثبات نفسي والحفاظ على مؤسستي قدمت ما طُلب منّي، وتدربت خلال الأشهر الثلاثة الأولى على كل أنواع المحتويات، من البث المباشر والفيديوات المصورة القصيرة، وتلك الإخبارية والمعلوماتية، وكيفية إعداد الحلقات ودرس طبيعة ضيفي وخلفيته وأن أكون جاهزةً لأدير وأتحكم بما أقدّمه. وبالنسبة لي الملاحظات المستمرة التي يقدّمها لي مدرائي لا تُنقص من قدرتي أو طاقتي على العمل، بل تحفزني في كلّ مرّة على تقديم الأفضل.

في مثل هذا اليوم 13 نيسان، منذ سنة تأسس موقع “لبنان الكبير”، وخلال 10 أشهر من تواجدي قرب عائلتي الثانية التي بفضلها أبصرت كتاباتي النور ولم تضع فرصتي، أصبحت محررة وتسلمت ملفات عدّة لا زلت أحافظ عليها وأتابع تفاصيلها، اضافة الى إنتاج التقارير، ومشاركة في تقديم برنامج “غراند إنترفيو”.

سنة مرت على “لبنان الكبير”، استطاع فيها إنجاز ما لم تستطع مؤسسات أخرى إنجازه. سنة من المثابرة والبناء السليم لموقعنا، والإهتمام بالقضايا الاجتماعية وإيصال صوت الناس ووجعهم عبر كاميراته. سنة من البحث في القضايا السياسية والاقتصادية لكشف الحقائق وفساد الحكام. سنة من النجاح والانطلاق ليصبح في الطليعة.

لطالما إنتظر الحاقدون سقوط “لبنان الكبير”، لكنه في كل مرّة كان يعود أقوى بفريقه المتماسك والمثابر. معاً ثابرنا وجهدنا ليصل الموقع إلى ما هو عليه الآن من دون تراجع.

ممتنة أنا لهذه التجربة الغنية بطاقمها وعملها، ولكون مدرائنا قادة وليسوا رؤساء مسيطرين. مكتب “لبنان الكبير” احتضن جميع الصحافيين من ذوي الخبرة ومتخرجي الجامعات في مختلف الفئات، وفتح أبوابه لإعطاء من يستحق فرصة التعلم واكتساب الخبرة.

في سنوية “لبنان الكبير” التي أتمناها نجاحاً في كل السنوات المقبلة، أتوجه بالشكر إلى مدرائي في جميع الأقسام لكونهم صارمين وحريصين على تقديم الأفضل، وجعلي أشعر براحة أثناء العمل مع تقديم المناسب لسياستنا التحريرية ولأكون ما أنا عليه الآن.

شارك المقال