مصدر مقرب لبكركي: ليحكم الرابحون في الانتخابات

المحرر السياسي

خلال أكثر من مناسبة، انتقد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي تسمية الحكومة بـ “حكومة وحدة وطنية”، وقال خلال زيارته الأخيرة الى القصر الجمهوري: “اللبنانيون يقولون، والمسيحيون خصوصاً، أنهم منقسمون. وأنا أقول لهم، هل هم منقسمون ايديولوجياً؟ كلا بل هم منقسمون لأن هناك أمراً غير طبيعي يتعلق بالولاء للبنان. ولاؤنا جميعاً يجب أن يكون للبنان، وعندها تتكون الوحدة الوطنية. وأنا شخصياً كنت أنتقد تسمية الحكومة بحكومة وحدة وطنية، إذ لا يمكن أن يكون اسمها وحدة وطنية عندما يجلس الأضداد والمتباغضون سوياً. الوحدة الوطنية تتكون عندما يتم التفاهم والتصالح حول الشؤون الوطنية، فيما هم يسمونها نقاطاً خلافية”.

وتوضيحاً لما قصده البطريرك الراعي، لفت مصدر مقرب من بكركي لـ”لبنان الكبير” الى أن “الأكثرية تحكم والأقلية تعارض. حكومة الوفاق أو حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة تعطيل والحكومة التي تعطّل لا يمكن أن تسمّى بحكومة وحدة وطنية بل تكون حكومة ضد الوحدة الوطنية”.

واعتبر أن “الأكثرية التي تفوز بالانتخابات النيابية تحكم من دون مشاركة الأقلية الفائزة في الحكومة التي يجب أن تعارض من الخارج. هكذا يكون المسار الديموقراطي”، متسائلاً “في حال فاز الرئيس الفرنسي بالانتخابات الرئاسية، هل سيتشارك ومنافسته في الحكومة أو العكس؟”.

وأشار الى أن “الحكومات الوفاقية جاءت لمنع المعارضة ولتعطيل الديموقراطية وتعطيل القرارات في الحكومة بحيث يعطل البلد بالسلاح في الخارج، وبالحكومات الوفاقية يعطل البلد من الداخل”.

وقال: “البطريرك الراعي ليس مع الحكومات التي تسمّى بحكومات وحدة وطنية وتوافقية وتكون حكومات تعطيلية. أما اذا تألفت حكومة وحدة وطنية انقاذية لانقاذ البلد والدفاع عن القضايا الأساسية لمرحلة معينة كما حصل سنة 1953 وبعد الاستقلال وبعد حرب السنتين، فالموضوع يختلف، لكن في حال فازت قوى المعارضة أو ما يعرف بـ 14 آذار فلماذا يشارك حزب الله في الحكومة؟ من يفوز في الانتخابات عليه تحمل المسؤولية”.

وشدد على أنه “لا يجوز القبول بتعطيل الدولة. لا يجوز أن يفرضوا علينا حكومات للتعطيل، حتى لو كانت الحكومة من طرف أو فريق واحد يتم التعطيل. وهنا نسأل أين المعارضة التي لا يجوز أن تبقى تعارض عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ لأن المعارضة تكون بالنضال الغائب كلياً”.

شارك المقال