دائرة بعبدا: من يفوز بالمقعد السادس؟

المحرر السياسي

لا تعد دائرة “جبل لبنان الثالثة” (بعبدا) بمفاجآت كبيرة على صعيد النتائج الانتخابية المرجّحة، باستثناء التنافس القائم بين اللوائح على المقعد السادس الذي بات من المتعارف أنه سيكون المقعد الماروني الثالث. ويتركّز السؤال الذي يحتاج إلى بحث عن إجابة حوله، على هوية اللائحة والمرشح الأكثر قرباً وقدرة على الفوز بالمقعد السادس. فأيّ لائحة تعتبر الأقرب إلى حصد المقعد؟ قبل الدخول في مضامين الاجابة عن هذا السؤال، لا بدّ من الاضاءة على ظروف المعركة وكيفية توزّع المقاعد الخمسة والعناوين الأساسية المرتبطة بالدائرة وما تغيّر خلالها بين نتائج الاستحقاق الانتخابي الماضي والاستطلاعات المرتبطة بالمعركة الانتخابية المرتقبة.

كانت الأرجحية في الانتخابات الماضية لمصلحة محور 8 آذار في دائرة بعبدا بعد فوزه بمعدّل 4 مقاعد. وأتى فوز 8 آذار بمقعد رابع بعد تحقيق كسر انتخابي اضافي أكبر بمعدل 0.1 عن لائحة 14 آذار حينذاك (3.1 حاصل للائحة 8 آذار مقابل 2.0 حاصل للائحة 14 آذار). وجاءت النتائج على الشكل الآتي: فاز من لائحة تحالف “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحرّ” كل من النائبين آلان عون (10200 صوت) وحكمت ديب (4428 صوتاً) عن مقعدين مارونيين، والنائبين علي عمار (13692 صوتاً) وفادي علامة (6348 صوتاً) عن المقعدين الشيعيين. وفي المقابل، فاز النائب بيار بو عاصي (13498 صوتاً) عن مقعد ماروني وهادي أبو الحسن (11844 صوتاً) عن المقعد الدرزي عن اللائحة التحالفية التي تجمع “القوات اللبنانية” والحزب “التقدمي الاشتراكي”. واستطاع النائب حكمت ديب الفوز من خلال كسر (0.1) عن لائحة 14 آذار. ما الجديد في المعركة التنافسية في العام 2022؟

ترجم التطور الأبرز في دخول لوائح محسوبة على قوى الانتفاضة على الخطّ، وسط إقبال غير مسبوق على صعيد اللوائح التي بلغ عددها 7. وهو يعتبر عدداً كبيراً من اللوائح في دائرة صغيرة تنحصر المعركة الانتخابية فيها بـ 6 نواب ظاهرياً ونائب واحد عملياً. واللوائح التي تشكلت هي: “بعبدا السيادة والقرار” (تحالف “الاشتراكي” و”القوات” و”الأحرار”)، “الوفاق الوطني (“التيار الوطني الحرّ” و”الثنائي الشيعي”)، “بعبدا تنتفض” (مدعومة من “الكتائب” وتضم وجوهاً قيادية سابقة في التيار)، “بعبدا التغيير” (ناشطون في الانتفاضة)، “قادرين” (مدعومة من مجموعة “ممفد”)، “نحنا التغيير” و”معاً نستطيع” (لائحتان مؤلفتان من مستقلّين).

ماذا عن النتائج المرجحة؟ تشير معطيات مركز استطلاعات الباحث كمال الفغالي عبر “لبنان الكبير” إلى أنّ الاكتظاظ في عدد الدوائر المحسوبة على المجتمع المدني وانقسام لوائح قوى الانتفاضة من شأنه أن يصعّب احتمالية الخرق، علماً أن الاستطلاعات كانت أشارت إلى إمكان فوز قوى التغيير بحاصل انتخابي في حال اتحّدت. لكن الانقسام الذي شهدته اللوائح أضعف الامكانات المرتبطة باللوائح المتخذة عناوين تغييرية. وتلفت الاستطلاعات إلى أن 5 مقاعد شبه محسومة في الدائرة، مع ترجيح فوز كلّ من النواب بيار بو عاصي وآلان عون وهادي أبو الحسن وعلي عمار وفادي علامة بالمقاعد النيابية. أما المقعد السادس في الدائرة (المقعد الماروني السادس)، فترجح الاستطلاعات أن تنحصر المعركة حوله كما في الاستحقاق الانتخابي الماضي بين لائحتي قوى 8 و14 آذار الأساسيتين.

وتظهّر في الاستطلاعات أن هناك تراجعاً ملحوظاً في شعبية “التيار الوطني الحرّ” في بعبدا بما يضعف احتمالية فوز لائحته التحالفية مع “الثنائي” بالمقعد، في مقابل ترجيح فوز لائحة تحالف “القوات” و”الاشتراكي” و”الأحرار” بمقعد إضافي، إلا إذا ظهرت مفاجآت غير متوقعة على صعيد خرق إحدى اللوائح المتبقية، أو لعب الحظ دوراً استثنائياً في الكسر الانتخابي لمصلحة لائحة 8 آذار. لكن الاستطلاعات تشير الى بروز اسم كلّ من المرشحين كميل دوري شمعون وألكساندر كرم، بما يعني أن أحدهما سيكون الأوفر حظاً في الفوز بالمقعد الماروني الثالث إذا حصدت لائحة أحزاب 14 آذار المقعد كما هو مرجّح. وتتمثل نقاط القوة المرتبطة بشمعون في كونه رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” الذي يعتبر صاحب حضور تاريخي في بعبدا. وتتمحور عناصر القوة التي تأتي لمصلحة المرشح كرم في كونه إبن الدائرة ومرشحاً عن الحدت وممثلاً لعائلة كرم صاحبة الحضور الكبير على صعيد عدد الناخبين.

شارك المقال