معركة البترون الانتخابية: حماوة تنافسية بـ3 أجنحة

المحرر السياسي

تَعِدُ دائرة “الشمال الثالثة” بمفاجآت مشوّقة، اذ يطلق عليها المواكبون تسمية دائرة “المعركة الكبرى” بأقضيتها الأربعة البترون، الكورة، بشري وزغرتا. ويكمن السبب الذي يجعل من حماوة الدائرة التنافسية استثنائية، في أن أي تغيّر في النتيجة على صعيد أحد المقاعد من شأنه أن يبدّل كلّ المعطيات ويخلط كلّ الأوراق في الأقضية الأخرى. فماذا عن طبيعة المعركة الانتخابية في البترون تحديداً؟ ومن هي الوجوه المرشحة التي تشملها المعركة التنافسية؟

في البترون 11 مرشحاً على صعيد اللوائح الانتخابية كافة، بما يشمل: المرشحان غياث يزبك وليال نعمه عن لائحة “نبض الجمهورية القوية”، جبران باسيل ووليد حرب عن لائحة “رح نبقى هون”، مجد حرب وجوال الحويك عن لائحة “شمال المواجهة”، ربيع الشاعر وليال بو موسى عن لائحة “شمالنا”، جان خير الله عن لائحة “قادرين نغيّر”، جوزف نجم عن لائحة “وحدة الشمال” وميرنا حنا عن لائحة “وعي صوتك”. لكن المعركة التنافسية الحقيقية تبدو محصورة بـ3 أجنحة أساسية تتنافس على الفوز بمقعدين في البترون.

وتشمل المعركة الانتخابية في البترون اللوائح القوية التي تضمن الفوز بحواصل مؤكدة أولاً، والتي تحظى بقواعد شعبية وترشيحية أساسية في البترون مقارنة مع لوائح تتركز معركتها على أقضية زغرتا أو بشري أو الكورة مثلاً. أما الخرق المرتبط باللوائح الضعيفة في الدائرة، إذا حصل، فيتمحور حول قضاء الكورة تحديداً باعتبار أن المقعد الأسهل للخرق يترجم في الكورة؛ ولأن المنافسة في هذه المنطقة غير مرتبطة بعائلات سياسية كبيرة كما في الأقضية الثلاثة الأخرى.

ما هي اللوائح التي ترتبط بها المنافسة في البترون تحديداً؟ تشير معطيات مركز دراسات الباحث كمال الفغالي عبر “لبنان الكبير” إلى أن المعركة الانتخابية تبدو قائمة بين 3 أجنحة أساسية: مرشح “التيار الوطني الحرّ” ورئيسه جبران باسيل، مرشّح “القوات اللبنانية” غياث يزبك والمرشّح مجد حرب. ويتفرّع التنافس بشكل أساس بين المرشّحين الثلاثة على مقعدَيْن، على شكل احتمالية النتائج الفائزة كالآتي: غياث يزبك وجبران باسيل؛ أو جبران باسيل ومجد حرب؛ أو غياث يزبك ومجد حرب. وتدور النتائج الممكنة حول كيفية صبّ الأصوات التفضيلية ومن اللوائح القادرة على تكثيف الأصوات لمصلحة المرشحين بشكل أكبر، من دون إغفال حجم الأصوات التفضيلية التي سينالها مرشحو اللوائح في الأقضية الأخرى وعدد الحواصل الانتخابية. ولا تقلّل الاستطلاعات من الدور الذي يضطلع به الصوت الاغترابي وقدرته على التأثير في الدائرة عموماً والبترون خصوصاً. وقد تسجّل 27 ألف ناخب للإدلاء بأصواتهم على صعيد دائرة “الشمال الثالثة”، بما يعني اكتساب قدرة تأثيرية على مقعدين نيابيين إذا اقترعت غالبية الذين تسجلوا. وفي منطقة البترون وحدها، تسجّل 6564 مغترباً للإدلاء بأصواتهم في القضاء.

في ما يخصّ الأرقام التي سجّلتها منطقة البترون في الانتخابات النيابية الماضية، فاز النائب باسيل عن “التيار الوطني الحرّ” مع 12269 صوتاً تفضيلياً والنائب فادي سعد عن “القوات اللبنانية” مع 9842 صوتاً تفضيلياً. لكن معايير عدّة متغيرة باتت تؤثر على الوضع العام في الدائرة عموماً بما في ذلك البترون، أوّلها، هو أن باسيل يخوض المعركة في ظلّ تراجع حجم مناصري التيار مقارنة مع الدورة الانتخابية الماضية وفق ما تشير الاستطلاعات. وثانيها، أن التيار يخوض الانتخابات من دون الصوت السني الذي كان داعماً له في جزء منه في الانتخابات الماضية. وثالثها، انقسام الحزب “القومي” في الدائرة بين لائحتي باسيل وفرنجية. ورابعها، تبدّل صيغة تحالف الوزير السابق بطرس حرب في البترون (يرشح نجله مجد حرب)، حيث كان تحالف في الانتخابات الماضية مع فرنجية بما قلّص حجم المؤيدين، في وقت يشمل التحالف هذه الدورة “الكتائب” و”حركة الاستقلال”. فأي نتائج ستعرفها منطقة البترون في هذه الدورة الانتخابية؟

شارك المقال