انتخابات جزّين: مفاجآت ممكنة معطوفة على صيدا

المحرر السياسي

تعتبر المعركة الانتخابية في جزين بارزة لناحية اكتسابها تشويقاً على أكثر من مستوى، في ظلّ تنافس انتخابي متفرّق بين أعضاء اللائحة الواحدة واللوائح في ما بينها. ولعلّ دائرة “الجنوب الأولى” من بين الدوائر النادرة في هذه الدورة الانتخابية التي تكتسب ميزة قائمة على التنافس بين أعضاء اللوائح الواحدة. ماذا عن المعنى المقصود من ارتباط المعركة بتنافس ذاتيّ أوّلاً بين أعضاء اللوائح؟ وأيّ مرشّحين يمكن وضعهم في خانة المتنافسين بين بعضهم البعض على صعيد اللائحة الواحدة؟ وماذا عن التنافس العام بين الأحزاب والقوى السياسية الرئيسة التي تطمح الى تحقيق مكاسب عامة؟

تخوض 7 لوائح المعركة الانتخابية في دائرة “صيدا – جزين”، بعضها يعتبر محسوباً على الأحزاب التقليدية وبعضها الآخر يتخذ بعداً مرتبطاً بالمجتمع المدني. وتأتي اللوائح على الشكل الآتي: لائحة “وحدتنا في صيدا جزين” التحالفية بين حزب “القوات اللبنانية” والمرشح المحسوب على الخط السنيّ السيادي يوسف النقيب بدعم من الرئيس فؤاد السنيورة. لائحة “ننتخب للتغيير” المؤلفة من تحالف النائب أسامة سعد وعبد الرحمن البزري. لائحة “معاً لصيدا وجزين” المرتبطة بكوادر “التيار الوطني الحر”. لائحة “قادرين” المدعومة من حركة “مواطنون ومواطنات في دولة”. لائحة “الاعتدال قوتنا” التي تضم النائب ابراهيم عازار والمدعومة من “الثنائي الشيعي”. لائحة “صوت التغيير” المؤلفة من مرشحين مستقلين، ولائحة “نحن التغيير” المشكّلة أيضاً من أسماء مستقلة في المنطقة.

لم تشهد جزين ما هو خارج عن الإطار المتوقع في استحقاق الانتخابات الماضية. فاز ابراهيم عازار بعد نيله 11663 صوتاً بدعم “الثنائي الشيعي”. ونال زياد أسود 7270 صوتاً. وأتى الكسر الانتخابي لمصلحة لائحة “التيار الوطني الحرّ” التي استطاعت الفوز بالمقعد الكاثوليكي أيضاً بعد نيله 708 أصوات. وفي صيدا، فازت النائب بهية الحريري بعد نيلها 13739 صوتاً والنائب أسامة سعد الذي حصل على 9880 صوتاً. لكن ظروف المعركة باتت مختلفة اليوم على صعيد الدائرة، وفق سرد أوساط خبيرة في الدراسات الانتخابية عبر “لبنان الكبير”، استناداً إلى جملة معطيات أبرزها اختلاف خلطة التحالفات وتجيير الأصوات التفضيلية في ظلّ تموضع النائب أسامة سعد في تحالف مواجه لثنائي “حزب الله” وحركة “أمل”. المعطى الثاني هو غياب تيار “المستقبل” الذي يعزف عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي. المعطى الثالث تعدّد اللوائح المتّخذة عنوان التغيير السياسي. المعطى الرابع تراجع شعبية “التيار الحرّ” مقارنة مع الاستحقاق الانتخابي الماضي.

وفي شرح تفاصيل المعارك الانتخابية المتفرّعة على صعيد الدائرة، يتظهّر انطلاقاً من القراءة الانتخابية أنّها تنطلق من معركة خاصة بالتنافس الضمني بين أعضاء لائحة “التيار الحرّ” وتحديداً النائب زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد على الفوز بالمقعد الماروني، باعتبار أن الاستطلاعات تشير إلى شبه حسم لجهة فوز النائب عازار ومنافسة لائحته على الفوز بمقعد إضافي. وثمة معركة حقيقية تحت الرماد بين أسود وأبو زيد على الفوز بالمقعد مع ضبابية على مستوى النتائج، مع الإشارة إلى أنّ أرقام أسود بارزة في جزين مقارنة مع أعضاء اللائحة الآخرين. لكن يصعب جداً على اللائحة الحصول على مقعد آخر انطلاقاً من لعبة الكسر الانتخابي مقارنة مع نتائج الانتخابات الماضية. ويتظهر أن معركة الكسر الانتخابي على المقعد الكاثوليكي ستتركز بين إما اللائحة المدعومة من “القوات اللبنانية” مع المرشحة غادة أيوب وإما اللائحة المدعومة من “الثنائي الشيعي” مع المرشح يوسف السكاف خصوصاً بعدما تلقفت لائحة النائب سعد أن “الثنائي” سيخوض الانتخابات ضدّه بما يعني أن الأصوات التي كانت تدعمه في دورات انتخابية سابقة ستصب لمصلحة لائحة عازار، وينافس سعد على الاحتفاظ بمقعده النيابي. وتدور المعركة الانتخابية في صيدا على المقعد السني الثاني بين أسماء عدّة تتنافس على الفوز بالمقعد: يوسف النقيب، عبد الرحمن البرزي ونبيل الزعتري. وبذلك، تتركّز المعركة الانتخابية في الدائرة بين 4 لوائح. وتعد الدائرة بمفاجآت مترابطة بين صيدا وجزين، باعتبار أن النتائج تتأثر ببعضها البعض، في وقت المقعد الأضعف الذي سيكون محل منافسة غالبية اللوائح هو المقعد الكاثوليكي في جزين.

 

 

 

شارك المقال