تصعيد روسي وتزايد المخاوف من حرب عالمية ثالثة

حسناء بو حرفوش

في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الأوكرانية، تتزايد المخاوف العالمية ويطرح السؤال حول إمكان استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسلحة النووية العابرة للقارات أم تلك التكتيكية في أوكرانيا؟ من الصعب تخيل تهديد أكثر خطورة، لأنه من المحتمل أن يشعل حرباً عالمية ثالثة ويعرّض العالم بأسره لخطر الدمار.

وحسب مقال في موقع “ناشيونال إنترست” (nationalinterest) الالكتروني الأميركي، “حذر بوتين ووزير الخارجية (سيرغي) لافروف منذ فترة ليست بالقصيرة، عمداً من حرب نووية في محاولة لتخويف الناتو ودفعه إلى التقاعس عن العمل. لكن المحللين منقسمون حول مدى واقعية أن تتحول روسيا الى دولة نووية في أوكرانيا. ومع ذلك، هناك أمر واحد واضح تماماً: لا تلعب الولايات المتحدة لعبة الكرملين، وبدلاً من ذلك، تواصل تقديم خطوات مسؤولة ومدروسة وتجنب توجيه التهديدات أو اللجوء إلى لغة تصعيدية. وهذا ما ظهر من خلال تركيز وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على أن الخطاب التصعيدي خطير للغاية وغير مفيد، وعلى عدم استعداد أحد أن يرى حرباً نووية تحدث. إنها حرب تخسر فيها جميع الأطراف.

ودفعت الضربات الروسية الأخيرة على محطات السكك الحديدية البعض إلى التساؤل عما إذا كانت روسيا تستهدف في الواقع، عمداً خطوط إمداد الناتو إلى أوكرانيا، كما أن النشاط الروسي بالقرب من مولدوفا يثير الشكوك حول تصعيد محتمل. ويبدو أيضاً أن القيادة الروسية تعلن مراراً وتكراراً عن إمكان شن هجوم نووي على أنه “تهديد” أو “رادع” محتمل ضد مشاركة الناتو. ومن الواضح أن هذا الأمر يأخذه أوستن وكل أعضاء الناتو على محمل الجد.

وبينما يقول معظم المراقبين إن بوتين لا يزال عقلانياً في كثير من النواحي، يشير آخرون إلى أن سلوكه يدل على تحول مقلق في استراتيجياته وأساليبه في الحرب. ومن ناحية أخرى هناك الثلاثي النووي الأميركي، الذي يحافظ على الردع الأميركي، وهو فاعل للغاية وقادر تماماً على إلحاق دمار شامل بروسيا في وقت قصير. على سبيل المثال، تقوم غواصات الصواريخ الباليستية المسلحة نووياً التابعة للبحرية الأميركية، بدوريات في هدوء وسرية في النقاط الساخنة تحت البحر في جميع أنحاء العالم في أي وقت. ويقصد بهذا التصميم ضمان قدرة الولايات المتحدة على توجيه ضربة ثانية كارثية بشكل موثوق الى أي دولة أو جهة فاعلة تستخدم الأسلحة النووية.

لذلك، يضمن موقف الردع النووي للولايات المتحدة بشكل أساس التدمير الكامل لأي دولة تشن هجوماً نووياً، وهو أمر يدركه بوتين والقيادة الروسية بالتأكيد. ويثير هذا تساؤلاً حول ما إذا كان بوتين سيشن هجمات نووية ويدمر بلاده بشكل أساس في هذه العملية، إذا وضع في الزاوية وواجه الهزيمة. وتظل هذه نتيجة محتملة، ومع ذلك، وبغض النظر عن المناقشات التخمينية حول مزاج بوتين المحتمل أو عقلانيته، من الواضح أنه ولافروف يستخدمان احتمالية نشوب حرب نووية عالمية لمنع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من القيام بدور أكثر نشاطًا في أوكرانيا. هل تسود الرؤوس الباردة وخفض التصعيد؟ حتى الآن، لا تزال الإجابات غير واضحة، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يواصلون تسليح أوكرانيا بينما يسعون الى إدارة ما أصبح أخطر مواجهة جيوسياسية منذ عقود”.

تجدر الإشارة إلى أن الرئاسة الروسية حذرت الخميس من أن “شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا تهدد الأمن الأوروبي”، كما أشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في خطاب أمام الصحافيين الى أن “هذا الميل الأوروبي الى إغراق أوكرانيا بالأسلحة وتحديداً الثقيلة منها يعد تصرفاً يهدد أمن القارة ويزعزع الاستقرار”.

شارك المقال