انتخابات 2022 طويلة

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

انتخابات 2022 ليست خلفنا، بل هي بنتائجها وأفراحها وأتراحها، ستبقى معنا لزمن طويل، بل ربما ستكون المحطة المؤسسة لـ”أسطورة” لبنانية جديدة، بين تحاصص وتناتش الجماعات.

بين ميثاق وطني، نازع ومات مراراً وبُعث حياً متقمصاً بأوراق ومشاريع إصلاحات، وطائف مبتور نُفذ عالقطعة، وحسب ما يطلبه الجمهور، و”دوحة” أعرج أخذ العربة الى مهوار القوي في طائفته مع خنجر الوزير الملك.

جاءت نتائج انتخابات 2022 أشبه بمياه نهر تصب في بحيرة راكدة، لتختلط الألوان والطعمات بانتظار مرحلة الصفاء: هل ستأخذ هذه المياه الجديدة كل البحيرة وتفرض عليها طعمتها، أم ستعيد البحيرة ترتيب طبقاتها وترسباتها وكأن شيئاً لم يكن؟

ستبقى انتخابات 2022 معنا لزمن، إذ كانت السبب فعلاً في ضرب هالة الرئاسة الثانية وهيبتها. صحيح أنها معقودة اللواء لنبيه بري، مرشحاً شيعياً وحيداً، لكن هذه المرة بأصوات أقل داخل الصندوقة وأصوات أكثر إنتقاداً في المجلس وخارجه.

ما زال الثنائي الشيعي قوياً لكن في شيعيته تحديداً، وبالكاد يتحمل حمل وزن زائد لهذا الحليف أو ذاك. ما عاد موزع النعم والهدايا وراسم المعادلات كلها.

عشنا وشفنا فعلاً كيف الرئاسة الثانية، وعلى الرغم من صمود الثنائي، تبهدلت بعض الشيء يسواها في ذلك ما صار بالرئاسة الأولى والثالثة.

ومع جديد “التغييريين” و”المستقلين” و”السياديين” سيبقى تشكيل المجلس الجديد “خبصة” فعلية الى حين سقوط الأقنعة أو إكتمال الاصطفافات السياسية استعداداً لمؤتمر وطني جديد يعيد ترتيب المواقع والخيارات… بعد خراب الهيكل على الأرجح.

شارك المقال