بارقة أمل: ممر لتصدير الحبوب من أوكرانيا

حسناء بو حرفوش

بعد توقف غالبية صادرات الحبوب الأوكرانية منذ أن شنت روسيا الغزو الكامل في شباط الماضي، برزت بارقة من الأمل بفعل تدخل الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، حسب ما نقل مقال في موقع “ذا غارديان” البريطاني.

ووفقاً للمقال، “رفع البلدان الآمال بإنشاء ممر لتصدير الحبوب من أوكرانيا بعد أن تسببت الحرب في أحد البلدان الأكثر تصديراً للحبوب في العالم، بالتحول إلى الاعتماد على المحاصيل المحلية. وزعم الكرملين بأن شحنات الحبوب ستستأنف في الأيام المقبلة من ميناء بيرديانسك الأوكراني الذي تحتله روسيا بعد العمل على إزالة الألغام من المنطقة، حيث أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف محادثات مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في هذا الخصوص.

ومع ذلك، أصدر وزير الخارجية التركي مذكرة مدروسة، سطّر فيها الحاجة الى المزيد من المحادثات بين موسكو وكييف، معتبراً أنها ستكون مطلوبة لضمان سلامة أي سفن تحمل الصادرات. وفي حديثه إلى جانب لافروف في أنقرة، وصف أوغلو خطة الأمم المتحدة لإطلاق ممر بحري لصادرات الحبوب الأوكرانية بأنها “معقولة”، لكنه أضاف أنه يتوجب على روسيا وأوكرانيا القبول بأي اتفاق.

وأوضح أوغلو أن أفكاراً مختلفة طرحت من أجل تأمين تصدير الحبوب الأوكرانية إلى السوق وآخرها خطة الأمم المتحدة بما في ذلك، خطة آلية يمكن إنشاؤها بين الأمم المتحدة وأوكرانيا وروسيا وتركيا. وأضاف أن هذه الخطة تعتبر مقبولة بالنسبة الى الجانب التركي.

وتوقفت غالبية صادرات الحبوب الأوكرانية منذ أن شنت روسيا غزواً كاملاً ضد أوكرانيا وحاصرت موانئ البلاد على البحر الأسود، والتي كانت تتدفق من خلالها 90٪ من التجارة من خامس أكبر مصدر للحبوب في العالم. وأثار التوقف المفاجئ عن التصدير مخاوف من أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى أزمة غذاء عالمية ومن أنها ستدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة.

وناشدت الأمم المتحدة في وقت لاحق روسيا وأوكرانيا، وكذلك تركيا العضو في الناتو والتي تمتلك سلطة على حركة المرور البحرية التي تدخل وتخرج من البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، الاتفاق على ممر. ووفقاً للأمم المتحدة، توفر روسيا وأوكرانيا حوالي 40٪ من القمح المستهلك في أفريقيا، حيث ارتفعت الأسعار بالفعل بنحو 23٪.

ومن المحتمل أن يتضمن أي ممر حبوب تتوسط فيه تركيا سفن شحن تغادر أوديسا، الواقعة في أيدي أوكرانيا، وموانئ أخرى على البحر الأسود بمرافقة بحرية تركية، قبل السفر نحو تركيا وإلى الأسواق العالمية. وقال لافروف، الذي ألقى باللوم على العقوبات الغربية في أزمة الغذاء، إن أوكرانيا بحاجة الى السماح للسفن التجارية بمغادرة موانئها بأمان، من أجل التوصل إلى أي اتفاق بشأن ممر الحبوب.

وقدمت تركيا، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كييف وموسكو، عرضاً في وقت مبكر من الحرب لمحاولة لعب دور الوسيط بين الجانبين لكن محادثات وقف إطلاق النار تلاشت منذ ذلك الحين. وقالت أنقرة إنها مستعدة للقيام بدور كجزء من “آلية المراقبة” إذا تم التوصل إلى أي نوع من اتفاق تصدير الحبوب. ويعد الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا نقطة

انطلاق حيوية لاستئناف صادرات الحبوب، لكن هناك عدة أشياء أخرى يجب أن تنجز أولاً.

ويقول المطلعون على صناعة الشحن البحري إن المياه الساحلية الأوكرانية بحاجة الى ورشة إزالة الألغام من خلال ترتيب تأمين خاص وتقديم ضمانات صارمة بشأن سلامة السفن وأفراد الطاقم قبل أن يرغب أي من مالكي السفن في إرسال أسطول إلى البحر الأسود”.

وكانت وكالة الأنباء الروسية نقلت عن السلطات المحلية الأربعاء، إن “شحنات الحبوب ستستأنف خلال هذا الأسبوع من ميناء بيرديانسك الأوكراني بعد انتهاء أعمال نزع الألغام”. وذكّرت بالنفي الروسي لأي مسؤولية عن أزمة الغذاء العالمية، موجهة أصابع الاتهام الى الغرب والى العقوبات المتشددة التي فرضها على موسكو.

شارك المقال