الأمير محمد بن سلمان يكشف تصاميم “ذا لاين” المبهرة!

ميرنا سرور
ميرنا سرور

بصورٍ تشبه مشاهد من فيلم خيال علمي، كشفت المملكة العربية السعودية عن تصاميم مدينة “ذا لاين” المستقبلية. هي تصاميم مبهرة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، تجسّد “مثالية العيش” وتجعلنا نؤمن بأننا بتنا قاب قوسين من رؤية المستقبل يتحول واقعًا. وعقب كشفه التصاميم، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عزم بلاده على تنفيذ الفكرة، وفقاً لأحدث تقنيات البناء وعمليات التصنيع.

وأضاف الأمير بن سلمان: “عند إطلاقنا “ذا لاين”، وعدنا بإعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون الإنسان محورها الرئيسي، واليوم “ذا لاين” تحقق مثالية العيش وتعالج التحديات الملحة التي تواجه البشرية. هذه التصاميم الاستثنائية توضح الهيكل الداخلي للمدينة متعددة الطبقات وتعالج إشكاليات المدن الأفقية التقليدية المنبسطة، محققة بذلك التناغم التام بين التنمية الحضرية والحفاظ على الطبيعة بكل مواردها.”

ما هي “ذا لاين”؟

هي جزء من مشروع نيوم الضخم في شمال غربي المملكة، وهي مدينة فريدة بتصاميم ورؤية هي الأولى من نوعها في العالم. يبلغ عرض هذه المدينة 200 متر فقط، فيما يبلغ ارتفاعها 500 متر وتمتد على طول 170 كلم. وتتسع هذه المدينة لنحو 9 ملايين نسمة في سابقةٍ لمدينة بهذا الحجم، إذ تعتمد مفهوم “البناء للأعلى” و”انعدام الجاذبية” ويعني ذلك توزيع وبناء مكوّنات المدينة على شكل طبقات عمودية، مما يتيح للناس إمكانية التحرك في الاتجاهات الثلاثة: إلى الأعلى، وإلى الأسفل، وبشكل أفقي في كل جانب، فيما يحيط بجانبي المدينة الخارجيين مرايا عاكسة وتسمح لتفاصيلها بالاندماج مع الطبيعة.

وفي هذا الإطار، شدّد الأمير محمد بن سلمان على أنه “لا يمكننا تجاهل أزمة البيئة وكذلك أزمة طريقة الحياة اللتين تواجهان مدن العالم. ولذا نسعى في نيوم لنكون في طليعة من يقدمون حلولاً جديدة ومبتكرة. ونحن اليوم عازمون على تنفيذ فكرة “البناء إلى الأعلى”، من خلال فريق عمل تقوده نيوم إضافة إلى مجموعة من ألمع العقول في الهندسة المعمارية والبناء على مستوى العالم.”

للبيئة أولوية… طاقة متجددة ولا انبعاثات كربونية

تخلو “ذا لاين” من السيارات وبالتالي من الانبعاثات الكربونية، وتتمتع بطاقة متجددة بنسبة 100%. وببناء هذه المدينة ستكون 95% من مساحة نيوم طبيعة محمية. أما البنى التحتية فهي تجسيد لرؤية نموذجية قائمة على أن هذه البنية في خدمة الإنسان وليس العكس، كما هي الحال في المجتمعات التقليدية. وفيما تحتضن المدينة حوالي تسعة ملايين شخصًا في مساحة 34 كلم2 ستصل آثار البنية التحتية إلى أدنى مستوياتها، لتكون النتيجة مستويات فائقة من الكفاءة غير المسبوقة في توظيف موارد المدينة.

سهولة التنقل

تسمح المدينة لسكانها بالوصول إلى جميع المرافق والخدمات بخمس دقائق، كما يضمن القطار السريع الانتقال بين أقصى طرفي المدينة خلال 20 دقيقة. ويساهم المناخ المثالي للمدينة على مدار العام بتمكين السكان من التنقل سيرًا على الأقدام فيما يستمتعون بالطبيعة المحيطة. إلى ذلك تتيح المدينة بتصميمها فائق التطور وصولاً سريعاً ومباشراً إلى الطبيعة في غضون دقيقتين مشياً عبر مساحاته المفتوحة على مستويات وارتفاعات متعددة، ليتمكن الجميع من الوصول إلى الطبيعة بيسرٍ وسهولة.

جودة الحياة

تتيح “ذا لاين” لمواطنيها إمكانية خوض تجارب اجتماعية واقتصادية لا مثيل لها، فالمدينة تخلو تمامًا من التلوث والحوادث المرورية، وتؤمن لسكانها رعاية صحية وقائية على مستوى عالمي. أمّا على مستوى النشاط الإقتصادي، تهدف “ذا لاين” لتكون مكانًا لنمو الأعمال وازدهارها، إذ يضمن نمط الحياة فيها خلق تجربة بشرية مليئة بفرص الأعمال الجديدة، كما يتوقع أن يخلق 380 ألف فرصة عمل تقريباً بحلول عام 2030.

تصميم رقمي بالكامل

عبر الاستعانة بفريق من المعماريين والمهندسين المشهورين عالمياً، ستبنى المدينة وفقا لأحدث تقنيات البناء وعمليات التصنيع، وستعمل “نيوم” على تصميمها رقمياً بشكل كامل.

بهذا، تقدّم السعودية للعالم نموذجًا استثنائيًا لما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلًا، ضمن بيئة خالية من التلوث، ومجتمعٍ يضمن رفاهية الفرد وصحته، ومحيط كفيل بخلق فرص أعمال جديدة بشكلٍ مستدام، بما يتوافق تمامًا مع رؤية 2030.

شارك المقال