صبرنا على الأزمات المختلفة وسنصبر إن شاء الله

 الشيخ مظهر الحموي

نحن اليوم نعاني في عالمنا العربي والإسلامي سلسلة من الضائقات، نعيش مجموعة من المشكلات، نركع تحت طوفان من التحديات الداخلية والخارجية، إنها إمتحان للإيمان، إنها إبتلاء للعزائم، إنها دعوة للعودة، إنها مهماز للوعي، إنها صرخة من التاريخ لكي نعود لا الى التاريخ فحسب، ولكن الى ما حققنا في التاريخ وما كان لنا تاريخاً زاهياً.

إن كل ما تشاهدونه اليوم من كل أسباب الإحباط وعوامل الإنتكاسات ومشكلات الواقع الداخلي والخارجي في عالمنا العربي والإسلامي من هجمات عدوانية صهونية ومن مؤامرات دولية إستعمارية ومن مكائد عالمية وصراعات داخلية، كل ذلك هو موقف إمتحان لحقيقة هذه الأمة، لصلابة الإيمان، لعمق الهداية، لقوة العزيمة، لصحوة الوعي الإسلامي، من أجل أن تعود هذه الأمة الى دينها، الى ذاتها، الى وحدتها، الى غايتها .

أما أن يستمر العدوان فمحال، أن تستمر الهزائم فمستحيل، أن تدوم النكسات فغير ممكن. إن كل ذلك عرض زائل، وزلزال عابر، وإمتحان لا بد أن نخرج منه أقوى إيماناً وأثبت موقفاً وأصح رؤية وأقوى صفاً وأعلى تسامياً وأمكن توجهاً الى حقيقة الإسلام ومبتغاه من الوجود.

إن الأمور تشتد في حصارها علينا، ولذلكم ما يعانيه وطننا لبنان اليوم من إشكالات على مختلف الصعد ومن مصاعب في كل السبل إنما هي مؤامرة دولية تسعى مع كل أجهزتها وتياراتها في لبنان من أجل إفقار بلدنا وتجويعه وتركيعه .

إنها تقصد أول ما تقصد أن يركع الشعب اللبناني ليسلم بالمكائد والمؤامرات الدولية ليستجيب للمنطق الإستعماري الهائل الهابط من أجل أن يفك لبنان إرتباطه العربي بإخوانه العرب، ومن أجل عودة لبنان الى ما قبل والقضاء على كل الإنجازات بأنواعها، فأمام هذا الهول والمؤامرات المتعددة الإتجاهات يعيش لبنان اليوم في ساحة الصراع الكبير وفي ساحة التصدي للمؤامرة الكبرى.

نحن اليوم في لبنان أمام معركة مبطنة مستخفاة فهي معركة كبرى، لا بد لنا إلا أن نعلم واقعها وندرك أخطارها ونجمع صفوفنا ونصبر في موقع التحدي الكبير، لنقف في وجه كل هذه العوائق وفي وجه كل هذه الضغوط وفي وجه كل هذه المكائد والمؤامرات من أجل أن تنتهي هذه الأزمة الخانقة ونتصدى للحصار المحكم ونتحدى كل الأمم الضاغطة علينا بكل أشكالها وأنواعها.

صبرنا على الأزمات المختلفة وسنصبر إن شاء الله وقلوبنا معلقة بالله وسوف يأتينا بحول الله وقوته المدد من الله والنصر من الله والعزة من الله، لتعود أمتنا أمة العزة والكرامة ويعود وطننا لبنان أفضل مما كان إن شاء الله ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً.

شارك المقال