بايدن حفر حفرة وترامب وقع فيها

حسناء بو حرفوش

لفت مقال في موقع “ذا أتلانتيك” الالكتروني الأميركي إلى وقوع دونالد ترامب في فخ حاول فريق الرئيس الأميركي جو بايدن استدراجه إليه. وأشار المحلل إلى أن “هيلاري كلينتون كانت قد حذرت في السابق، من (حماقة) دونالد ترامب، التي قد تجرّه إلى الوقوع في الفخ. وأعدّ الجمهوريون بدهاء خطة واضحة وبسيطة لانتخابات 2022، ترفض في جوهرها تحويل ترامب الى محور الإستحقاق الرئيسي، وتركز على مواضيع مثل أسعار الغاز أو الجريمة أو الحدود أو العرق أو التربية الجنسية أو أي موضوع آخر عدا مسألة ترامب.

وكان هذا الأخير قد خسر التصويت الشعبي في العام 2016، وفقد السيطرة على مجلس النواب في العام 2018، وخسر الرئاسة في العام 2020 عدا عن فقدانه مقعدين لمجلس الشيوخ في جورجيا في العام 2021. وبالتالي، لدى الجمهوريين سبب وجيه للخوف من الفوضى التي قد يتسبب بها انضمامه إلى المعركة في العام 2022، لذلك ناشدوه الابتعاد عن المنافسة. وهذا ما حدا بمشرّع جمهوري الى القول عبر (سي أن أن) انه (يتجنب التلفظ باسمه تماماً). وعلق بعض الجمهوريين آمالهم على فرصة استجماع ترامب بعض الانضباط الذاتي هذه المرة، واحترام مصالح شركائه وحلفائه ورغباتهم.

ولا شك في أن أحد أهداف هجوم بايدن في فيلادلفيا ضد جماعة ترامب داخل الحزب الجمهوري هو استدراج ترامب لرد الفعل، وقد نجح الأمر. وألقى ترامب بالأمس، في ولاية بنسلفانيا، خطاباً أمام حشد من المفترض أن يدعم المرشحين الجمهوريين في الولاية. لم يكن هذا أول خطاب حاشد له في العام 2022، اذ ألقى خطاباً في ولاية أريزونا في يوليو/تموز، ولكن هذا الخطاب كان مختلفاً ومتطرفاً للغاية ومن الواضح أن خطاب بايدن الذي نشرته الأخبار المحلية قد استفزه. وأعلن ترامب أثناء الحملة الانتخابية في بنسلفانيا، ما بدا كإدانة لأكبر مدينة في الولاية، وأعرب عن اعتقاده أن فيلادلفيا كانت خياراً رائعاً لإلقاء خطاب الكراهية والغضب، في إشارة الى خطاب بايدن، مع العلم أن المدينة سجلت في العام الماضي، رقماً قياسياً في جرائم القتل ولكونها في طريقها الى تحطيم هذا الرقم القياسي مجدداً في العام 2022.

كما استطرد ترامب في الحديث عن قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتفتيش في منزله بحثاً عن وثائق حكومية مسروقة. وهاجم مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل ووصفهما بـ (الوحوش)، مذكراً الجميع عن غير قصد بأن المكتب قد عثر بالفعل على وثائق حكومية مسروقة في خزانة ملابسه وفي حمامه أيضاً. ولم يتوان ترامب عن وصف بايدن بـ (عدو للدولة)، وادعى الفوز بالتصويت الشعبي في ولاية بنسلفانيا، حيث خسر في الواقع بأكثر من 80 ألف صوت.

وباختصار، استمر العرض المطول للخطاب ليؤكد على النرجسية التي تمثلت في السلوك الذي خطط بايدن لاستنباطه بالتحديد في خطابه في فيلادلفيا.

وحاول قادة الكونغرس الجمهوريون بصورة يائسة وبرجاء على الرغم من كل شيء، تجنّب خطر أن تصبح الانتخابات المقبلة استفتاءً وطنياً آخر لقيادة ترامب. وعلى الرغم من تفاخر ترامب المبالغ به، يتعين على السياسيين احتساب التكاليف الحقيقية لهزائمه، إلا أن بايدن على دراية كبيرة بالأمر، ووصل إلى فيلادلفيا لتوجيه ضربةً الى غروره اللامحدود والهش. لقد وجد ترامب نفسه مدفوعاً إلى الانهيار الذي برهنه بعد 48 ساعة، والآن ما عاد بإمكانه الإنكار. لقد نصب بايدن الفخ ولم يقع فيه ترامب فحسب، بل جرّ حزبه بالكامل في المأزق معه. إشارة إلى أن بايدن، قد رد في تغريدة نشرها الأحد، على إدعاءات ترامب حول (تزييف) الانتخابات في السابق، مع تجنب ذكر اسم ترامب بالتحديد”.

شارك المقال