كيف تستفيد شركات الأسلحة الأميركية من الحرب الأوكرانية؟

حسناء بو حرفوش

في الوقت الذي تنخفض فيه أسهم السوق الأميركية عموماً، تستمر شركات تصنيع الأسلحة بتجميع المكاسب منذ اندلاع الحرب في شباط الماضي. وتجني شركات تصنيع الأسلحة، وفقاً لموقع “صنداي غارديان لايف”، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها فوائد من الحرب الروسية – الأوكرانية.

وقامت إدارة الرئيس جو بايدن، بتزويد أوكرانيا، منذ بداية الحرب بينها وبين روسيا، بمساعدات عسكرية إجمالية بقيمة 25 مليار دولار، أي ما يعادل ستة أضعاف ما قدمته المملكة المتحدة، وهي الدولة الثانية على قائمة مقدمي المساعدات العسكرية. وتدور الحرب بين البلدين منذ ثمانية أشهر حتى الآن. وقدمت الولايات المتحدة مساعداتها ضمن مبادرة شملت الأسلحة والمعدات (مع الإشارة إلى الالتزام بعناصر محددة)، بينما يقدر المبلغ المتبقي بـ 16.4 مليار دولار ويفترض أنه يشمل “مساعدة مالية لأغراض عسكرية (على سبيل المثال لتمويل شراء أسلحة في المستقبل)”.

ويلاحظ أنه بالتزامن مع الحرب، ارتفعت أرباح وأسعار أسهم كبرى شركات الأسلحة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على الرغم من أن السوق العام في هذين البلدين يشهد تباطؤاً لأسباب متعددة. وفي شباط، عندما كانت الحرب على وشك الاندلاع، بلغ سعر سهم شركة “لوكهيد مارتن” 385 دولاراً، ولكنه ما لبث أن تجاوز 470 دولاراً في غضون أيام من إطلاق الطلقة الأولى (بزيادة قدرها 23٪) ويحوم السعر حالياً حول 430 دولاراً. وبالمثل، ارتفع سعر سهم شركة “نورث تروب غرومان”، من 386 دولاراً في نهاية شباط، إلى 485 دولاراً، بزيادة قدرها 26٪ في غضون أشهر ويتم تداوله الآن عند 470 دولاراً. كما ارتفعت ثروات مجموعة “Thales” التي تتخذ من فرنسا مقراً لها والمدرجة في بورصة باريس أيضاً، بعد اندلاع الحرب، بحيث كانت أسهمها متداولة عند 84 يورو، والآن يتم تداولها بسعر 125 – 130 يورو، بزيادة قدرها 55٪. وتقوم الشركة من جملة أمور أخرى، بتصنيع صواريخ أرض – جو، والتي أرسل أكثر من 8500 منها إلى أوكرانيا.

والحال سيان بالنسبة الى أسهم شركة AeroVironment ومقرها الولايات المتحدة، والتي أرسلت 700 قطعة الى أوكرانيا، بحيث كان عند مستوى 59 دولاراً في نهاية شباط، وبلغ 110 دولارات، بزيادة 86٪ ويتم شراء السهم وبيعه بسعر يتراوح بين 100 و105 دولارات.

وبالمثل، حملت الحرب أخباراً سارة لأسهم شركة أنظمةBAE  التي تصنع مدافع “هاوتزر” وشركة “جنرال دايناميكس”، التي ارتفع سهمها من 200 دولار في بداية الحرب إلى أكثر من 240 دولاراً. وفي 13 أيلول، منح الجيش الأميركي عقداً بقيمة 311 مليون دولار لمشروع تسليم أكثر من 1800 صاروخ من طراز “جافلين”، كان من المفترض إرسالها إلى أوكرانيا لدعم القوات العسكرية والأمنية. ووفقاً لتقارير وسائل الاعلام الأميركية، اشترى العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عدة أسهم في هذه الشركات بمجرد اندلاع الحرب.

وفقاً لأحدث المستندات حول المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، فقد أرسلت 1400 نظام “ستينغر” المضاد للطائرات، و8500 من أنظمة “جافلين” المضادة للدروع و32000 نظام آخر مضاد للدروع، و700 من الأنظمة الجوية بدون طيار من طراز “سويتش بلايد” ومدافع الهاوتزر وما يصل إلى 807 آلاف طلقة مدفعية من عيار 155 ملم، و20 مدفع “هاوتزر” عيار 105 ملم و144 ألف طلقة مدفعية، و126 مركبة تكتيكية لسحب مدافع “هاوتزر” عيار 155 ملم، و22 مركبة تكتيكية لاستعادة المعدات، و16 من أنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة والذخيرة، و20 صاروخ “هاون” عيار 120 ملم و85 ألف طلقة قذائف هاون من عيار 120 ملم (…) وصواريخ مضادة للإشعاع عالية السرعة و20 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-17، ومئات المركبات عالية الحركة ومتعددة الأغراض، و200 ناقلة أفراد مصفحة من طرازM113 ، عدا عن المركبات المقاومة للألغام والدروع والخوذات، وأنظمة الصواريخ الموجهة بالليزر وأنظمة المسيرات وزهاء 50 راداراً مضاداً للمدفعية وأربعة رادارات مضادة لمدافع الهاون وسواها الكثير.

شارك المقال