إنقلاب عسكري يطيح بطموحات بوتين

حسناء بو حرفوش

في الوقت الذي يهدد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بالتصعيد في أوكرانيا، توقع مصدر بريطاني خاص في مقابلة بموقع “ميرور” الالكتروني البريطاني، أن النخبة العسكرية في روسيا لن تحافظ على صمتها ولن تتوانى عن القيام بانقلاب لمنع بوتين من استخدام الأسلحة النووية.

ووفقاً لخبير مختص بالشؤون الروسية ويقدم خدمات استشارية لعدد من الحكومات، فانه “على الرغم من تهديدات رئيس الكرملين باستخدام الأسلحة النووية في مواجهة غزوه المتعثر في أوكرانيا، لن تسمح النخبة العسكرية في موسكو بمثل هذه الخطوة. وأكثر من ذلك، سيواجه بوتين انتفاضة في حال حاول استخدام السلاح النووي لقلب الموازين في حربه ضد أوكرانيا، وسيثير انقلاباً في الكرملين إذا استمر بالضغط من أجل توجيه ضربة من هذا النوع”.

وحذر المصدر من أن “النهاية الأكثر احتمالاً لحكم بوتين ستأتي على صورة التمرد العسكري”، مشيراً إلى أن “نخبة الكرملين تعتقد أن التهديدات النووية لبوتين تعمل حالياً كوسيلة ضغط ضد الغرب. ولكن إذا أمر بوتين بضربة فعلية، فمن المرجح أن يتمرد كبار الضباط ويحتشدوا ضد الكرملين، مما يجبر الرئيس على التنحي. كما من المرجح أن يقوم الجيش بانقلاب لمواجهة تهور بوتين والاطاحة به.

أما الضربة الثانية التي يمكن أن تصيب بوتين فقد تأتي من الفئة التي تضم على الأرجح شخصيات من دائرة مساعديه، وجواسيس سابقين في المخابرات السوفياتية والجيش السابق بقيادة يفغيني فيكتوروفيتش بريغوزين. وحتى الآن، يعتقد المساعدون المعنيون أن تصريحات بوتين النووية تخدم أغراضهم. ولكن، يؤكد المصدر على التفكير ببديل والمرشح الأكثر احتمالاً للرئيس سيكون صديقه المقرّب بريغوزين. ويعرف هذا الأخير بصلاته الوثيقة مع أفراد المخابرات العسكرية الروسية ومرتزقة مجموعة فاغنر، التي تطلق عليها تسمية “جيش بوتين الخاص”.

وتفترض السيناريوهات الأخرى، انتفاضات شعبية وفوضى وتمرداً وانفصالاً من مناطق سيبيريا والشرق الأقصى والمناطق الواقعة في الشمال الأقصى. ويعتقد الخبراء العسكريون أيضاً أن بوتين ربما يفكر بشن هجمات تستهدف البنية التحتية الغربية على غرار الخروق المسجلة على مستوى خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2.

نهاية حرب مروعة

وفي السياق نفسه، يحذر مقال في موقع “فورين أفيرز” الالكتروني، من “نهاية لعبة بوتين المروعة في ظل استعداده للقيام بكل ما يلزم من أجل الفوز، مما ينذر بأن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة تتصاعد فيها المخاطر بصورة كبيرة”. ويتقاطع التحليل مع القراءة في مقال “ميرور”، ويطرح السؤال حول “مدى استعداد النخب الروسية والمجتمع الأوسع لخوض الرحلة إلى الجحيم مع بوتين، الأمر الذي قد يمهد الطريق لنهايته، خصوصاً إن لم يخضع العالم لابتزازه النووي والذي لا يلقى في الأصل إجماعاً في الداخل الروسي.

ويكشف هذا القرار السياسي الجذري الكثير عن أولويات بوتين، فقد تجرأ على إعلان ما يبدو كأكثر القرارات السياسية التي تفتقر الى الشعبية خلال 22 عاماً من حكمه، إلى جانب التجنيد الجماعي الذي يزيد من الغضب والاستياء والتوترات الاجتماعية ويهدد الاستقرار السياسي المحلي في روسيا، كما يثير الشكوك حول العلاقة بين السلطات والروس العاديين وتوافقهم حول الحرب.

وماذا سيحدث عندما تفشل القوات الروسية في هزيمة الأوكرانيين، ويزيد الغرب من مساعداته العسكرية ويتجاهل بصورة واضحة ابتزاز بوتين؟ قد تأتي اللحظة المحورية التي تنفد فيها خيارات الرئيس الروسي فلا يتبقى له سوى الخيار النووي. حينها، ستكون لحظة حاسمة بالنسبة الى النخب الروسية التي ما زالت لا تجرؤ على قبول هذا السيناريو الأسوأ، وهو أمر يتجنب كثر التفكير به حالياً. وقد يزداد التصعيد على مستوى الظروف السياسية المحلية وصولاً إلى النقطة التي يجرؤ فيها كبار المسؤولين على العصيان وعلى التعبير عن المعارضة بصوت أعلى وبحزم أكبر. وهكذا، تتحول أوكرانيا الى طعم سام بالنسبة الى بوتين”.

شارك المقال