العدو الأكبر للجيش الأميركي ليس روسيا أو الصين

حسناء بو حرفوش

من هو العدو الأكبر للجيش الأميركي؟ لا شك في أن أول إجابة قد تتبادر إلى أذهان القراء تضم احتمالات مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وسواها. لكن وفقاً لتحليل لماكنزي إيغلن الباحثة في معهد أمريكان إنتربرايز (AEI)، قد لا يخطر في البال أن أكبر “عدو” للبنتاغون حالياً هو الافتقار الى الثروة البشرية التي تضمن حماية الأمة.

وحسب إيغلن، “لقد ظهرت مؤخراً أزمة تجنيد عسكرية وانطلقت السنة المالية الجديدة نهاية الأسبوع الماضي، في ظل تراجع للجيش الأميركي بنسبة 25٪ عن هدفه المحدد للجنود الجدد. وتنذر أزمة التجنيد العسكري اليوم بأزمة استبقاء الغد. وفي الوقت الحالي، يعاني العسكريون من تكليفهم بمهام إضافية، وهذا يعني أن الطواقم تعمل فوق طاقتها. وفي نهاية المطاف، قررت القوات المثقلة بالأعباء أنها لا تستطيع أن تبذل طاقة أكبر من ذلك.

ويراقب الكونغرس الوضع عن كثب، ولكن على حد تعبير السيناتور الجمهوري توم تيليس، “يسير مقياس تتبع بيئة التجنيد العسكري في الاتجاه الخاطئ”. وتتطلب معالجة هذا التحدي قبل كل شيء، التعاطي بشفافية وصراحة مع الأسباب العديدة وراء نقص جاذبية الخدمة العسكرية، بدءاً من واشنطن. ولا يمكن التظاهر بأن ذلك مرتبط فقط بجائحة كورونا وفترة الاغلاق أو حتى بالبروباغندا أو بمنافسة القطاع الخاص الذي يقدم رواتب أفضل، لأن كل ذلك هو وسيلة لتجنب المساءلة.

كما لا بد من إيجاد حلول لمشكلة الشغور في الرتب في ظل معدلات عدم الأهلية. وفي هذا السياق، يجب إعادة النظر في المعايير الأكاديمية واللياقة البدنية وتبسيطها بصورة كبيرة. كما لا بد من إعادة النظر في النظام الجديد لسجلات الرعاية الصحية وتحديث سلطات التجنيد من قبل الكونغرس وزيادة ميزانيات التوظيف على المدى المتوسط​​، مع التركيز على مكافأة القائمين بالتوظيف على جهودهم.

أضف إلى ذلك أن الاعلان العسكري “مجزأ بشكل لا يصدق” بحيث أن نظامه يعود الى الحقبة التي لم تتوافر فيها سوى” ثلاث قنوات تلفزيونية”. وقد صرّح قادة البنتاغون في جلسة استماع في الكونغرس مؤخراً بحاجتهم الى استخدام الأدوات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لتحسين التجنيد. كما دعا شهود عيان الى توسيع نطاق الوصول إلى المدارس الثانوية الأميركية، لتشمل قوائم دليل الطلاب. كما من المفضل إعادة النظر في فحص أفضل للمدربين. وأخيراً، حان الوقت للجنة رئاسية أخرى أن تراجع مشروع الخدمة العسكرية للتخلص من الأسباب المختلفة وراء انخفاض عدد المجندين المؤهلين والمهتمين الجدد وتقديم تشريعات وتوصيات أخرى لمعالجة الأزمة.

ويتجه الجيش الأميركي، الذي يعاني من نقص في العمالة ويعمل فوق طاقته، إلى مسار محفوف بالمخاطر في أزمة التجنيد التي قد تتحول بسرعة إلى أزمة استبقاء. وفي ظل هذا الركود، قد يختار العسكريون الجدد المغادرة، مما يهدد بتقليص القوة بصورة أكبر. ولا بد من الاشارة إلى أن وقف النزيف ليس مهمة عسكرية حصرية بل هي مهمة على مستوى البلاد نظراً الى مهمة القوات المسلحة الدائمة للقتال والفوز في حروب الأمة إذا لزم الأمر. ويجب أن يضمن الكونغرس وضع هذه القضية على سلم الأولويات والاستعداد لتأسيس لجنة وطنية للخدمة العسكرية في مشاريع قوانين الدفاع في العام المقبل”.

شارك المقال