جلسة اللارئيس… والسنّة “بيضة قبان” الاستحقاقات

هيام طوق
هيام طوق

الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية ستعقد اليوم الا اذا لم يكتمل نصابها، خصوصاً أن تكتل “لبنان القوي” يتجه الى عدم المشاركة فيها بسبب مصادفتها مع ذكرى 13 تشرين، لكن من المتوقع أن تسير على ايقاع الجلسة الأولى أي لن تؤدي الى انتخاب رئيس، كما أن تصويت الكتل لن يختلف كثيراً، وخارطة التموضعات أصبحت واضحة على الشكل التالي: قوى المعارضة التي لم تتمكن من توحيد صفوفها، ستجدد الأحزاب التقليدية فيها أي “القوات” و”الكتائب” و”اللقاء الديموقراطي” التصويت لصالح النائب ميشال معوض، فيما كتلة نواب “التغيير” لم تعلن عن خيارها علماً أنها حددت سابقاً أربعة أسماء: سليم إده الذي انتخبته في الجلسة الأولى، وزياد بارود وناصيف حتي وصلاح حنين. أما على ضفة الموالاة غير المتفقة أيضاً على اسم ، فمن المرجح أن تعمد الى خيار الورقة البيضاء كما في الجلسة السابقة. ويبقى النواب السنّة الذين توزّعت أصواتهم في الجلسة الأولى بين خيار التصويت لـ “لبنان” وللنائب معوض وقلة منهم بورقة بيضاء، بحيث يرى البعض أن النواب السنّة لن يكونوا مع فريق ضد آخر وأن تمايزهم يصب في الخانة الايجابية، بمعنى أنهم أصبحوا بيضة القبان في الاستحقاقات الدستورية خصوصاً عند الاقتراب من نقطة الحسم في الانتخابات الرئاسية.

إذاً، العين اليوم على النواب السنة الذين يمسكون العصا من وسطها، لكنهم لم يتخذوا موقفاً موحداً على الرغم من لقاء دار الفتوى الذي حاول ترتيب البيت السني وتوحيد الموقف في الحد الأقصى الممكن خصوصاً في العناوين الوطنية العريضة والاستحقاقات الدستورية، في حين برزت جولات السفير السعودي وليد بخاري على مختلف المرجعيات التي رأى فيها البعض استكمالاً لجهود توحيد الموقف .

وفي هذا الاطار، قال النائب أحمد الخير في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “بعض نواب السنة يلتزم بخط الموالاة، والقسم الأكبر منهم يعتبرون دار الفتوى المظلة الأساسية لهم، انما اليوم يجب أن نشير الى أن لقاء دار الفتوى تحدث عن مواصفات الرئيس وعن أهمية الدستور والطائف والعلاقة مع المحيط العربي والشرعية الدولية، لكن لم يطلب من النواب تسمية أي اسم. نحن ننتخب (لبنان) الى حين انضاج النقاط التي تحدثت عنها دار الفتوى، ونذهب جميعاً الى انتخاب رئيس يحصل على شبه اجماع من النواب لأننا على قناعة بأنه لا يمكن أن نكون جزءاً من الاصطفافات الموجودة في البلد فحينها نكون نساهم في التعطيل. لذلك، موقفنا يتناغم مع دار الفتوى من ناحية المضمون، لكن الدار لن توعز بالتصويت لشخص معين. نحن نلعب دوراً أساسيا، ونساهم في الوصول الى جو توافقي أو إيصال رئيس توافقي في لحظة معينة تتقاطع فيها الظروف المحلية مع تلك الاقليمية والدولية”.

وأشار الى أن “المملكة العربية السعودية تعتبر أنه لا يمكن الاستمرار بالآلية المتبعة اليوم، لكنها لا تتحدث في الأسماء. اليوم نريد رئيساً يلعب دوراً ريادياً، ولا يصوّب على أي طرف ولا ينفذ أجندة أي طرف، بل رئيس يغلب لغة الدولة على ما عداها من لغات سائدة حالياً”، مشدداً على أن “توحيد المواقف بحاجة الى لغة وطنية توحد الجميع. اذا استخدمنا اللغة الوطنية، وعملنا للمصلحة والأهداف الوطنية فيمكن أن تلتقي شريحة واسعة من مختلف الأطراف لتحقيق الأهداف المنشودة، وانتخاب الرئيس المقبل. نحن بحاجة الى الذهاب باتجاه لبننة المواقف والأهداف، وهذا ما نتخدث به مع كل الكتل. الأفرقاء الذين يغردون خارج هذا السرب ويتحملون مسؤولية الوضع الراهن من المفروض أن يتخذوا موقفاً مشابهاً”.

ولفت الخير الى أن “غالبية الأفرقاء مقتنعة ضمنياً بأنه لا يمكن الاستمرار بالنهج نفسه. لبنان متجه الى الترسيم والى التوقيع مع صندوق النقد الدولي، وبحاجة الى الدعم من الصناديق العربية والدولية، كل ذلك يخرجه من قعر جهنم الى مرحلة التعافي”.

ورأى أن “كل الكتل النيابية التي تهمها مصلحة البلد ستلتقي في نهاية المطاف على طاولة واحدة للتباحث في القواسم المشتركة وصولاً الى التوافق على رئيس”، متسائلاً: “هل الرئيس الحالي رئيس توافقي أو رئيس اقتتال؟ نحن مقتنعون بأن رئيس الجمهورية لا يمكنه أن يكون طرفاً بل حكم”.

وأكد الخير أن “السنّة عبر التاريخ كانوا ولا يزالون ضد الانقسامات والفتنة، وفي المحطات المفصلية هم الأقرب الى الدولة، ويريدون أن يكون الجميع تحت سلطة القانون والدستور. نحن نريد حماية البلد ونبني مؤسساته”، كاشفاً أنهم كتكتل سيصوّتون كما في الجلسة السابقة لـ”لبنان”. وأوضح أن جلسة اليوم عنوانها لا انتخاب للرئيس، متمنياً “أن تشهد الجلسات اللاحقة انتخاب الرئيس المقبل كي لا ندخل في الشغور الذي قد يؤدي الى المحظور”.

أما النائب عبد الرحمن البزري فأشار الى أن “لقاء دار الفتوى لم يناقش آلية الانتخاب انما دعا الى الانتخاب ضمن المهل الدستورية والى تفعيل العمل الحكومي ووضع مواصفات للرئيس المقبل”، لافتاً الى أن “مواقف الطوائف الأخرى، باستثناء الطائفة الشيعية، متعددة، ويتم العمل على تشكيل نواة سنية وازنة. الساحة السنية هي ساحة وطنية، ودورها فاعل”.

وذكر بأن المعطيات كثيرة حول أن انتخاب الرئيس لن يحسم في جلسة اليوم، ولا حتى في الجلسة اللاحقة، مشدداً على أن “كل ما يعيد علاقة لبنان بالدول العربية خصوصاً المملكة العربية السعودية مفيد. أن يكون هناك جفاء بين لبنان والعروبة يعني أن هناك ظاهرة غير سليمة وغير صحية ومضرة للطرفين وخصوصاً للبنان”. ووصف عودة الاهتمام السعودي بـ “الجيدة”.

وقال البزري: “نجتمع بصورة مستمرة مع التغييريين ونبحث في سبل التعاون بيننا، لكن الى الآن ليس من موقف موحد حاسم، وعدم حسم المواقف يعود في جزء منه الى قناعة الجميع بأن جلسة الانتخاب اليوم لن تكون حاسمة”. وأكد أن “السني مكون أساس من المكونات الوطنية، وجامع وضامن ويريد عودة بناء الدولة. لذلك، في ظل التجاذبات بين الأفرقاء هناك امكان كبير أن تكون الساحة السنية ساحة جذب وليس ساحة تجاذب، بمعنى أن تكون في موقع وسطي يجذب الآخرين اليها”.

شارك المقال