الدراما النووية تشعل غضب بوتين

حسناء بو حرفوش

من المتوقع أن ينشر الجيش الأميركي زهاء 180 قنبلة نووية تكتيكية من طراز B61-12 في منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوروبا وتركيا، رداً على التهديدات الروسية بالتصعيد النووي على خلفية القتال في أوكرانيا. وهذا يعني أن كلاً من ألمانيا وبلجيكا وهولندا ستحوي 60 قنبلة (20 لكل منها)، بينما تركيا 50 وإيطاليا 70، حسب ما نقل موقع 19fortyfive الالكتروني الأميركي.

ولهذا السلاح النووي من هذا الطراز قصة، فهو يزن حوالي 850 رطلاً ويبلغ ارتفاعه حوالي 12 قدماً، مما يجعله ذخيرة خفيفة مقارنة بالصواريخ الباليستية العابرة للقارا . ولكن ما يزيد هذا السلاح قيمة هو في الحقيقة المرونة التي يتمتع بها مع قدرة الطيارين على تعديل هدف القنبلة قبل إطلاقها وبالتالي نشر ذخيرة نووية من شأنها أن تعالج التهديد على الأرض بصورة أفضل. وليس نظام السلاح النووي هذا بجديد فقد بني في المرة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً، وهو يندرج ضمن عائلة من قنابل الجاذبية النووية خضعت لتحديثات عدة.

وحتى وقت قريب، كان سلاح الجو يشغل أربعة أنواع مختلفة من الذخيرة النووية هي (B61-3 و B61-4وB61-7 وB61-11). ولكن التحديث الرئيس الذي طرح العام الماضي استبدل الاصدارات 3 و4 و7 من القنبلة النووية بـB61-12. ونتيجة لذلك، يدير سلاح الجو الآن الإصدارين 11 و12 من الذخيرة النووية. وأجريت التحديثات من أجل تحسين سلامة السلاح وموثوقيته. وعلى الرغم من أن الانتاج الكامل لطائرة  B61-12قد بدأ للتو، من المتوقع أن يكلف برنامج إطالة عمر الذخيرة النووية سلاح الجو ما قد يصل إلى 10 مليارات دولار، ومن المفترض أن يكتمل التصميم بحلول العام 2026. كما يجب أن يكون للأسلحة الجديدة عمر يقارب 20 عاماً قبل أن تتطلب تحديثاً جديداً.

ووفقاً لجيل هروبي، وكيل وزارة الطاقة للأمن النووي ومدير الوكالة الوطنية للأمن النووي، “نقدم من خلال هذا البرنامج، إلى وزارة الدفاع نظاماً يحسن الدقة ويقلل العائد من دون تغيير في الخصائص العسكرية، مع تحسين السلامة والأمن والموثوقية”. وكان أحد الأسباب الرئيسة لتحديث الذخيرة النووية في الفترة الماضية، هو التأكد من توافقها مع الطائرات الحالية والمستقبلية، وربما الطائرات بدون طيار ضمناً.

دراما الحرب الأوكرانية

ويتزامن نشر القنابل النووية B61-12 في أوروبا مع مناورات نووية كبرى لحلف شمال الأطلسي في القارة، حيث أجرى الناتو للتو مناوراته النووية التكتيكية السنوية الرئيسة في أوروبا. ومن المقرر أن تنتهي المناورة النووية في نهاية الشهر، وقد جمعت 14 دولة من أعضاء حلف الناتو وشركائه الذين شاركوا في أكثر من 60 طائرة، بما في ذلك المقاتلات من طراز F-15E Strike Eagle وF-16 Fighting Falcon و F-35 Lighting IIو B- 52قاذفة استراتيجية من طراز Stratofortress. ووفقاً لحلف شمال الأطلسي، ركزت المناورات على شحذ الردع النووي الاستراتيجي للتحالف عبر الأطلسي ولم يكن القصد منها أبداً استفزاز روسيا أو تصعيد الموقف في أوكرانيا. وكانت كييف قد اتهمت موسكو بالتذرع بالقنابل النووية من أجل تبرير تصعيدها وثني الغرب عن دعم أوكرانيا”.

شارك المقال