الكبتاغون… صناعة سورية وتصدير لبناني

حسين زياد منصور

تواصل القوى الأمنية في لبنان احباطها لعمليات تهريب المخدرات، بين المرافئ والمطار والحدود البرية، وكان آخرها احباط عملية تهريب أكثر من 5 ملايين و400 ألف قرص من الكبتاغون، بعد توصل القوى الأمنية إلى معلومات مؤكدة حول قيام إحدى الشبكات الدولية لتهريب المخدرات بالتحضير لتهريب كمية كبيرة مخبأة داخل ألواح “فايبر” إلى مدينة أبيدجان في الكوت ديفوار.

منذ مدة تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من احباط الكثير من عمليات التهريب في الوقت الذي تحول فيه لبنان الى لاعب أساس في تهريب المخدرات الى أفريقيا والخليج العربي.

وفي السياق، أشارت مصادر أمنية لـ “لبنان الكبير” الى أن “ما تقوم به الأجهزة الأمنية جزء من عملها اليومي من توقيف أفراد العصابات الى احباط عمليات تهريب المخدرات، وهو من الأولويات على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، ولا يمكن التراجع والتردد في خطوات كهذه”.

ازدهرت صناعة الحبوب المخدرة المعروفة بالكبتاغون والمتاجرة بها في لبنان خلال السنوات الماضية، وكان لها تأثير وتبعات على علاقته بمحيطه العربي، ولاسيما المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج التي منعت استيراد الفواكه من لبنان بعد تهريب المخدرات عن طريق الرمان والليمون.

وعلى الرغم من العمل على ضبط عمليات صناعة الكبتاغون وتهريبه وتراجع أعداد المختبرات في منطقة البقاع، الا أن التجار أصبحوا يعتمدون على مختبرات صغيرة موجودة على ظهر شاحنات أو اللجوء إلى المنطقة الحدودية داخل الأراضي السورية مما أدى الى توسع طرق التهريب والمعابر غير الشرعية.

لا تزال الحدود اللبنانية – السورية الشمالية والشرقية، أرضاً خصبة للتهريب على أنواعه من محروقات ومواد غذائية وآلات كهربائية مروراً بالمخدرات وخصوصاً الكبتاغون، وعلى الرغم من مساعي الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية في مكافحة هذه الأمور الا أن الميزانيات محدودة ولاسيما في ظل الانهيار الاقتصادي.

هذه الحبوب التي تعد سهلة التصنيع، تعتبر أقل كلفة من غيرها وبديلة عن الكوكايين، فهي ليست جديدة، اذ تعد سوريا من أهم مصادر هذه المادة، ومن قبل الحرب في العام ٢٠١١ أيضاً، لكنها انتشرت وتوسعت أكثر منذ اندلاعها، لتصبح مركزاً أساسياً لشبكة منتشرة بين العراق وسوريا ولبنان، وتركيا وصولاً الى دول الخليج العربي وبعض دول أفريقيا وأوروبا.

والكبتاغون تسمية قديمة لعقار، وبات اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وبعد أن كان يصنع بصورة كبيرة وغير شرعية في يوغوسلافيا سابقاً وبلغاريا، أصبحت سوريا اليوم المصنع الأساس لها، اذ تصنّع مئات ملايين الحبوب سنوياً وتقدّر قيمتها بمليارات الدولارات.

شارك المقال