السقف العالي لكلام لباسيل… تحضير للتسوية؟

محمد شمس الدين

تسريب صوتي لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في دردشة مع مناصرين في العاصمة الفرنسية باريس، أطلق فيه مواقف تصعيدية باتجاه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية والاستحقاق الرئاسي، وجاء فيه: “أهين شيء هو أن أترشح للرئاسة أنا، وهذا ما يريده ناس في التيار، وأنا أخذت قراراً ليس سهلاً، فكرت بمصلحة البلد، وكنا نحاول تجنب الفراغ، ونختار رئيساً عليه القدر والقيمة، وفشلنا في ذلك”.

أضاف باسيل: “لن ننتخب سليمان فرنجية، الموضوع ليس شخصياً، بالعكس إن انتخابه ليس خسارة لنا، فهو لا يأخذ من أمام التيار، بالعكس هو في زغرتا ويصغر أكثر، بينما نحن حصلناعلى نواب في مناطق لا نحلم بها، مثل البقاع الشمالي والبقاع الغربي، وعكار، وفرنجية لا يشكل خطراً علينا، بل أن كل الضمانات والمطالب تم تقديمها بدون أن نطلبها كي ننتخبه، حتى ضمانة انتخابي الدورة القادمة، ولكننا لا نفكر بهذه الطريقة، وأنا لا يمكن أن أنظر إليكم وأقول لكم دعمنا سليمان فرنجية، بماذا أستطيع أن أعدكم، أنه سيحارب الفساد؟ سيبني دولة، هل سيعطي نموذج الشخص على رأس الدولة؟ وهنا نتكلم عن الهيبة والتوازن والموقع، ماذا أستطيع أن أقول لكم؟ بعد كل ما تحملناه تأتي لنا بفرنجية رئيساً؟ وأنا أتعرض لضغط في هذا الموضوع ولكننا كل يوم نختار الطريق الصعب، فأهين ما يمكن هو أن نأتي بفرنجية، نأخذ كل ما نريد في الدولة والوزراء والحماية، وحتى حصتنا في النفط، فهؤلاء يفهمون على بعضهم البعض، من دون أن أسميهم، وهكذا نرتاح لمدة 6 سنوات ونأخذ رئاسة الجمهورية عندها، ولكننا نقول لا لأن فرنجية لا يمكنه القيام بإصلاح حقيقي، ولا إنشاء دولة حقيقية”.

ورداً على سؤال، قال باسيل: “لا أحد يحاول إقناعي بأي شي، أنا لا أضغط، ولا يستطيع أحد أن يحرجني، وقد استبقت هذا الأمر وقلت على الاعلام السيد حسن لا يمون علي، لا أحد يمون، لا يوجد هناك من يربطنا بمال، أو لديه أي ممسك علينا، ولن نقدم على أي خطوة من دون أن نزين الأمور”.

وتابع: “أنا لا أرى أن هناك إمكانية لأن نصل اليوم إلى رئاسة الجمهورية، الأمر ليس تعففاً، وأصلاً لا يهم أن نصل إلى الرئاسة، المهم أن ننجح، ولا أرى أن هناك وضعاً يسمح لنا بأن ننجح ونحقق ما نريد، ونحن كتيار كان حلمنا أن نوصل ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وتمكنا من ذلك، ولكن اليوم يجب التفكير بطريقة مختلفة، يجب أن نفكر إن كانت الأمور تفيدنا أو تخسرنا، أو إن كان الوقت مناسباً، وإن كان البلد متجهاً إلى حل وخلاص أو لا”.

وفي ختام التسجيل المسرّب، قال باسيل: “لن نسجل على أنفسنا أننا انتخبنا فرنجية، حتى لو أن الأمر لمصلحتنا السياسية، فهذا الأمر يعيدنا إلى سنة الـ90، وثلاثية بري – حريري – هراوي، تعود بنسخة ثانية، ميقاتي – بري – فرنجية، ولا أحد منكم أو من اللبنانيين، يرى أن هذا الأمر لمصلحة لبنان”.

ورداً على باسيل، صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس نبيه بري بيان جاء فيه: “في جميع الحالات ما كان الأمر عليه في العام 1990 نعتقد أنه أفضل مما قدم لنا في السنوات الست الماضية والذي يتلخص بـ: عون – باسيل – جريصاتي”.

كما رد النائب طوني فرنجية على تصريحات باسيل عبر موقع “تويتر”، قائلاً: “سيبقى سليمان فرنجية شخصية وطنية جامعة تتخطى محاولات التلّطي وراء الطوائف ومفاهيم التقوقع المختلفة التي أرهقت البلاد والعباد. ونحن أيضاً لا نتفق معك في البرنامج السياسي والاصلاحي لبناء دولة، جربنا وشفنا… أوصلتنا إلى جهنم”.

ورأت مصادر سياسية مقربة من 8 آذار في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه “على الرغم من كلام باسيل عالي النبرة، إلا أن مضمونه فعلياً هو تحضير الأرضية لامكان قبوله بسليمان فرنجية رئيساً، أو على الأقل سيترك الخيار لنواب التيار عندما تحصل التسوية، وكل مغزى حديثه هدفه القول انه يريد ضمانات ومكتسبات”.

وعن رد الرئيس بري والنائب طوني فرنجية على كلام باسيل، اعتبرت المصادر أن “الأمر ضمن اللعبة الاعلامية لا أكثر، فلكل فريق جمهوره الذي يريد إرضاءه، وهذه الردود هذا هدفها، والدليل هو تقارب المواقف بين حركة أمل والتيار الوطني الحر في موضوع نصاب رئيس الجمهورية، على الرغم من كل الخلاف الاعلامي بينهما”.

وأشارت المصادر الى أن “باسيل بانتظار ما سيعده به حزب الله، وهذا من شأنه أن يؤمن انتخاب فرنجية، ربما الوعد بأن يكون رئيساً في الدورة القادمة وهذا مستبعد كون التوازنات يمكن أن تتغير من الآن حتى ذلك الحين، ولكن على الأرجح يريد ضمان بقاء التحالف مع الحزب والحصول على مكتسبات في العهد الجديد، ولكن كل هذا لن ينفع إذا لم يأتِ الضوء الأخضر الخارجي بالسير بالتسوية، بغض النظر عن الاسم”.

شارك المقال