الثنائي الشيعي يصطدم بـ”عقد” باسيل

رواند بو ضرغم

وجهة الثنائي الشيعي الدائمة نحو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ليس حبا أو دعما أو اعترافا بأي حيثية سياسية له، إنما لأن الثنائي على دراية بأنه هو المعطل الوحيد لتأليف الحكومة، وأي حل يبدأ من تنازلاته عن شروطه التي تقضي على أي أمل بتسيير شؤون البلاد وتفعيل مؤسساته وكبح جماح الانهيار ومحاولة تثبيته والعمل على إنقاذ الوطن والمواطن.

خلاصة لقاء الساعات الأربع بين المعاونين السياسيين لبري ونصرالله النائب علي حسن خليل وحسين الخليل مع باسيل: “لا تقدم على الاطلاق” و”لا حلحلة للعقدتين الباسيليتين”.

في الشكل، حرص باسيل أن يعقد اجتماعه مع الخليلين في منزله في البياضة، وذلك بعدما شكل تسريب خبر اللقاء الاول الذي عقده في بعبدا نكسة سياسية له، وأحرجه بظهوره مفاوضا بديلا عن رئيس الجمهورية، لا بل أثبت أنه الرئيس الفعلي، فكانت ضربة جديدة لموقع رئيس الجمهورية.

في المضمون، كثير من البحث والعديد من الطروحات والنتيجة صفر… لا حلحلة في موضوع مشاركة التيار الوطني الحر وإعطائه الثقة، ولا اتفاق على من يسمي الوزيرين المسيحيين المتبقيين.

خلال النقاش، أخذ موضوع مشاركة التيار في الحكومة وإعطائها الثقة الوقت الأكبر من اللقاء، حيث أصر النائب علي حسن خليل على وجوب إعطاء التيار الثقة لمجرد ان حصة رئيس الجمهورية ثمانية وزراء في الحكومة، والا لن يحصل الرئيس عون على اكثر من ثلاثة وفقا لعرف حصة رئيس الجمهورية بعد اتفاق الدوحة، وهذا ما أيده به الحاج حسين الخليل، ولكن باسيل لم يقبل به، وأصر على عدم المشاركة وعلى عدم اعطاء الثقة، لأهداف شخصية انتخابية تخوله خوض الانتخابات على قاعدة المعارضة.

وفي مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين بقي باسيل مصرا على عدم قبوله بتسمية الرئيس المكلف سعد الحريري لهما، على الرغم من أن المقعدين من حصة رئيس الحكومة الثمانية، وهذا ما شكل نقطة اختلاف بين الحليفين (التيار الوطني وحزب الله) حيث أصر باسيل على تسميتهما من قبل باقي الأحزاب ويتوافق عليهما عون والحريري، الا أن الثنائي الشيعي يرى تسمية الوزيرين المسيحيين حقا دستوريا لرئيس الحكومة، خصوصا أن باسيل أخذ حصته ويريد أن يتشارك مع الحريري في حصته أو ينتزع اثنين منها ليصبح لديه ثلث معطل مقنّع.

وخلال اللقاء أيضا، جرى النقاش في توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب، وعلى الرغم من أن هذا الموضوع لن يشكل عقدة أمام التأليف، الا أن النقاش لم ينتهِ وبرز تباين بين الخليلين وباسيل على قاعدة حفظ مبدأ المداورة التي يطالب به الثنائي بالاتفاق مع الحريري.

بث باسيل أجواء سياسية مسممة لمبادرة الرئيس بري، بهدف إظهار نفسه مسهلا للتأليف ولتصوير الحريري بأنه لا يريد تأليف الحكومة، وعمم أن اللقاء أفضى الى اتفاق شامل والطابة في ملعب الحريري.. الا أن مصادر الخليلين نفت ذلك وأكدت أنه ليس دقيقاً أن الكرة في ملعب الرئيس المكلف. وبإنتظار إجتماعات لاحقة لحل العقدتين المتبقيتين واللتين تستوجبان عقد اجتماعات أخرى مع باسيل، يعلم الثنائي الشيعي أن العقبة ليست في بيت الوسط إنما في عُقد باسيل وأحقاده على الرئيس الحريري. لا بل فهم الخليلين من لقائهما الثاني مع باسيل بأنه لن يسهل ولن يشكل أي حكومة ما دام الرئيس الحريري على رأسها، وسيرفض كل الطروحات والحلول وسيلجأ الى تعقيد مهمة تدوير زوايا الأزمة الحكومية.

أشاع باسيل خبرا مفاده أن لقاء سيعقد بين حسين الخليل والرئيس الحريري لوضعه في أجواء لقاء البياضة وللبحث الحكومي، الا ان مصادر مطلعة أكدت لموقع ” لبنان الكبير” أن الخليل لن يزور بيت الوسط، لأن الحريري قدم كل التسهيلات وليس من شيء يدعو الى التواصل معه، وخصوصا أن المشكلة هي عند باسيل وشروطه واعتباراته الانتخابية والرئاسية، ومن يضع الحريري في جو اللقاء هو المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، حيث التقاه عصر الأربعاء في بيت الوسط ، وفق معلومات موقع ” لبنان الكبير ” ووضعه في جو لقاء البياضة، مؤكدا أمامه أن العقدة ما زالت عند باسيل، وهذا التواصل بين الرئيسين بري والحريري سيُستكمل، وكذلك اللقاءات بين الخليلين وباسيل ستتواصل .

يستبعد المراقبون امكانية الوصول الى حل حكومي، وكذلك يستبعدون إمكانية التعايش بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وخصوصا أن باسيل يتبع مبدأ تحوير الحقائق وتزوير الوقائع ومحاضر اللقاءات لتبرئة نفسه أمام شعب يئن جوعا، فهو يجلس في قصره غير آبه بالمصلحة العامة ولا يشعر بالأزمات التي تواجه المواطنين من غذاء ودواء واستشفاء وكهرباء ووقود.. غير أن مبادرة الرئيس بري مستمرة ولن ييأس ، وهو وضع مهلة الأسبوع لبت الملف الحكومي، وفي حال استمر باسيل في تعنته سيرمي الحريري ورقة اعتذاره عن عدم التأليف في وجه عهد تمرس بالتعطيل والاطاحة بالمؤسسات الدستورية، وذلك بعد التنسيق مع الرئيس بري ووضعه بأجواء الاعتذار، وسيبقى الحريري وريث الشهيد رفيق الحريري الذي عمّر ولم يدمر، فهو الرئيس سعد الحريري الذي أوصل الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة واضعا حدا لسنتين ونصف من الفراغ كان عون عرابها ومخططا لها..

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً