دعوة بكركي للنواب… تأمين البيئة الحاضنة لانتخاب الرئيس

هيام طوق
هيام طوق

يجمع المطلعون على الأجواء السياسية على أن هناك حركة داخلية يقوم بها أكثر من طرف لتحقيق خرق في الجدار الرئاسي، وعلى الرغم من أنها لم تصل الى نتيجة حتى اللحظة لكن لا بد من المحاولة على أكثر من صعيد لأن الوضع في البلد لم يعد يحتمل المزيد من التدهور والتعطيل في المؤسسات التي تتهاوى تباعاً كما أن الأحوال المعيشية باتت تهدد كل عائلة.

وانطلاقاً من هذا الوضع الصعب على المستويات كافة، يبدو أن بكركي ستنتفض ولن تقف مكتوفة اليدين الى حين تحقيق خرق ما أو أقله محاولة الضغط المعنوي على المعنيين، ووضعهم أمام مسؤولياتهم الوطنية والدستورية كما وأمام ضمائرهم لانتشال لبنان من الغرق قبل فوات الأوان بحيث أن مواقف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظات الأحد، ودعواته المتكررة الى انتخاب رئيس للجمهورية والانطلاق بالحملة الاصلاحية، لم تلق الآذان الصاغية ما دفعه الى التحرك على أكثر من مستوى وصعيد في محاولة لحلحلة العقد الرئاسية بحيث فوّضه القادة الروحيون من مختلف الكنائس خلال القمة المسيحية التي عقدت في بكركي، “على الاجتماع مع من يراه مناسباً بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثّهم على المبادرة سوياً، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية”.

واذ أكد المجتمعون في القمة أن “أساس الكيان اللبناني، ومصدر قوّته الفريدة هو الشراكة الوطنيّة الاسلاميّة المسيحيّة، ولنا ملء الثقة بتضامن رؤساء الطوائف الاسلامية معنا”، أشارت المعطيات الى أن نتائج القمة قد تتبلور في الأسبوع المقبل، فيما أوضح مصدر كنسي لموقع “لبنان الكبير” أن بكركي تتواصل مع كل الأطراف، وعلى الرغم من أن الصورة لم تتضح بعد الا أن هناك مساعي لدعوة النواب المسيحيين الـ 64 الى الاجتماع في بكركي التي تقوم بما يجب لانقاذ الكيان، ومن لا يلبون الدعوة، فليتحملوا نتائج قرارهم مع التأكيد أن البطريرك الراعي لا يريد أن يجمع النواب للتوافق على اسم معين انما كل ما يريده الطلب منهم تليين المواقف وحلحلة العقد للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي، يريد أن يمارس نوعاً من الضغط المعنوي عليهم. وعلى الرغم من أنه لم يحدد موعداً بعد للاجتماع، الا أن التواصل قائم مع الكتل والنواب المسيحيين. الخطوة الحالية التي يتم التحضير لها اجتماع النواب المسيحيين، لكن هناك أيضاً فكرة لا تزال قيد الدرس بدعوة النواب من مسيحيين ومسلمين الى الاجتماع في بكركي، بحيث أن البطريرك الراعي سيواصل مبادراته وتحركاته في كل الاتجاهات ولن يقف عند الخطوة الأولى.

وفي هذا الاطار، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي أن “البطريرك خلق المبررات للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا أمر جيد، وهو مطلب الشعب اللبناني اذ أن كل الأطراف تدعي أنها تريد اجراء الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن. البطريرك يريد أن يؤمن البيئة الحاضنة لدفع الأمور باتجاه انتخابات رئاسية حتى لو كانت تنافسية، ويساهم في تسريع العملية الانتخابية. لا يمكن وضع هذا الاجتماع الا في الخانة الايجابية”، مشيراً الى أن “البطريرك لن يدخل في لعبة الأسماء أو الدفع نحو اسم معين انما يحاول ممارسة نوع من الضغط المعنوي على النواب على الرغم من أن النتائج مرتبطة بالنواب أنفسهم بمعنى آخر الذهاب نحو معركة تنافسية”.

ولفت الى أن “انتخاب الرئيس ليس ملكاً للطائفة المسيحية فحسب بل ملك المجتمع اللبناني بكل طوائفه. وليس المطلوب من الطرف المسيحي الاتفاق على اسم، وهذا لا يشكل عملية ايجابية لأنه كأننا نقول للمسلمين دوركم دور استلحاقي في انتخاب الرئيس، وهذا يتناقض مع روح العملية الانتخابية والدستورية”.

وقال النائب السابق فارس سعيد: “لا شك في أن بكركي صرح وطني كبير، وموضوع رئاسة الجمهورية يعنيها كما يعني كل اللبنانيين. وبالتالي، أي مبادرة تقوم بها تصب في الاتجاه الصحيح انما هناك بعض الملاحظات، ومنها: انتخاب الرئيس وهو الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي ليس من اختصاص المسيحيين فحسب، انما هو واجب وطني يشارك فيه جميع اللبنانيين، ثم اعادة انتاج مشهد مسيحي في بكركي للاتفاق على اسم رئيس وابلاغه الى الفريق المسلم في لبنان لا يفيد رئاسة الجمهورية، كما من واجب بكركي أن تفك عزلة الجميع لكن أعتقد أن من يستفيد من هذا اللقاء، الفريق الذي يبحث عن نفسه اليوم وبالتحديد التيار الوطني الحر”.

ورأى أن “كل خطوة يقوم بها البطريرك الراعي مباركة”، مشيراً الى أن “الاجتماع الذي حصل سنة 2012 للأقطاب المسيحيين، ساهم في انتخاب الرئيس ميشال عون، واعادة تكرار هذه التجربة اليوم غير مفيدة. واذا اعتبر البطريرك أن من المهم جمع النواب في بكركي، فمن الأفضل جمع زعمائهم لأن النواب ينتمون الى كتل سياسية، وبالتالي، من غير المفيد اللقاء معهم بقدر الافادة مع قياداتهم السياسية. في كل الأحوال، خطوة إظهار أن استحقاق رئاسة الجمهورية من اختصاص المسيحيين خطأ. انها مسؤولية وطنية مشتركة. ومن الجيد جداً أن يكون هناك اجتماع آخر يجمع النواب المسيحيين والمسلمين في بكركي”. واعتبر أن “من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية هو حزب الله وليس المسيحيين”.

شارك المقال