محللة روسية: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل

حسناء بو حرفوش

اعتبرت محللة وصحافية روسية بارزة أن “الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل” خلال لقاء متلفز حول الحرب الروسية في أوكرانيا. المحللة هي مارغريتا سيمونيان، التي ترأس فريق تحرير إحدى المؤسسات الاعلامية المعروفة بانتمائها الى الدولة.

وأعربت سيمونيان في مقطع نشر من المقابلة، عن “ذهولها لمقدار الدعم الذي حظي به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الدول الغربية”. وقالت: “إن الصراع في أوكرانيا تصاعد إلى حرب عالمية شاملة نتيجة لهذا الدعم”. وأضافت: “لم أكن أعتقد أن الأمر سيكون سهلاً، لكنني بالطبع لم أعتقد أيضاً أنه سيتعين علينا محاربة العالم الغربي بأكمله، وأن المعركة ستتحول إلى حرب عالمية ثالثة. لقد بدأت هذه الحرب بالفعل”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد وصفت سيمونيان خلال الصيف الماضي، بـ “أحد الوجوه الرئيسة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدعاية وللمعلومات المضللة، على الصعيدين الدولي وداخل روسيا”. وأوضحت الخارجية في بيان صدر في شهر آب آنذاك، بالتفاصيل، علاقاتها الوطيدة مع الكرملين ومع الرئيس بوتين، وسطرت: “إنها بارعة في تقديم الأكاذيب على أنها حقائق”.

وعلى الرغم من هذا التاريخ في الترويج للروايات التي يصادق عليها الكرملين، أشارت سيمونيان إلى أن حرب أوكرانيا لم تكن كما توقعت. عندما سألت كورتشفنيكوف عما إذا كانت قد توقعت أن يؤدي الغزو إلى حرب، أجابت بالقول: “أنا أعتقد، تماماً مثل أي شخص آخر، بما في ذلك الأشخاص الذين خططوا لهذه العملية الخاصة، لم أتوقع أنها ستستغرق وقتاً طويلاً”.

وأوضحت سيمونيان أنها كانت تعتقد أن “العملية الخاصة”، كما أطلق الكرملين على الغزو، ستكون قصيرة. لكنها قالت إن المساعدة من الحلفاء الغربيين أطالت الصراع، مضيفة: “أعتقد من الواضح أن أحداً لم يتوقع ذلك، لأنه لم يتوقع أننا لن نقاتل ضد زيلينسكي والقوات المسلحة الأوكرانية وجهازها الأمني لكننا سنقاتل الغرب الجماعي بأكمله. نحن نحاربهم جميعاً. وبالطبع، من الصعب هزيمة الغرب وقوة الناتو. لم أتوقع الحجم الهائل لما يستعد الغرب لفعله من أجل تدميرنا”.

أما على الأرض فكانت كييف قد ذكرت هذا الأسبوع اختبارها بعض المعارك “الأكثر دموية للقوات الروسية في الحرب حتى الساعة”. فيما ذكرت روسيا على لسان وزير دفاعها سيرغي شويغو أن “المعارك تستمر وتتقدم في منطقتي فوغليدار وباخموت”. وحذرت من أن أي زيادة لمساعدتها العسكرية لأوكرانيا قد تؤدي الى تصعيد غير متوقع في النزاع. ووجهت في هذا السياق تحذيراً شديد اللهجة الى بريطانيا من مغبة إمداد أوكرانيا بمقاتلات حربية، تحت طائلة مواجهة العالم بأسره “عواقب عسكرية وسياسية”.

كما حذرت السفارة الروسية “المسؤولين في لندن من الحصاد الدموي للجولة التالية من التصعيد، والعواقب العسكرية والسياسية المترتبة على ذلك بالنسبة الى القارة الأوروبية والعالم بأسره”.

وبالانتظار، من المرتقب أن يقوم الرئيس الأوكراني بجولة في أوروبا في رحلة تعدّ الثانية له إلى الخارج منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا. وتأتي هذه الجولة بعد زيارته الى واشنطن في كانون الأول الماضي.

شارك المقال