الحريري باقٍ في قلوب اللبنانيين

حسين زياد منصور

18 عاماً على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وعام على تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي، وعلى الرغم من ذلك كانت الجماهير حاضرة، من “المستقبل” وغيره، ومن كل الطوائف، سنة وشيعة ودروزاً ومسيحيين. من مختلف المناطق من البقاع والجبل والجنوب والشمال حضر اللبنانيون بالآلاف لاحياء ذكرى الرفيق، والترحيب بالسعد، فغصت ساحة الضريح بهم، وصولاً الى الباحة الخارجية لمسجد محمد الأمين وساحة الشهداء.

لم ينسَ الناس من كان يعاملهم بالحسنى ومن كان “منيح” بحقهم، إن كان الرئيس الشهيد أو الرئيس سعد، فبمحبة ووفاء لهما كانوا حاضرين، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة وجنون الدولار كان المحبون يرسمون لوحة زرقاء وفية للرفيق والسعد.

أثبتت الناس اليوم أن حبها للشهيد رفيق ونجله سعد لم يكن يوماً قائماً على مصلحة، بل هو ايمان منهم بمن شرع في بناء وطن بعد أن لعب دوراً أساسياً في ابرام اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية التي فرقت بين أبناء الوطن الواحد.

أطفال، شباب، نساء، رجال وشيوخ، كل فئات المجتمع اللبناني كانت حاضرة، منهم من عاصروا مرحلة الرفيق، وكانوا يتحسرون على تلك الأيام “الحلم” كما وصفوها ويستذكرونه ويترحمون عليه ويصرخون “شوف شو صار فينا من بعدك يا رفيق”، ومنهم من عاش الفترة التي ورث فيها سعد المهمة الصعبة عن والده ومضيه في مشروع رفيق الوطن والسعي الى إكمال ما بدأه على الرغم من مختلف العراقيل التي واجهها من الحلفاء والأخصام وهو ما أكده الموجودون بالقرب من الضريح.

يدور حديث بين النسوة، واحدة مسيحية قادمة من جونية تترحم على الرفيق وتدعو للسعد وتنتظر طلته، فتسأل أخرى محجبة: “من وين جاي؟”.
لترد عليها: ” جاي من أقاصي عكار”. فتقول لها: “مش بعيد عليكي ومشوار ومصروف بنزين؟”. لترد من جديد: “تكرم عيونو للشيخ سعد”.

يقول رجل غزا الشيب رأسه: “لماذا لا نحب رفيق ونتواجد هنا عند الضريح في ذكرى استشهاده؟ لماذا لا نحبه وهو الذي عمّر وعلّم أبناءنا وأعاد لبيروت وهجها بعدما انطفأ بسبب الحرب؟”.

منذ ساعات الصباح الأولى، شهد الضريح الى جانب المحبين الذين توافدوا من مناطق لبنانية بعيدة، زيارة عشرات الشخصيات السياسية والديبلوماسية والاجتماعية والفكرية والروحية.

كلمات البحث
شارك المقال