كيف يؤثر الدعم العسكري الروسي لايران على الشرق الأوسط؟

حسناء بو حرفوش

يزداد الكلام عن تلقي إيران قريباً طائرات مقاتلة متطورة متعددة المهام من روسيا وربما معدات عسكرية أخرى، بما في ذلك أنظمة صواريخ الدفاع الجوي S-400. وهذا يطرح السؤال حسب موقع “فوربو” الالكتروني حول تأثير عمليات الاستحواذ على توازن القوى في الشرق الأوسط.

وازدادت التكهنات حول توقع إيران استلام طائرة Su-35 كجزء من طلبها الأكثر أهمية منذ أكثر من 30 عاماً، وستتلقى ما لا يقل عن 24 “فلانكر” (Flanker) بعد تزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة لحربها ضد أوكرانيا. ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا في 24 شباط 2022، ازدهرت العلاقات الدفاعية بينها وبين طهران. وفي كانون الثاني، حذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي من أن روسيا تقدم لايران “مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني الذي يحول علاقتها إلى شراكة دفاعية كاملة”.

وفي الشهر نفسه، علق أيضاً على تسليم Su-35، مُعلناً أن “هذه الطائرات المقاتلة ستعزز بصورة كبيرة القوات الجوية الإيرانية مقارنة بجيرانها الاقليميين”. ومع ذلك، لن يمنح عدد الطائرات إيران التفوق الجوي على الخليج العربي نظراً الى أن دول الخليج العربية وحدها تمتلك المئات من المقاتلات الغربية المتطورة من الجيل 4.5.

ومع ذلك، تشير تصريحات مماثلة في الصحافة الروسية إلى أن المقاتلين الايرانيين قد يمنحون طهران مزايا معينة ضد جيوش الدول المجاورة. وقال المحلل العسكري الايراني محمد حسن سنج طراش لموقع “سبوتنيك” الاخباري الخاضع للدولة الروسية في كانون الثاني إن “هذه الطائرة ستكون فاعلة خصوصاً إذا تمكنت إيران من تثبيت أسلحة أصلية عليها”.

وقال: “يمكن للطائرة Super Flanker Su-35 أن تلعب دور نظام الإنذار والتحكم المحمول جواً المصغر المقاتل، كما ستكتسب قدرات دفاعية فريدة من نوعها إذا كانت متصلة بشبكة الرادار الإيرانية. إذا اشترت إيران التقنيات وبدأت الانتاج الضخم المشترك، يمكن أن تكتسب ميزة تساهم في تفوقها على المقاتلات والسفن الحربية للدول المجاورة لايران”.

من ناحية أخرى، أوضح المحللون التحديات العديدة المقبلة والقيود المحتملة لما قد تثبت موسكو في نهاية المطاف استعدادها أو حتى قدرتها على تقديمه إلى طهران. يتوقع فرزين نديمي، المحلل المختص في شؤون الدفاع والأمن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن “المشروع الايراني الروسي سوف ينمو فقط مع حلول فصل الربيع”. وقال: “الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز ستكون الأولى، لكن ينبغي النظر في مجالات أخرى أيضاً”. كما أن إيران ستكون أحد المسارات التي قد تستخدمها الصين لتمرير صادراتها العسكرية المستقبلية إلى روسيا. وعلى الرغم من وجود نموذج Su-35 بالحجم الطبيعي في Eagle 44، ليس هناك دليل حتى الآن على وصول طائرات Su-35 في أي وقت قريب”.

وفي ما يتعلق باحتمالية تسليح إيران لهذه الطائرات بأسلحة محلية، رأى نديمي أن ذلك قد يحدث “ربما بعد بضع سنوات (بعد التسليم) ما لم تقدم إيران شيئاً تحتاجه روسيا حقاً”.

بدوره، توقع جيمس ديفين، الأستاذ المساعد في قسم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة ماونت أليسون، العديد من القضايا التقنية التي تتصل بأي استحواذ إيراني على أنظمة روسية متقدمة. وقال: “حتى نظام صاروخي معقد مثل S-400 يحتاج إلى أن يكون جزءاً من نظام دفاع جوي متكامل أكبر. ولا يزال من غير الواضح مدى نجاح إيران في القيام بذلك”.

أضاف: “في أحسن الأحوال، سيستغرق الأمر وقتاً لدمج الطائرات الجديدة في الجيش الايراني، سواء من حيث أنظمة الدفاع الجوي أو تدريب الطيارين. ومن المهم أيضاً أن نلاحظ أن هذه الأسلحة ستستخدم، في سياق الاحتياجات العسكرية الايرانية، كنظم دفاعية”. إيران لديها صواريخ أخرى لشن ضربات برية وستحتفظ بصواريخ إس-400 لحماية مجالها الجوي.

وعلى الرغم من القيود المفروضة، أعرب ديفين عن خشيته من أن يؤدي تسليم أنظمة الأسلحة هذه إلى تسريع هجوم استباقي من الغرب على إيران. وختم محذراً: “ربما قد يستعجل الغرب الجدول الزمني لضربات مكافحة الانتشار لأنه يشعر بالقلق من أن Su-35s وS-400s ستؤدي الى تعقيد القدرة على ضرب الأهداف الايرانية”.

شارك المقال