الطيران المدني في خطر… ما الحل؟

محمد شمس الدين

مشهد مرعب حصل منذ بضعة أيام في لبنان، إطلاق نار في منطقة الجناح كاد أن يصيب طائرة ركاب وهي تهبط في مطار رفيق الحريري الدولي، وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المطار أو الطائرات لحوادث إطلاق نار من المنطقة المحيطة به. وفي هذا الاطار، أكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في حديث إعلامي أن “الاشكال الذي وقع قبل أيام في منطقة الجناح حصل بين عائلتين ونتج عنه إطلاق نار عشوائي ولم يكن المطار مستهدفاً ولا الطائرة”. ولكن حتى لو أن المطار أو الطيران ليسا مستهدفين، ألا يشكل هذا خطراً على السلامة العامة؟

عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب فادي علامة رأى في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن على “القوى الأمنية أن تتواجد على الأرض، وعلى القضاء أن يقوم بما هو مطلوب منه لمحاسبة هؤلاء المرتكبين، وأحزاب المنطقة لا تغطي أي أحد، وهذا الأمر لا يؤثر على سلامة الطائرة والركاب وحسب، بل يؤثر أيضاً على سمعة لبنان وشركات الطيران التي تهبط في مطاره.” وقال: “لا ينقص لبنان الا أن ترفض شركات الطيران الهبوط في مطاره! يجب على القوى الأمنية أن تكون حازمة في هذا الموضوع.”

وأكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار أن “لا غطاء على أي مرتكب على الاطلاق، ويجب على القوى الأمنية أن تضع حداً لهذا التفلت بإطلاق النار، ومن غير المسموح تعريض سلامة الطيران والمطار للمخاطر، نتيجة تفلت البعض.”

أما المدير العام للطيران المدني فادي الحسن فأشار في اتصال مع “لبنان الكبير” الى أن الوزير حمية أوضح أن “لا المطار ولا الطائرات مستهدفة بحوادث إطلاق النار هذه، وقد حصلت اجتماعات عدة، آخرها كان بين الوزير ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور وزير الداخلية بسام مولوي، وتم التوافق خلال الاجتماع على اتخاذ الجيش والقوى الأمنية كل الاجراءات المطلوبة للحؤول دون وقوع إشكالات يتخللها إطلاق نار في محيط المطار، فهذا يعتبر تهديداً للسلامة العامة.”

ولفت الحسن الى “أننا كإدارة المطار أخذنا كل اجراءاتنا، ولكن خارج المطار على الوزراء المعنيين إن كان الدفاع أو الداخلية أن يتحملوا مسؤولياتهم، وهم أبلغوا بالحوادث، ولا بد من اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع حصول حوادث كهذه من جديد.”

السلاح المتفلت يشكل معضلة حقيقية في لبنان، فلا يكاد يخلو بيت في البلد من قطعة سلاح ما، تحديداً بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلد وتسببت بخوف لدى اللبنانيين على أمنهم وأمن عائلاتهم وممتلكاتهم، ولا يكاد يمر يوم إلا ويحصل إشكال في منطقة ما يتخلله إطلاق نار، ولكن اليوم الموضوع أصبح يؤثر على سلامة الطيران المدني، ومن الطبيعي أن يؤثر على سمعة لبنان، مما قد يؤدي إلى أزمة كبيرة في المنفذ الوحيد الفاعل المتبقي في البلد. وأشار مصدر أمني لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الموضوع لن ينتهي بسهولة، حتى لو اتخذ الجيش والقوى الأمنية إجراءات صارمة، فالسلاح بيد المواطنين مرتبط بالخوف، وهذا الخوف مصدره الأزمات التي يعيشها البلد، إن كان في السياسة أو في الاقتصاد، ولن يكون هناك حل جذري فعلي إلا بعد الوصول إلى حلول تطمئن المواطن وتعيد إيمانه بالدولة، لا أن يتجه إلى أخذ حقه بيده.”

شارك المقال