fbpx

تحوّل في خطاب نواب “التيار”… و”قواعد” باسيل تزيد الانقسامات

آية المصري
آية المصري
تابعنا على الواتساب

بعد إنتقاد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الكلام الأخير المستفز لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بشأن قرار تأجيل التوقيت الصيفي قبل العودة عنه، اتجهت الأنظار الى التفكك العلني المترجم داخل تكتل “لبنان القوي” في الفترة الاخيرة، اذ رأى بو صعب أنه “يحق لباسيل الاعتراض على هذا القرار لكنه أخطأ في استعمال بعض المفردات خلال انتقاده للقرار، لأنه لا يجوز أن نرد على قرار إداري خاطئ بخطاب أثار الغرائز الطائفية”. كما أعلن رفضه المشاركة في الاجتماع المسيحي الذي دعا اليه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في 5 نيسان المقبل والذي وافق عليه رئيس تكتله وزملاؤه النواب، معتبراً أن “لبنان بحاجة الى لقاءات وطنية جامعة ولأننا بحاجة الى أن نجتمع معاً كنواب مسيحيين ومسلمين للخروج من هذه الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية”.

وأعقب كلام بو صعب مسارعة زميله النائب السابق إدي معلوف الى الرّد عليه بطريقة صادمة على حسابه عبر “تويتر”، قائلاً: “بضحكوني كتير يلي تخبّوا بمرحلة بعباءة ميشال عون ومفتكرين حالن قادرين يمسحوا تمّن اليوم بعباءة جبران باسيل”. من هنا، بات واضحاً أن التشرذم والتفكك داخل التكتل عادا الى الساحة مجدداً بطريقة مثيرة للجدل، ووفق مصادر مطلعة فان “تكتل لبنان القوي بات مهدداً خصوصاً بعدما تبيّن أن هناك خمسة نواب من داخله معترضين على قواعد جبران باسيل وأسلوبه، وهذه المشكلة باتت تتضح أكثر بعد إنتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون”.

وأشارت هذه الأوساط عبر موقع “لبنان الكبير” الى أن “هناك ملفات عدة وقرارات لم يتم التوافق عليها داخل التكتل لأن باسيل يريد أن يرضخ الجميع له وأن ينفذوا أوامره من دون أي اعتراض، وهذا ما ساهم في زيادة الانقسام وسوء العلاقة حتى أن هؤلاء النواب مستعدون لعدم التصويت لمن يريده باسيل رئاسياً، لا سيما أن لدى أحدهم النية للوصول الى كرسي بعبدا ولا يزال يحاول بصورة متواصلة كي يندرج إسمه ضمن قائمة المرشحين الرئاسيين”.

وفي المقابل، أوضحت مصادر مقربة من “التيار الوطني الحر” أن “مواقف بو صعب لطالما تمايزت عن التيار على الرغم من أن الكثيرين في التيار لا يستسيغون هذا الأمر، الا أن هذا لا يعني بتاتاً أن هناك خلافاً بين بو صعب وقيادة التيار ومن حق أي شخص ابداء رأيه”. ولا تنفي أن “بعض مواقف بو صعب تسببت بتوترات بينه وبين قيادة التيار ولكنها لم ولن تخرج عن الاطار العام”.

أما النائب السابق شامل روكز فرأى أن “كل نواب التيار لديهم تحول وتطور ملحوظ في خطاباتهم الأخيرة حتى أن جبران باسيل تغيّر خطابه بعد سوء علاقته وانفصاله الضمني عن حزب الله وهذا أمرٌ جديد، فتاريخياً كان خطاب التيار وطنياً واليوم وصلنا الى أمور غريبة عجيبة”، معتبراً أن “الياس بو صعب لا يزال على مواقفه السابقة قبل دخوله الى التكتل ولم يتغير على عكس التيار نفسه”.

وقال روكز: “عندما تصبح هناك رجرجة في المبادئ فستكون لديها إرتدادات في القاعدة ومن الممكن أن يخسر باسيل أكثر، ولكن لننتظر الأيام المقبلة”.

يتضح من ذلك أن “التيار” يعيش مرحلة من التخبط والانقسامات الداخلية الكبيرة، ويبدو أن المرحلة المقبلة ستحمل معها اما المزيد من المواقف المضادة لرئيسه، وعودة الاستقالات الى الواجهة من جديد، أو أن باسيل سيعيد حساباته كي لا يخسر المزيد من الكوادر والشخصيات التابعة لـ”التيار”، فهل سينجح في ذلك أم أن ذلك “آخر همه”؟

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال