أخيراً اكتمل النّقل بالزّعرور

الراجح
الراجح

فعلاً أنّه أخيراً “اكتمل النقل بالزّعرور”. فقد أفادت مختبرات الدّولة اللّبنانيّة وكل أجهزة الرّقابة التّابعة لوزارة الإقتصاد – مصلحة حماية المستهلِك (بكسر اللّام)، بالتكافل والتضامن مع وزارة الزراعة، أن لبنان يواجه أزمة مواد غذائية لجهة النّقص ولجهة الغش.

وقبل المواد الغذائية، أفادت المعلومات والأخبار “أن مياه الشّرب في لبنان مثلها مثل مياه الخدمة ملوثة”. ويقال إن هناك تأكيدات أن حالة الهواء ليست كما يجب.

على هذا الأساس، ماذا بقي من لبنان إذا فسد الماء والهواء والمواد الغذائيّة؟ (طبعاً باستثناء مجلس النواب وبعض الوسائل الاعلامية وصوت فيروز)

والسؤال الخطير: لماذا نفدت المواد الغذائية؟

تقول التقارير الرسميّة إن شهيّة اللّبنانيّين قد تحسنت وبصورة ملحوظة منذ إعلان الثّنائي (“حزب الله” وحركة “أمل”) عن ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية!

بالمناسبة، حديث “الأكل” والمواد الغذائيّة يأخذنا إلى مقارنة تاريخيّة بين معظم الحكام وشعوبهم.

ففي عهد بشارة الخوري شهد لبنان موجة خطباء وكُتّاب تقليداً للرئيس الشيخ الذي كان يهوى الخطابة والكتابة. ونشكر الله أنّ جبران باسيل أعلن عن عدم رغبته في الترشيح وإلا لكان لبنان سيمتلئ بالخطباء في المرحلة المقبلة.

وفي عهد كميل شمعون تحسّن مستوى الأناقة والجمال، نساءً ورجالاً. ويقال إن عهده شهد موجة “دونجوانية” غير مسبوقة ونقصاً كبيراً في “عصافير الدّوري”، وهي غير الدّوري الكاتب المميز في “لبنان الكبير”.

وفي عهد فؤاد شهاب انتشرت أمراض الديسك وخفّت قابليّة اللّبنانيين على الأكل.

وفي عهد شارل حلو واجه البلد أزمة نقص في جميع أصناف الحلويات وخصوصاً الخفيفة.

ويقال بالمناسبة إن الشّعب الفرنسي في أيام نابوليون كان يعشق الجنديّة والضباط والنجوم، وكثر طلاب هذه المهنة. كما يقال إن عهد عبد النّاصر في مصر والبلاد العربيّة شهد نمو حركة المخابرات وإعجاب الناس بهذا الصنف من البشر.

ولنأخذ أمثلة آنية: تقول الدراسات الفرنسيّة إن هناك حركة إقبال على علم الميكانيك في لبنان لم تشهدها أوروبا حتى في مطلع عهدها الصِّناعي قبل أكثر من مائتي سنة لدرجة أن إسم عالم بحجم “ڨرنير ڨون براون” سيصبح اسماً شعبيّاً شأنه شأن بقية الأسماء المتداولة بكثرة، والتي ليس من المستحب تحديدها كي لا نمس بالسّلم الأهلي.

وتقول التقارير الغربيّة، وخصوصاً الفرنسية، إنّ الشّعب اللّبناني في عهد سليمان فرنجية، في حال نجحت المساعي ووصل إلى القصر الجمهوري، سيقلّل من “الحكي” ويمارس فضيلة الصمت لدرجة أن القوى الأمنيّة ستعتقل أي إنسان تسمع صوته عن بعد ثلاثة أمتار لمخالفته أصول الهمس. وتقول تقارير لم تُنشر بعد إن عبارة “عهد” ستستبدل بعبارة “عصر”. ففي العصر القادم سنشهد ازدياداً ملحوظاً جداً في عدد الراقصات والمغنّين – وطبعا أولاد الحلال.

وهكذا تتضح العلاقة الجدليّة بين مزاج الحاكم وعاداته وتقاليد الشعوب وأزماتها.

وأخيراً، ولأن العهد السابق كان “عهد الحريات وشرشحة العهود البوليسيّة السابقة التي تسافَل رجالها وتسافَهوا على الناس”، يُقال إن عيون الدولة في المرحلة المقبلة ستكون مركّزة على مراقبة المطاعم والوجبات التي يقدمها كل مطعم – لذا فهنيئاً لأحفاد أصحاب المطاعم. كذلك يقال، والعلم عند الله، إن “إبيلا” صاحب المطاعم ومموّل شركات الطيران بالطعام سيكون الزائر شبه الدائم للقصر الجمهوري بدل “إم شريف” التي قد تضطر الى إعادة الوسام الذي أُعطي لها.

وفي النهاية نطلب من “إذاعة لبنان” أن تسمعنا يوميّاً، وبعد النشيد الوطني، أغنية فيلمون وهبي “سنفرلو عالسنفريان… شو ما قلّك سنفريان…” (وشو ما قريتو سنفريان).

شارك المقال