مطار رينيه معوض… بين التأهيل وتأمين التمويل والنكايات السياسية!

آية المصري
آية المصري

بعد طرح مشروع توسعة مطار رفيق الحريري الدولي وكثرة المزايدات والنعرات الطائفية حياله ومحاربته وتناسي كل إيجابياته على مختلف الصعد، وعقب تراجع وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية عن هذا المشروع واعتباره كأنه لم يكن، كثرت الأحاديث في الآونة الأخيرة عن ضرورة إطلاق مطار جوي جديد في لبنان ولا سيما مطار الرئيس رينيه معوض، في ضوء المطالبة بتأهيله واعادة تشغيله نظراً الى الاعتبارات الانمائية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية لمنطقة الشمال.

ووفق المعلومات، بات واضحاً أن نواب عكار الحاليين المحسوبين على تكتل “الاعتدال الوطني” سيصرون على مطلب هذا المطار في الأسابيع المقبلة وسيكون لديهم موقف حازم حياله نظراً الى أنه يخدم عكار وأهلها. وبالعودة الى تاريخ هذا المطار الذي كان يعرف سابقاً بمطار القليعات، فهو مطار مدني – عسكري أنشأه الحلفاء في العام 1941 على الشاطئ الشمالي في لبنان إبان الحرب العالمية الثانية. وفي الستينيات أصبح تحت إشراف الجيش اللبناني، الذي قام بتوسعته وتطوير قدراته التكنولوجية، لكنه خلال الحرب الأهلية اللبنانية عاد الى مرحلة الصفر نتيجة تأثره بهذه الحرب.

في ظل هذا المطلب كثرت التساؤلات حوله، هل لدى لبنان التمويل اللازم في هذه الأوضاع المهيمنة عليه لاعادة تشغيل مطار كان متوقفاً لفترة طويلة؟ وبدلاً من هذه التكاليف الكبيرة لماذا لا تتم توسعة مطار رفيق الحريري الدولي؟ وماذا عن الجدوى الاقتصادية المطلوبة؟ وما رأي الجهات المختصة باعادة تشغيل هذا المطار البعيد عن العاصمة بيروت مئة كيلومتر؟

مصادر مقربة من وزارة الأشغال العامة أشارت في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “توسعة مطار رفيق الحريري الدولي ضرورة ملحة نظراً الى أهميته الكبيرة وايجابياته على مختلف الصعد، وهذا المشروع قدم بناءً على قرار مجلس الوزراء وليس على قرار منفرد للوزير علي حمية، لكن تمت العودة عنه لأن الجميع في البلد بات خبيراً في المناقصات وفي هيئة الشراء العام وفي المزايدات”.

وأوضحت مصادر إقتصادية مطلعة أن “مطار القليعات وحماة وغيرها بحاجة الى تمويل كبير وليست لدينا القدرة اليوم على تأمين تمويلها، ولا جهة قادرة على هذا التمويل، وهذا المطار ليس بحاجة الى صيانة واعادة تأهيل وحسب، بل الى بنى تحتية جديدة”، مستغربةً “المطالبة بمطار جديد في ظل وجود مطار رفيق الحريري الدولي خصوصاً وأنه عندما حُكي عن توسعته كان التمويل مؤمناً وسيأتي من الخارج بحيث لن تتكبد الدولة اللبنانية أي ليرة عليه”.

وأيد الرئيس السابق للجنة الأشغال العامة والنقل النائب السابق محمد قباني “طرح مشروع ترمينال 2 في مطار رفيق الحريري”، ووصفه بأنه “جيد لأنه يسمح باستيعاب أكبر عدد ممكن من المسافرين”.

ولفت قباني الى أن “مطار رينيه معوّض ممتاز لأن مسافة مدرجه تبلغ ثلاثة كيلومترات والأرض حوله كلها منبسطة بحيث لا عوائق أو جبال بل سهل وهذا ما يسهل استخدامه. اما من الجانب الاداري فليس صعباً خصوصاً وأنه لا يحتاج الى جدوى اقتصادية كبيرة نتيجة وجوده في منطقة سهل، وبالتالي علينا تشغيله نظراً الى ما يشكل من انعطافة مهمة في حياة الشمال وعكار تحديداً”، معتبراً أن “ليست هناك أي مشكلة تعوق إعادة إستخدامه، وفي المستقبل من الممكن أن يكون مطاراً آخر يساعد المطار الرئيس وأنا أشجع هذه الفكرة”.

أما عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب محمد سليمان فأكد أن “مطار القليعات مركز حيوي مهم جداً للبنان عموماً ولشمال لبنان وعكار خصوصاً، لأنه يخفف العناء عن الناس وتحديداً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والغلاء الهستيري والتنقل الداخلي، فهذا المطار بمثابة بوابة عبور للدول العربية وقريب من سوريا، وهذا ما يسهل النقل والشحن وبالتالي فهو حيوي في كل المجالات”.

وشدد سليمان على أن “هذا المطار بات ضرورة ملحة، وفي الثمانينيات تم تشغليه ونزل الطيران المدني على مدرجاته، وبالتالي هذا يؤكد أنه مهيأ وليس بحاجة الى الكثير من الترتيبات وكلفته بسيطة وفي أقل من عام تعوض بحيث يصبح بمثابة مدخول كبير للدولة من جهة، ويخلق الكثير من فرص العمل لأهالي المنطقة وأبنائها من جهة أخرى”، معتبراً أن “التأخير في اعادة تشغيله نتيجة النكايات السياسية وهذا ليس من مصلحتنا”.

يتضح من كل هذا أن الكلام عن إعادة احياء المطار ضرورة مهمة كما يراها البعض ليعود النشاط الى هذه القطاعات، من دون تناسي حجم التمويل المطلوب في ظل عجز الدولة المتمادي، والى حين البت بهذه المسألة فان توسعة مطار رفيق الحريري الدولي ضرورة أيضاً نظراً الى أهميته وإنعكاساته الحيوية والايجابية على الصعد كافة.

شارك المقال