على الرغم من “تعهد الصين بعدم بيع أسلحة لأي من طرفي الحرب في أوكرانيا، وسط تحذيرات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تقديم مساعدات عسكرية لروسيا”، أظهرت وثائق سرّبت الشهر الماضي أن الصين وافقت على “تقديم مساعدة قاتلة” لروسيا. ولكن على الرغم من تعهدها الأخير، لا يزال بإمكان الصين العودة للتفكير في تقديم المساعدة العسكرية بمجرد أن يتلاشى الاهتمام الدولي، حسب ما أكد تيموثي هيث من منظمة “راند” البحثية لمجلة “نيوزويك” الالكترونية.
ووفقاً للمقال، “تعهدت الصين بوضع حدود لعلاقاتها الوثيقة بصورة متزايدة مع روسيا وبعدم بيع أسلحة لأي من طرفي الحرب في أوكرانيا في أحد أكثر تصريحاتها صراحةً حتى الآن. وخلال مؤتمر صحافي يوم الجمعة، قال وزير الخارجية الصيني تشين غانغ: إن الصين لن تقدم أسلحة الى أطراف النزاع المعنية، وستدير صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج وتسيطر عليها وفقاً للقوانين المرعية.
وتأتي تصريحات تشين وسط مخاوف غربية من أن بكين قد تقدم مساعدات عسكرية الى موسكو على الرغم من إصرارها على بقائها على الحياد في الصراع. وأظهرت وثائق المخابرات الروسية التي اعترضتها الولايات المتحدة أن الصين وافقت على تقديم مساعدة قاتلة لروسيا في وقت سابق من هذا العام، مع خطط لإخفاء المعدات كأغراض مدنية. كان الاعتراض ضمن مجموعة من الوثائق السرية التي تم العثور عليها مسربة في غرفة دردشة على موقع ديسكورد (Discord) الشهر الماضي.
ووفقاً لتلك الوثائق، أفادت المخابرات الخارجية الروسية أن اللجنة العسكرية المركزية الصينية وافقت على التزويد الاضافي للأسلحة، على الرغم من عدم ذكر مصدر للمعلومات الاستخبارية. وحضر وزير الخارجية الصيني تشين غانغ مؤتمراً صحافياً خلال الدورة الأولى للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني في المركز الاعلامي في 7 آذار 2023، في بكين. وقال تيموثي هيث، كبير الباحثين الدوليين في مجال الدفاع في مؤسسة RAND، لمجلة Newsweek إنه من المحتمل أن تقوم الصين بعمل جيد في ما يتعلق بتعهداتها بعدم تسليم الأسلحة نظراً الى مستوى التدقيق والاهتمام في بكين في الوقت الحالي.
واعتبر هيث أنها مخاطرة كبيرة وهناك حالياً الكثير من التدقيق في مبيعات الأسلحة لروسيا بحيث لا تستحق رد الفعل العكسي المحتمل من الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تظلان أهم أسواق الصين. ومع ذلك، قال إن الصين يمكن أن تغير موقفها بمجرد أن يتلاشى الاهتمام الدولي، بحيث تبيع الذخائر والمواد، مثل قذائف المدفعية، التي يصعب تحديد منشأها الصيني.
وحذر وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بكين مرة أخرى في شباط من أن توفير الأسلحة والذخيرة لروسيا سيكون مشكلة خطيرة – وهو تحذير ردده القادة الأوروبيون في الأيام الأخيرة.
وأكد رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأسبوع الماضي أن الصين بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يمكن أن تقف إلى جانب المعتدي، لأن ذلك سيكون انتهاكاً صارخاً لالتزاماتها.
وأصبحت روسيا تعتمد بصورة متزايدة على الصين منذ بدء الحرب في أوكرانيا وعزل الكثير من الغرب موسكو باعتبارها منبوذة دولياً. وبدا أن بكين تظل ملتزمة بأن تكون شريان الحياة الاقتصادي لروسيا على الرغم من الحياد. وفي الأسبوع الماضي، سافر الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الكرملين بعد أيام فقط من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.