روسيا والصين تدعمان إيران “نووية”

حسناء بو حرفوش

إيران تستفيد من شراكاتها الجديدة ومن المساعي لتقليص الدور الأميركي في المنطقة، لدفع برنامجها النووي وامتلاك أسلحة نووية قريباً، حسب ما حذر مقال في موقع صحيفة “وول ستريت جورنال”. ولفت الكاتبان رويل مارك غيريشت وراي تاكيه إلى أن إيران تحظى للمرة الأولى على الاطلاق برعاية القوى العظمى، و”ذلك منذ أربعة عقود”، مع الاشارة إلى أن روسيا والصين وإيران “تريد جميعها تقليص الهيمنة الأميركية” و”تدرك هذه الدول مدى حاجتها الى التعاون عسكرياً واقتصادياً لتحقيق أهداف مشتركة”.

لذلك الآن، وبفضل “تحالفات إيران النامية مع روسيا والصين، من المحتمل ألا تواجه عقبات كبيرة في طريقها إلى سلاح نووي”. وفي الوقت نفسه، “تشير الحكمة التقليدية المتزايدة في واشنطن إلى تحول في التركيز بعيداً عن الشرق الأوسط ونحو آسيا”. وربط الخبيران بين هذا التطور والوجود الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، معتبرين أن امتلاك إيران قنبلة نووية، قد يسرّع من الانسحاب الأميركي في الوقت الذي ينصب فيه اهتمام واشنطن على الصين.

وفي سياق متصل، سلط مقال في موقع “فوين أفيرز” الضوء على إمكان نجاح صفقة إيران الجديدة بفعل اتفاق إقليمي في المكان الذي تفشل فيه واشنطن. ووفقاً للمقال: “لقد مضت خمس سنوات بالضبط منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاقية النووية لعام 2015 مع إيران، وأكثر من عامين منذ أن أطلق الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن مساعيه لاستعادة العمل بهذا الاتفاق. لكن على الرغم من الآمال الكبيرة، لم يتمكن بايدن من إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة. يعود ذلك جزئياً، الى فشل الادارة في المفاوضات المبكرة، بحيث كان بايدن متردداً في دفع الكونغرس الى دعم مبادرة السياسة الخارجية المثيرة للجدل عندما كان بحاجة إلى دعمها لأجندته المحلية. كما أن إيران تتحمل مسؤولية الفشل نتيجة لتعنتها.

وأصبحت طهران حالياً قاب قوسين أو أدنى من امتلاك التكنولوجيا الضرورية لإنتاج سلاح نووي، وفي جعبتها مخزون متزايد من اليورانيوم العالي التخصيب وأجهزة طرد مركزي متقدمة وكادر من الخبراء والمهندسين النوويين من ذوي الخبرات العالية حسب “وول ستريت جورنال”. واليوم وقد تغيرت الحسابات الجيوسياسية، تستفيد إيران من الفراغ الذي خلفته واشنطن ومن عدم المبالاة الذي أظهره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إزاء النظام العالمي، من خلال غزوه أوكرانيا في شباط الماضي.

وكان سفير إيران أمير سعيد إيرواني، قد حذر من أي حسابات خاطئة ضدّ برنامج طهران النووي السلمي، ووصف تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بـ “غير المسؤولة والاستفزازية والتي قد تقود الى الحرب”، وبأنها تنتهك القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

شارك المقال