شبه إجماع بين المعارضة و”التيار” على أزعور… والنقاش حول الضمانات

هيام طوق
هيام طوق

بين الهبات الباردة والهبات الساخنة، تتأرجح المفاوضات بين “التيار الوطني الحر” وقوى المعارضة، وفي مقدمها حزب “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”، ومعها الأجواء المتقلبة بين التفاؤل والتشاؤم خصوصاً أن اللبنانيين يتمسكون بقشة علّها تمكنهم من النجاة من الغرق أكثر في مستنقعات الأزمات المتتالية.

منذ أسابيع، يحصل التواصل بين نواب “التيار” ونواب المعارضة في اطار لقاءات تعقد في منازلهم بعيداً من الأضواء والرسميات بحيث تحدث الطرفان عن إيجابية وإمكان التوافق على اسم وسطي لا ينتمي الى أي فريق، لكن منذ أيام قليلة، فجّر النائب آلان عون قنبلة اذ اعتبر أنه لا امكان للاتفاق على اسم مع المعارضة في وجه “الثنائي الشيعي”، ما فسّره البعض بأن “الجرة الرئاسية” انكسرت بين الأطراف المسيحية المتحاورة، الا أن مصدراً من “التيار” أكد لموقع “لبنان الكبير” أن “المواقف فُسرت بصورة خاطئة، وما يذكر في الاعلام، لا يمتّ الى الواقع بصلة، والقنوات التي كانت تعمل لا تزال على حالها، والتواصل قائم ليل نهار، وبوتيرة أسرع مما يعتقد البعض، لمحاولة الاتفاق على اسم للجمهورية، والايجابية عنوان اللقاءات، ونأمل خيراً في الأيام القليلة المقبلة أن نتفق جميعاً على اسم يمثل المكوّن المسيحي لنطرحه على المكونات الأخرى. نحن من أول الطريق، قلنا اننا لن نقبل برئيس تحدّ، لكن في الوقت نفسهرلا نطلب الرضى من أي طرف، والهدف اليوم التوافق لأنه يكفي البلد ما فيه”.

وفي هذا السياق، أشار رئيس “التيار” النائب جبران باسيل الى أن “الاتصالات المباشرة التي نقوم بها، أثمرت توجهات أولية، ونحن لم نخرج من هذه التفاهمات”. كما لفت “التيار” في بيان أمس الى أن موقفه من الحوار مع المعارضة، والكتل كافة، “إيجابي منذ تموز الماضي”، حتى أن معلومات صحافية كشفت أن الساعات القليلة الماضية، شهدت تطوّراً إيجابيّاً في موقف باسيل من ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهوريّة، وأنّ تواصلاً مباشراً حصل بينه وبين رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل، وشخصيّات أخرى من المعارضة مع العلم أن “الثنائي” لا يزال على موقفه من مرشحه سليمان فرنجية على الرغم من دعواته المتكررة الى التحاور والنقاش في الملف الرئاسي.

لكن السؤال الذي يطرح اليوم، هل ستترجم هذه الايجابية في التوافق على اسم مشترك بين أركان المعارضة و”التيار” أو أن الثقة لا تزال معدومة بين الجانبين، وبالتالي، تصب الايجابية في اطار المناورات بأهداف سياسية؟

النائب فادي كرم أشار في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الأمور ذاهبة في الاتجاه الايجابي، وحصل شبه اجماع بين المعارضة والتيار على اسم جهاد أزعور، ولا تزال بعض المباحثات والمفاوضات قائمة حول مواكبة الجلسة الانتخابية لأن الانتخابات هي جلسة ونصاب، والالتزام بالمرشح بصورة مستمرة حتى لو لم يتم عقد جلسة قريباً. النقاش حالياً حول بعض التفاصيل، وأبرزها التمسك بالترشيح، وتأمين عدد أصوات أكثر من النصف زائد واحد لايصال المرشح الى سدة الرئاسة خصوصاً أنه متفق عليه من جميع المتحاورين”. وقال: “لا نريد الحديث عن كل جهة في المعارضة وحدها، لكن هناك خلية تجتمع دائماً، وتلتقي على تصور واحد ونظرة واحدة”.

وأوضح النائب غسان عطا الله “أننا قطعنا شوطاً مهماً في المفاوضات في انتظار الوصول الى خواتيم جيدة، على الرغم من أن الأمور لم تصل الى نتيجة حاسمة، لكننا في مراحل متقدمة، ونسير في خطى ثابتة، ونأمل أن نتفق على مرشح في وقت قريب لا يشكل تحدياً لأي طرف، ويكون مقبولاً عند الفريق الآخر كي يحصل على الاجماع، ويصل الى سدة الرئاسة مدعوماً من مختلف الأطراف. التقدم كبير، ونأمل أن نكون قريباً أمام خطوات معلنة، ولا يهم أن تنقل هذه الأجواء الايجابية بين الأقطاب أو من خلال اتصالات أو قنوات، لأن الهدف نفسه”.

ولفت الى أن “نواب التيار سيلتزمون بالتصويت للشخص الذي سيتفق عليه”، مشدداً على “أننا سنختار اسماً مقبولاً من الجميع. ومن يقول ان الثنائي لن يصوّت له أو لن يقبل به؟ نحن نريد أن نعرض الاسم على الفريق الآخر، وحتى الساعة لم نتحدث بالأسماء مع الثنائي لأنه ينتظر اعلان الاسم الذي يمكن أن نتوافق عليه، وحينها يعلن موقفه”.

أضاف: “اذا عقدت جلسة لانتخاب الرئيس، واستمر الثنائي في تمسكه بترشيح فرنجية، فحينها من يحصل على الأصوات الأعلى، يفوز. وفي حال، حصل فرنجية على عدد الأصوات التي تخوله أن يصبح رئيساً، فلا يمكن الاعتراض، ونقبل بأنه أصبح رئيساً مع العلم أن الرئيس ينتخب من نواب الأمة، وبعدد معين من الأصوات بغض النظر عن الطوائف على الرغم من أن رئيس الجمهورية المسيحي لا يجوز أن ينتخب بلا أصوات مسيحية كما لا يجوز أن ينتخب رئيس مجلس النواب بلا أصوات شيعية”.

ورأى أنه “اذا ذهبنا الى المجلس النيابي في معركة بين مرشحين، فلا يمكن احصاء الأصوات بدقة أو حسم النتيجة مسبقاً لأن في المجلس عدداً كبيراً من المستقلين ومن الشخصيات التي لا يمكن معرفة لصالح من ستصوّت. لا شك في أن الانتخابات حساسة، وربما تكون المعركة الرئاسية على صوت أو صوتين، لذلك، يصعب الحسم حالياً على الرغم من أن كل فريق يحاول حصد أعلى نسبة من الأصوات، ولو كان أي طرف واثقاً من نسبة الأصوات، لانتهت الأمور من قبل”.

ووصف النائب أديب عبد المسيح الأجواء بأنها “ايجابية”، لكنه أكد أن “الاتفاق النهائي، رهن المفاوضات الأخيرة التي تتمحور حول الضمانات بمعنى التمسك بالاسم المتفق عليه حتى النهاية، وليس طرحه للحرق، وتأمين أكثر من 65 صوتاً. نسبة التوافق تخطت الثمانين في المئة”، مشيراً الى أن “باسيل يضمن تصويت نواب تكتله للشخص المتفق عليه اما التغييريون، فهم مقسومون، وهناك تعويل على أنه في حال صوّت الجزء الأكبر منهم لصالح الاسم المتفق عليه، فتصويت الجميع في هذا الاتجاه، لكن لا شيء محسوم ومضمون”.

واعتبر أنه “لا يجوز الكلام بطريقة طائفية، لكن نحن في بلد تسود فيه المحاصصة، ورئيس الجمهورية مسيحي، وحين تكون الأكثرية المسيحية متوافقة على اسم واحد، وانطلاقاً من مفهوم الوطنية والتعايش، يكون هذا التوافق ورقة ضغط على الطرف الآخر”.

شارك المقال