fbpx

الراعي يسعى وطنياً… هل ينجح رئاسياً؟

هيام طوق
هيام طوق
البطرك الراعي
تابعنا على الواتساب

عاد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي من الفاتيكان وباريس، مدعوماً بمواقف مؤيدة لمساعيه في الملف الرئاسي، إن كان من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو من أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، إذ أشارت المعلومات الى أن الفاتيكان تدخّل لدى الجانب الفرنسي، ولعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الراعي وماكرون، وتحديداً في الاستحقاق الرئاسي، وبدا ماكرون متعاوناً، ومتفهّماً لهواجس البطريرك، ولوجهة نظره في الاستحقاق الرئاسي وللوضع اللبناني عموماً. هذه الأجواء الايجابية، أكدها بيان الاليزيه الذي أشار الى أن الرئيس الفرنسي أعرب عن دعمه للجهود التي يبذلها رأس الكنيسة المارونية لاخراج لبنان من “المأزق السياسي”، مطالباً كلّ القوى في البلد الغارق في الأزمات بانتخاب رئيس للجمهورية “بدون تأخير”.

وعلى ما يبدو، أن جرعة الدعم، ونتائج جولة البطريرك الأوروبية، الايجابية، دفعته الى الاعلان عن حراك جديد، وعلى وجه السرعة لإحداث خرقٍ في الملف الرئاسي، إذ لفت الراعي في سلسلة مواقف أطلقها أمام وفد نقابة الصحافة، إلى أن “الفاتيكان وفرنسا طلبا منّي أن أعمل داخلياً مع باقي المكونات، وسنتكلّم مع الجميع من دون استثناء حتى مع حزب الله، والحراك سيبدأ من اليوم. لمست خلال جولتي ارتياحاً للتوافق المسيحي على اسم مرشّح للرئاسة”، موضحاً أن “ما فهمته أن هناك اتفاقاً على شخص من المكونات المسيحية، وعلى هذا الأساس تحركت لأن لبنان لم يعد يتحمل”.

أما على ضفة التوافق الرئاسي المستجد بين المعارضة و”التيار الوطني الحر”، فيبدو أيضاً أن منسوب الايجابية يرتفع إذ يقترب ممثلو الكتل المعنية، وبعض نواب التغيير والمستقلين من إعلان ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور بحيث أن الأمور بدأت بالنضوج، ولن تتطلب الكثير من الوقت وفق ما أكد أحد نواب المعارضة لموقع “لبنان الكبير”. وفي هذا الاطار، عقد ممثلون عن كتل “الجمهورية القوية” و”الكتائب” و”التجدد” وعدد من نواب التغيير، اجتماعاً لوضع الآليات المناسبة المؤدية الى بلورة إتفاق رئاسي بينها وبين كتل أخرى تقاطعت معها على اسم مرشح مشترك لرئاسة الجمهورية. وتمّ التداول في كيفية تظهير هذا التقاطع عند حدوثه بما يدفع في اتجاه إنهاء الفراغ الرئاسي، وإنقاذ لبنان من أزمته.

وفيما تتحدث المعلومات عن أن البطريرك الراعي سيضع المسؤولين السياسيين في أجواء زيارته ولقائه مع الرئيس الفرنسي، لا بد من التساؤل: هل يمكن أن تؤدي خطوة رأس الكنيسة المارونية، من خلال التواصل مع الجميع الى إحداث خرق في الجدار الرئاسي خصوصاً أنها مطلب فرنسي وفاتيكاني؟ وهل التوافق بين القوى المسيحية يسهّل عليه المهمة مع العلم أنه تحرك بناء على الأجواء الايجابية؟ وهل سيدعو القادة المسيحيين الى الاجتماع في بكركي، والتباحث في المستجدات اذ من المتوقع أن يتم الاعلان عن التوافق الرئاسي رسمياً قريباً؟

في وقت رأى مصدر مطلع أن خطوة البطريرك جيدة وايجابية جداً في انتظار انتاج الرئيس في مرحلة لاحقة، بحيث أن التوافق المسيحي على اسم أزعور لن يوصله الى الرئاسة انما يفرمل وصول سليمان فرنجية، اعتبر النائب وضاح الصادق أن “انتخاب رئيس الجمهورية يتم في المجلس النيابي، ونحن كقوى معارضة، أنهينا عملية الالتقاء على اسم وسطي، وسيكون الاعلان الرسمي خلال اليومين المقبلين. نحن في اجتماعات مستمرة للوصول الى القرار النهائي حول بعض التفاصيل المتعلقة بالآلية والمكان والزمان”، مشدداً على “ضرورة أن يكون انتخاب الرئيس داخل المجلس وفق اللعبة الديموقراطية، وتطبيقاً لما ينص عليه الدستور”.

وأشار الى أن “أي مرشح إذا حصل على 65 صوتاً، من المفترض أن يحترم الفريق الآخر هذه النتيجة، ورئيس مجلس النواب كان يطلب تسمية مرشح مقابل مرشح الثنائي ليحصل التنافس بين مرشحين في البرلمان، واليوم اتفقنا على اسم، ويتسابق في المعركة الرئاسية اسمين، لكن المطلوب فتح أبواب المجلس والدعوة الى جلسة انتخابية سريعاً”، لافتاً الى أن “أزعور يملك أكثر من 65 صوتاً”.

وقال النائب السابق فارس سعيد: “كان لافتاً استقبال الفاتيكان وفرنسا للبطريرك، وهذا يؤكد أن هذا الموقع الكنسي لا يزال هو النافذة الوحيدة على الغرب، وبقدر أهمية الموقع البطريركي، فإن مسؤوليته أهم في المساهمة في إخراج البلد من أزمته من خلال المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك، تنفيذاً للدستور ولوثيقة الوفاق الوطني ولقرارات الشرعية الدولية”. وأكد أن “معركة الأسماء لن تقدم ولن تؤخر لأن هناك من يقول انه يريد لبنان وفق ما تتطلبه مصلحته، والبطريرك يقول انه يريد لبنان الذي يحقق مصالح كل اللبنانيين، ونتمنى أن يقوم بهذه المهمة، ويقود عملية حوار وعملية حراك سياسي في هذا الاتجاه كي نضع مشروعاً في مواجهة مشروع لأن وضع اسم في مواجهة اسم لا يفيد. الأولوية للمشروع اللبناني المتمسك بالدستور والعيش المشترك واستقلال البلد”.

ورأى أن “من يعرقل انتخاب الرئيس اليوم حزب الله. والسؤال هنا: هل يمكن أن ننتخب رئيساً بدون الحزب؟ لا. وهل يمكن أن نقبل برئيس كما يريده الحزب؟ أيضاً لا. الأزمة هنا، ومهارة البطريرك أن يقدم طروحاً ترضي كل اللبنانيين”. وشدد على وجوب “النقاش حول الاسم المتفق عليه مع الطرف الآخر، وبالتالي، لا بد من وسيط يقوم بهذا الدور، وهنا تكمن مهمة البطريرك”، آملاً “أن نرى في صورة جامعة القادة المسيحيين الذين توافقوا على اسم للرئاسة، ولا يجوز تحميل البطريرك أي مسؤولية قبل الاعلان الرسمي عن هذا التوافق. المعركة اليوم في كيفية انقاذ البلد”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال