لا جديد فرنسياً وسعودياً وايران تلعب نووياً… باسيل يعجل بحرق أزعور

رواند بو ضرغم

يترقب اللبنانيون باهتمام وصول المبعوث الخاص الفرنسي جان ايف لودريان، وكل طرف سياسي يغني على ليلاه الرئاسي. فريق المعارضة والتيار الوطني الحر يستشرف أن الفرنسي سينفض يده من دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئاسياً، بينما الفريق الداعم لفرنجية ينظر بإيجابية الى لقاء القمة الباريسي ولقاء طهران وما سينتج عنهما من حلحلة باتجاه الدفع نحو الحوار والتوافق على رئيس للجمهورية.

أما الواقع الرئاسي فكشفه مصدر قيادي على صلة بالمستشار الرئاسي باتريك دوريل لموقع “لبنان الكبير”: “المملكة العربية السعودية لا تزال على حيادها رئاسيا، والفرنسيون متمسكون بمبادرتهم وماضون بدعم فرنجية، أما ايران فلن تفاتح السعوديين والفرنسيين بالملف اللبناني، عملا بأسلوب الديبلوماسية الايرانية، وقد تنتظر أن يبادرا الى فتح الموضوع أمامها لمناقشته، وعندما يجري بحثه فأول من سيعلم هو حزب الله”.

إذا، لن يكون هناك من جديد فرنسي قد يكسر المراوحة اللبنانية، وبعض الأطراف الداخلية تعلّق الحلول الرئاسية على شمّاعة الاتفاق النووي، وتقول لموقع “لبنان الكبير” إنه “في حال جرى الاتفاق بين أميركا وايران لمصلحة الاخيرة فستكون مضطرة لتقديم التنازلات في الاقليم، وهذا يعني أن اسهم فرنجية تتداعى للهبوط في حين تتصاعد أسهم المرشح التوافقي، وعلى رأس اللائحة قائد الجيش جوزيف عون. أما إذا لم يتم الاتفاق كما تشتهي ايران، او لم يحصل اساسا، فهذا يعني أنها لن تتنازل اقليميا وستتشدد في إيصال فرنجية وستعلو أسهمه الرئاسية ولو بعد حين، ومن هذا المنطلق يقرأ هذا المصدر في الموقف السعودي ترقبا لمسار الاتفاق النووي”.

وفي الحسم الاقليمي الضائع، يتخبط الداخل اللبناني ويزيد تشرذماً سياسياً، وتحرق المعارضة مرشحاً تلو آخر. فمن بعد اسقاط ترشيح النائب ميشال معوض، حتّم جبران باسيل ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور بالفشل وأرداه صريعا رئاسيا عندما قال: “لا انا (باسيل) ولا هو (أزعور) ولا اي حدا عاقل بيكملوا بمواجهة نتيجتها فشل”. موقف باسيل كان قد سبقه مواقف لبعض التغييريين الذين صوتوا لأزعور لمرة واحدة، كما قالوا، تحت الضغط وتجرّعوه سماً وكأساً مرّاً، وكذلك موقف اللقاء الديموقراطي الذي أعطى التقاطع المسيحي مداه بدعمه لمرة واحدة قبل أن يحوّل أطراف التقاطع مرشحَهم لمرشح تحدٍ لباقي المكونات.

وفي ظل هذه الصورة الرئاسية التقاطعية التي تخطت ترشيح أزعور، حاول باسيل استجداء “حزب الله” لكي لا يهدم ما بناه في سبعة عشر عاما نتيجة اختيار شخص لا يمثل قائلا: كرمال مين وكرمال شو…

تقاطع باسيل مع المعارضة على اسم مرشح، ونظّر في المقاربات والبرامج الرئاسية، في حين أن الثقة مفقودة بين طرفي التقاطع والتشكيك مستمر على مستوى تسريب الاصوات من أزعور باتجاه فرنجية.

فماذا عن مشروع أزعور الرئاسي كما سمعه نواب المعارضة؟ وماذا عن تصوره لبعض العناوين الاساسية؟

كشف مصدر نيابي في المعارضة أنه سأل أزعور عن ثلاثة ملفات أساسية من وجهة نظره، وقال إن الاتصال استمر لوقت طويل ودخل في التفاصيل:
أولا، عودة النازحين السوريين: قال أزعور إنه يجب توحيد الموقف اللبناني بخصوص هذه القضية، إنما لم يذكر أمام محدثه أنه سيزور سوريا أو يتواصل معها لتأمين العودة، ولم يقل ما إذا سيواجه القرار الدولي بخصوص التوطين أو الدمج.

ثانيا، الاستراتيجية الدفاعية: اعتبر أزعور أنه على اللبنانيين تلقف الانفتاح السعودي – الايراني والسعودي – السوري، والعمل على ايجاد صيغة مواتية، الا ان إجابة أزعور لم تقنع من سمعها لغياب الخطة والتصور.

ثالثا، أموال المودعين: قال أزعور إن الأزمة في لبنان إقتصادية، إنما يعتبر الاقتصاد اللبناني صغيرا وقابلا للاصلاح، لذلك وجب حل هذه الأزمة تباعا من خلال استعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني، لكنه لم يأتِ على سيرة إعادة الأموال ولا توزيع الخسائر وفق منظاره.

وما كان لافتا في كلام أزعور، وفق المتحدث نفسه، أنه قال إن أسلوب عمله يختلف عن الكثير من الاشخاص، وسأل ما النفع من أن تكون رئيسا للجمهورية ولديك كتلة نيابية وازنة في حال تعاملت مع باقي الأطراف السياسية باستعلا؟، وهذا ما فهمه النائب أنه يريد أن يكون قريبا من كل الأطراف منتقدا أسلوب باسيل في عهد الرئيس السابق ميشال عون.

شارك المقال