ما هو الناتو ولماذا تشكّل؟

حسناء بو حرفوش

الغزو الروسي لأوكرانيا على رأس جدول أعمال القمة لقادة الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلنيوس – ليتوانيا. وفي هذه المناسبة، خصص موقع “إندبندنت” مقالاً حول ماهية الناتو والأسباب وراء تأسيسه.

ووفقاً للمقال، “تشكل الناتو كتحالف سياسي وعسكري لدول أميركا الشمالية وأوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية على أمل تجنب إراقة الدماء والعداء في المستقبل بين الدول من خلال تحقيق ثلاثة أهداف محددة: ردع التوسع السوفياتي ومنع القتال وتشجيع التكامل السياسي الأوروبي. ويقع المقر الرئيس للمنظمة في بروكسل – بلجيكا، وأمينه العام الحالي هو ينس ستولتنبرغ.

وتلتزم الدول الأعضاء البالغ عددها 31 دولة بموجب المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي التي تعود الى 4 نيسان/أبريل 1949 بمساعدة كل دولة عضو في حالة تعرضها لهجوم من قوة أجنبية. ويلتزم الناتو بالحل السلمي للنزاعات، أما إذا فشلت الجهود الديبلوماسية، فلديه القوة العسكرية لادارة الأزمات.

نشأ الناتو في الأصل من معاهدة دونكيرك التي وقعتها بريطانيا وفرنسا في 4 آذار/مارس 1947 وتتعهد باحتواء أي تهديد عسكري مستقبلي من ألمانيا أو الاتحاد السوفياتي بينما تحاول القارة المنكوبة التعافي من حرب أسفرت عن مقتل 36.5 مليون شخص. وسرعان ما توسّع الناتو ليشمل بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ والولايات المتحدة وكندا والبرتغال وإيطاليا والنروج والدنمارك وايسلندا.

وصمد التحالف طوال فترة الحرب الباردة وطوّر منهجه استجابة للأحداث الديبلوماسية مثل أزمة الصواريخ الكوبية وحرب فيتنام وغزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، وحصل على فرصة جديدة للحياة مع سقوط جدار برلين في العام 1989، وأضاف بصورة تدريجية الدول في فلك السوفياتية السابقة: جمهورية التشيك والمجر وبولندا في العام 1999 ثم بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في العام 2004. أما أحدث الاضافات للتحالف، فمقدونيا الشمالية في العام 2020 وفنلندا في العام 2023.

وقد تكون السويد التي خرجت عن تاريخها الطويل من الحياد أقرب بخطوة الى الانضمام بعد أن أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى استعداده للتخلي عن اعتراضاته، والتي تضمنت معارضة تسامح السويد مع المظاهرات المناهضة للمسلمين على أسس حرية التعبير ودعم اللاجئين الأكراد المتحالفين مع الجماعات التي تعتبرها أنقرة منظمات إرهابية والإحباط من استبعاد تركيا من الاتحاد الأوروبي.

ولا تقف اليوم سوى المجر في وجه انضمام السويد. ويمنح الانضمام إلى الناتو الدول الأصغر ضماناً بالحماية العسكرية من الحلف ككل، ولهذا السبب تسعى دول أمثال البوسنة والهرسك وجورجيا، وبصورة أكثر إلحاحاً، أوكرانيا للانضمام إلى المجموعة الجماعية ولماذا يعارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك بشدة؟

ولطالما ندد بوتين بسياسات الناتو، مركزاً على أن توسعه يعكس عدائية تجاه روسيا. وقبل غزوه لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، كان الرئيس الروسي قد حشد قواته العسكرية على حدود البلاد مع جارتها الغربية. ويصر على أن روسيا وأوكرانيا هما أمة واحدة ويبدو أنه يسعى الى إعادة دمج البلاد في ما يعتبره الوطن الأم، تماماً كما قام بضم شبه جزيرة القرم في العام 2014.

من جانبها، تريد أوكرانيا الحماية الدفاعية للتحالف كجزء من سعيها الى الاعتراف بها كدولة ديموقراطية غربية حرة، محمية من تأثير موسكو، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتقد أن أوكرانيا غير جاهزة للانضمام. ولذلك، من دون أن تكون أوكرانيا جزءاً من الناتو ليست الدول الأعضاء في الحلف، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة ملزمة بإرسال قوات أو تقديم مساعدتها عسكرياً، بحيث أنه وفي الوقت الحالي، يهدد القيام بتوسيع رقعة الحرب في أوروبا.

ومع ذلك، يتمركز عدد من القوات البريطانية حالياً في الدول الموقعة على الاتفاقية إستونيا وبولندا كجزء من مهام حفظ السلام للمنظمة، وقد أجرت المملكة المتحدة تدريبات عسكرية مكثفة مع القوات المسلحة الأوكرانية منذ العام 2015 وتعهدت بمواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة الهجمات الروسية حالياً.

ويواجه الناتو حالياً مخاوف من أن روسيا إذا نجحت في غزو أوكرانيا، يمكنها مواصلة توسعها غرباً وربما الاستيلاء على القيم المتطرفة الأخرى مثل جورجيا وربما تشجع الصين على الاستيلاء على تايوان، على سبيل المثال. لكن موسكو لا تزال في الوقت الحالي بعيدة جداً عن تحقيق هدفها بسبب ضراوة القتال ودعم الحلفاء الدوليين لأوكرانيا بشكل يجعل الحرب أشبه بمأزق كبير أو بخطأ فادح في التقدير من جانب بوتين”.

شارك المقال