تداعيات تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية

حسناء بو حرفوش

مع الاعلان عن بدء استخدام كييف للقنابل العنقودية، تكثر التساؤلات حول عواقب هذه الخطوة. المحلل جيفري فرانك حذر في مقال بموقع “نيويوركر” (newyorker) الاخباري الالكتروني، من خطر التصعيد وكتب: “ليست القنابل العنقودية، التي قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تزويد أوكرانيا بها بجديدة، فقد استخدمتها الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام وفي بداية الحرب في أفغانستان؛ كما ورد أن كلاً من أوكرانيا وروسيا استخدمتاها، إلى حد أكبر بكثير، منذ بدء القتال في العام 2014، وربط هذا الاستخدام بجرائم الحرب”. ومع ذلك، قيل إن قرار توريد الأسلحة لأوكرانيا مرتبط بنفاد ذخيرة الأوكرانيين. وحيث أنه ليس من الواضح لماذا جعل هذا النقص الذخائر العنقودية الذخيرة المفضلة، لا يزال تأثيرها على القتال غير مؤكد. ولكن مما لا شك فيه أن هذه الأسلحة ستزيد من المعاناة في الحرب التي تحول المزيد والمزيد من الأراضي في أوكرانيا إلى مناطق غير صالحة للسكن.

ووعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتخاذ إجراءات متبادلة، ما ينبئ بمزيد من خطر التصعيد وسوء التقدير. وتجدر الاشارة إلى أن قرار بايدن بعدم إرسال التكنولوجيا المتقدمة للمسيرات إلى أوكرانيا وأنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش بعيدة المدى يعكس إدراك الرئيس الأميركي للفارق الدقيق بين توفير المساعدات قصيرة الأجل وتوفير الأسلحة المتطورة التي تزيد من خطر تحويل حرب بالوكالة غير معلنة إلى حرب أميركية لا لبس فيها. ما سيحدث بعد ذلك هو معضلة مستمرة للولايات المتحدة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي: من المفهوم والمتفق عليه على نطاق واسع أنه لا يمكن السماح لروسيا بالفوز في الحرب في أوكرانيا. لكن من المؤكد أيضاً أن بوتين، لن يسمح لروسيا طالما بقي في السلطة، بأن تخسر وتعاني من إذلال وطني. ومن الواضح، من بايدن ومستشاريه، أن الدعوة الفورية للانضمام إلى الناتو من أجل أوكرانيا، التي تشترك في حدود طولها اثني عشر ميلاً مع روسيا، كانت بمثابة إعلان حرب. بدلاً من ذلك، وافق أعضاء الناتو في وقت سابق من هذا الشهر، بغموض مناسب، على أن مثل هذه الدعوة سيتم تمديدها عندما يتفق الحلفاء ويتم استيفاء شروط الانضمام الى الحلف. لم يكن هذا القرار كافياً لفولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، الذي أراد جدولاً زمنياً محدداً، لكنه أظهر القيمة الديبلوماسية للمسألة الخلاقة.

في 12 تموز، في فيلنيوس (ليتوانيا)، أشار بايدن إلى الحرب الباردة مع روسيا، والتي بدأت في الأربعينيات من القرن الماضي، واستمرت حتى فترة غورباتشيفيان، ويبدو أنها بدأت من جديد، بعد ثلاثين عاماً. وسطر عدم التردد مهما طالت حرب أوكرانيا وشك بوتين في قدرة الحلفاء على الاستمرار بتقديم الدعم. ولكن على الرغم من أن بايدن أكد لزيلينسكي دعمه الثابت، هو يعلم بالتأكيد أن هذا الدعم لن يسمح له بتحديد أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تختلف اختلافاً كبيراً على الرغم من كل فظاعتها، من حيث النطاق وإمكان حدوث نتيجة كارثية، عن الحرب بين روسيا والولايات المتحدة. لكن الحرب ستنتهي في يوم من الأيام. قد ينتهي الأمر بتسويات أو بنوع من الخروج عن المسار لروسيا، وبدفعة أساسية من الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو. والأمل هو أن تنتهي الحرب من دون استخدام الأسلحة النووية، على الرغم من أن التهديد باستخدامها وارد منذ البداية. وكان بوتين قد هدد بأن روسيا ستستجيب على الفور وستكون العواقب وخيمة”.

وكان البيت الأبيض أكد أن أوكرانيا تستخدم القنابل العنقودية الأميركية ضد القوات الروسية في البلاد. وأعلن المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي أن ردود الفعل الأولية “تشير إلى استخدام القنابل بصورة فعالة” في المواقع والعمليات الدفاعية الروسية. وتجدر الاشارة إلى أن القنابل العنقودية “تتسبب بنثر عدة قنابل صغيرة ولذلك، تدرج ضمن الأسلحة المحظورة من أكثر من 100 دولة”.

شارك المقال