العين على عين الحلوة

حسين زياد منصور

لا يزال مخيم عين الحلوة يأخذ حيزاً من الاهتمام في ظل الهدنة المشروطة التي تسود أجواءه، على الرغم من التوتر بين طرفي القتال منذ وقف إطلاق النار. وبعد صدور تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في عملية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي الذي تضمن تورط 9 اشخاص، 5 منهم من غير الفلسطينيين، وضرورة تسليمهم الى السلطات اللبنانية، وإعادة الهدوء الى المخيم، لا يزال الحذر والترقب يسيطران، بانتظار ما ستصل اليه المفاوضات والمطالبات بتسليم المتورطين، والاجراءات التي ستتخذ في حال عدم التسليم، خصوصاً وأن الهدف هو تجنيب المخيم أي معركة أخرى.

وتؤكد مصادر فلسطينية من داخل المخيم في حديث لـ “لبنان الكبير” أن المقاتلين لا يزالون في مواقعهم، والوضع متوتر. وهذا الأمر الذي يؤكده الجميع بحسب المصادر نفسها لأن الهدف هو القضاء على الإرهاب في المخيم، وتوفير الأمن والسلام فيه، حفاظاً على سلامة أبنائه، وكذلك الجانب اللبناني، وأن كل ما يحصل هو بالتنسيق مع الأجهزة اللبنانية.

في المقابل، تشير مصادر فتحاوية لـ “لبنان الكبير” الى أن الحركة كانت متجاوبة مع لجنة التحقيق منذ البداية، وأعطتها وقتها وسهلت الأمور، وظهر ذلك من خلال وقف اطلاق النار أولاً وإكمال التحقيقات وتأمين كل الأدلة لها، والوصول الى تسمية المتورطين في عملية الاغتيال، وبانتظار تسليم من وردت أسماؤهم في تقرير اللجنة.

وتعيد التذكير بالسيناريوهات التي من الممكن أن تحصل، إن كان ترحيل الارهابيين من المخيم واعادتهم الى سوريا، أو اختفاؤهم وعدم قيامهم بأي حركات استفزازية والاعتداء على المخيم، أو أن القوى الاسلامية هي التي ستتصرف معهم، معتبرة أن “هناك مشكلة في حال عدم حصول أي من هذه السيناريوهات، لأن النتيجة ستكون احضار المطلوبين بالقوة، بعد استنفاد الحلول السلمية التي يبدو أن المتهمين يرفضونها، وهذا ما برز عندما ألقوا قنبلة خلال الأيام الماضية لزعزعة أمن المخيم”.

وتلفت المصادر الفلسطينية أيضاً الى تعزيزات عسكرية يقوم بها الطرفان، تحسباً لأي حركة قد تحصل، خصوصاً وأن المطلوبين ومن يحميهم يمكن أن يشنوا هجوماً على مراكز حركة “فتح”، مشددة على أن عملية تسليم المجرمين هي الأفضل للجميع. وتذكر بالوقت الذي أعطي لتسليم المتورطين بناء على طلب المجموعات الاسلامية وتوسطها لإقناع المتهمين بتسليم أنفسهم.

تجدر الاشارة الى أن الاشتباكات التي دارت في المخيم هي بين مجموعات متطرفة توحدت في ما بينها أمثال “جند الشام” و”الشباب المسلم”، وغالبيتها من المتطرفين الذين كانوا يقاتلون في سوريا من جهة، وبين حركة “فتح” من جهة أخرى.

وتعد الجولة الماضية من أعنف الجولات التي عاشها المخيم منذ أشهر، الى حين الوصول الى هدنة وبدء التحقيقات بجريمة اغتيال اللواء العرموشي، بفضل مساعي العديد من القوى الفلسطينية واللبنانية أبرزها هيئة العمل الفلسطيني المشترك ولجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني.

شارك المقال