عين الحلوة… ساعات حاسمة

حسين زياد منصور

لا يزال مخيم عين الحلوة محط أنظار المراقبين والمتابعين، خصوصاً وأن مهلة تسليم قتلة اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه انتهت، في الوقت الذي تسجل فيه استنفارات عسكرية من المجموعات الارهابية من جهة وحركة “فتح” من جهة أخرى، ويتخوف الكثيرون من بدء المعركة بصورة مفاجئة، وتحديداً في حال قيام المجموعات المتطرفة بهجوم مباغت على “فتح”.

اجتماعات عدة ومكثفة تحصل بين جميع القوى الفلسطينية في المخيم منذ انتهاء المهلة التي حددتها هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وأبرزها حركة “فتح” و”عصبة الأنصار” و”الحركة الاسلامية المجاهدة”، وكانت نتيجتها والهدف منها بحسب ما أشارت مصادر لموقع “لبنان الكبير”، العمل على حل كل المشكلات والخلافات للحفاظ على امن المخيم، وعدم الانجرار وراء من يسعون الى تخريبه وتوحيد صفوف الجميع.

وأعربت المصادر عن تخوفها من انفجار الوضع خلال الفترة القليلة المقبلة على اعتبار أنها حساسة لأن القتلة لم يسلموا أنفسهم، وهو ما سيؤدي الى احتقان النفوس أكثر واندلاع الاشتباكات من جديد، وقد تكون أعنف هذه المرة.

وأوضحت المصادر أن “الشباب المسلم” أو المجموعات المتطرفة أظهرت استعداداتها للدخول في جولة جديدة من الاشتباكات، وحركة “فتح” بدورها مستعدة للرد في حال الاعتداء عليها من جهة، وعلى استعداد لجلب المتورطين في عملية قتل العرموشي ورفاقه بالقوة في حال لم يتم تسليمهم من جهة أخرى، لافتة الى أنه على الرغم من انتهاء مهلة التسليم الا أن المفاوضات لا تزال مستمرة، ويقوم بها عدد من رجال الدين بالتعاون مع بعض القوى الاسلامية في المخيم لإقناع المتورطين بتسليم أنفسهم، لتجنب معركة جديدة دامية.

في المقابل، أشارت مصادر فتحاوية لـ “لبنان الكبير” الى أن الوضع في المخيم لا يزال كما هو، ولا أحد يعلم كيف ستصبح الأجواء في الأيام والساعات المقبلة، والأمر كله رهن التطورات، وأنهم ملتزمون بوقف اطلاق النار، ولن تكون الحركة هي من تبدأ المعركة، بل على العكس، ستبقى ملتزمة بتسهيل الأمور والجهود التي تبذل، لكنها شددت على ضرورة تسليم المشتبه بهم، مجددة التأكيد أن القرار اتخذ بإزالة كل المظاهر “الشاذة” من المخيم حفاظاً على أبنائه.

وكان أمين سر حركة “فتح” في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة أشار بعد اللقاء الذي ضم مجموعة من القوى الفلسطينية في سبيل توحيد الصفوف وحل كل المشكلات ومناقشة القضايا كافة في ما يخص الحادث الأمني عقب عملية اغتيال اللواء العرموشي ورفاقه وما تبعها من أحداث داخل المخيم، الى التوافق والتأكيد على وحدة الصف بين الحركة والقوى الاسلامية والتمسك بالاتفاق الذي حصل في السفارة الفلسطينية بتسليم القتلة إلى العدالة، من خلال اقتراح تعزيز القوة الفلسطينية المشتركة وتدعيمها، والتي تضم الفصائل كافة ووضع خطة ميدانية لجلب الارهابيين، الى جانب التوافق على ضرورة عودة الأهالي النازحين إلى منازلهم داخل المخيم وممارسة حياتهم الطبيعية وأن لا إشكال داخل المخيم بكل احيائه باستثناء حي التعمير الذي يأوي هذه المجموعات التكفيرية.

شارك المقال