عين الحلوة… لا تنازل عن جلب القتلة وتجنيبه معركة جديدة

حسين زياد منصور

لا تزال الأنظار مصوّبة نحو مخيم عين الحلوة، في ظل ضبابية الأحداث المنتظرة خلال الأيام المقبلة، مع تخوف أبنائه من جولة عنف جديدة تكون أصعب من سابقاتها، فالنفوس محتقنة بين المتطرفين الذين لم يسلموا المتورطين في جريمة اغتيال القائد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه، و”فتح” التي ترفض التنازل عن حقها بالاقتصاص من القتلة، وتسليمهم كي يلقوا جزاءهم. ومنذ أيام يحاول بعض العناصر الإرهابية جر “فتح” ومختلف القوى الفلسطينية الوطنية الموجودة في المخيم الى بدء المعركة، واستفزازهم، من خلال رمي قنابل بين الحين والآخر، ولكن من دون نتيجة، اذ تؤكد مصادر الحركة أنها لا تريد أن تكون من يطلق الرصاصة الأولى، وأنها ملتزمة بتسهيل مفاوضات التسليم، لتجنيب المخيم وأبنائه معركة أخرى.

لقاءات عدة تعقد منذ أيام منها بعيد عن الاعلام بين قيادات فلسطينية، أبرزها “فتح” و”حماس”، وقيادات أخرى منتشرة في مخيم عين الحلوة. هذه الاجتماعات وصفتها مصادر فلسطينية بأنها إيجابية على مختلف الصعد بحيث تناولت الأوضاع كافة، وخصوصاً وضع مخيم عين الحلوة، حيث لم تتدخل “حماس” في المعارك التي حصلت، وكان دورها إيجابياً في المفاوضات، الى جانب وضع خطط لطريقة تسليم المتهمين وتثبيت وقف إطلاق النار في المخيم.

وتشدد المصادر نفسها على أن جميع الأطراف والقوى الوطنية لا تزال عند موقفها الموحد، والالتزام بمقررات اجتماع السفارة الفلسطينية وهي تسليم القتلة، وفي حال عدم تسليمهم وضع خطة ميدانية لجلبهم.

في المقابل، في ظل إصرار “فتح” على جلب القتلة بالقوة في حال عدم تسليمهم، تشير مصادر فتحاوية الى أنهم لن يتنازلوا عن حقهم هذا، وفي الوقت نفسه يريدون الحفاظ على أمن المخيم واستقراره، والعمل على حصر الأزمة بالطوارئ والتعمير، حيث يوجد المجرمون ويسيطرون.

وتلفت المصادر الى أن الحركة مستعدة جيداً للمعركة، ولكنها تريد تحييد المخيم وتجنيبه أي حرب جديدة، فهم ملتزمون وقف إطلاق النار، بانتظار الوصول الى القرار المناسب لطريقة جلب الجناة.

وتفيد مصادر فلسطينية بأن القوى الاسلامية الموجودة في المخيم، لا تزال تفاوض من أجل تسليم قتلة اللواء العرموشي ورفاقه، لتجنيب المخيم جولة عنف جديدة، خصوصاً وأن الاجتماعات التي عقدت ركزت على تنفيذ ما اتفقت عليه هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان، من تسليم الجناة، وتحييد الأحياء التي لا تتضمن إرهابيين في المخيم، كي يتمكن الناس من العودة الى منازلهم وأعمالهم.

شارك المقال