هل يصمد وقف إطلاق النار طويلاً في عين الحلوة؟

حسين زياد منصور

على الرغم من اعلان الأمن العام اللبناني توصله الى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، بعد اجتماع ضم المدير العام للأمن العام بالانابة إلياس البيسري وممثلين عن الفصائل الفلسطينية وهيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، الا أن هذا لم يمنع خرقه باشتباكات متقطعة في بعض المحاور التي شهدت على مدى الأيام الخمسة الماضية معارك ضارية وطاحنة، بين المجموعات الاسلامية من جهة وحركة “فتح” من جهة أخرى،

أدت الى مقتل وجرح العديد من الأشخاص. وتشتد المعارك بين الطرفين بين الحين والآخر، خصوصاً عند محاور حطين وجبل الحليب ورأس الأحمر والبركسات والصفصاف.

وبحسب مصادر فلسطينية، فان “المعارك كانت خلال اليومين الماضيين شديدة وعنيفة، اذ استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، الى جانب أسلحة ثقيلة تستخدم للمرة الأولى في معارك المخيم”.

وعن العنف في هذه المعارك، قالت المصادر: “ان القوى الوطنية تسعى الى تطهير المخيم كي لا يبقى ملاذاً للمخربين والمجرمين والتكفيريين والخارجين عن القانون”. وتساءلت عن دور “الأونروا” في كل هذه المعارك التي تحصل لحماية المدنيين؟

اما مصادر حركة “فتح” فأكدت أن الحركة تلتزم بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه، لكن الارهابيين لم يلتزموا به، وهي لم تكن تريد أن تحصل هذه الاشتباكات والمعارك، حفاظاً على أمن المخيم وجواره، وعلى حياة الفلسطينيين واللبنانيين، لكن عدم تجاوب المجرمين مع المطالب بضرورة تسليم القتلة، أدى الى تفجر الأوضاع.

وشددت المصادر على أن “الحركة ملتزمة بكل الاتفاقات التي حصلت، والمجرمون يخرقون وقف إطلاق النار في كل مرة يحصل، والدليل ما حصل خلال الأيام الماضية، لذلك في أي لحظة من الممكن أن تعود المعارك وتشتعل وتشتد”، محمّلة القوى المتطرفة المسؤولية في كل شيء، بعد أن رفضت تسليم المطلوبين المتهمين باغتيال القائد أبو أشرف العرموشي ومرافقيه.

وأشارت الى أن الحركة لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار لكنها لن تتنازل عن حقها بالقصاص من القتلة والمجرمين.

ورأى متابعون لمعارك عين الحلوة أن ما يحصل هو لضرب القضية الفلسطينية وقدسيتها، ويفيد العدو الإسرائيلي ويصب في مصلحته.

وتمنى المراقبون أن يتواصل العمل الجماعي بين مختلف الفصائل الفلسطينية ان كانت إسلامية أو وطنية لإيجاد الحلول ووقف النزيف الذي يحصل، خصوصاً وأنه يضر الفلسطينيين واللبنانيين، مؤكدين وجود تعاون وتنسيق منذ أسابيع بين مختلف القوى الفلسطينية والقوى الأمنية اللبنانية والفعاليات للوصول الى وقف إطلاق النار لاستعادة أمن المخيم وحفاظاً على أرواح أبنائه.

وخلال هذه المعارك على مدى الأيام الماضية تساقط الرصاص بصورة عشوائية خارج نطاق المخيم، وطال بعض المناطق والأحياء في صيدا، فضلاً عن القذائف التي سببت أضراراً عدة وأبرزها التي طالت المراكز الأمنية في صيدا، واصابة عدد من عسكريي الجيش اللبناني. كما أدت هذه المعارك الى حركة شبه مشلولة في المدينة في بعض الأوقات، الى جانب اقفال الدوائر والادارات الرسمية فيها.

شارك المقال