هل يدعو بري الى حوار بمن حضر بعد جرعة دعم لودريان؟

هيام طوق
هيام طوق

يواصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جولته على المسؤولين اللبنانيين وسط الكثير من التحليلات والقراءات حول حقيقة مسعاه الجديد، إذ يقول البعض انه يتقاطع مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية، وما أعرب عنه بالأمس من دعمه لهذه المبادرة، وأمله في أن تكون بداية مسار الحل خير دليل على ما يحمل في جعبته من توجهات حتى ان بعض النواب الذين التقوا لودريان، خرجوا بخلاصة أنه يريد الحوار وأن لا حلّ الا باللجوء اليه. فيما يرى آخرون أنه لا بد من انتظار ما سيعلنه الموفد الفرنسي بعد انتهاء جولته مع العلم أن السفارة الفرنسية سارعت أول من أمس الى اصدار بيان هو الأول عن مهمة لودريان بعد بدء ولاية السفير الفرنسي الجديد هيرفيه ماغرو في بيروت، ولم يتضمن أي إشارة الى موضوع أو اقتراح الحوار خلافاً للكلام المحلي، ما يبدد الترويج عن تطابق مهمته مع مبادرة رئيس المجلس. وهناك من يؤكد أن لودريان لم يدعُ الى إجراء حوار يسبق الانتخابات الرئاسية كما تردد، بل يحاول قدر الامكان تقريب وجهات نظر الأطراف المعنية من بعضها البعض، واستخلاص المواقف المتقاربة التي يمكن أن تشكل القواسم المشتركة للبناء عليها، والانطلاق منها للمباشرة بإيجاد الحلول لأزمة الانتخابات الرئاسية.

وفيما أكد الرئيس بري أن مبادرته لم تنتهِ و”لا بديل من الحوار الذي يصب في مصلحة الجميع وسيكون لبنان كله الرابح اذا نجحنا في اتمام استحقاق الرئاسة الأولى”، قال النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقائه الموفد الفرنسي في كليمنصو انه يفضل “وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”، مشيراً إلى أن “بعض الفرقاء المحليين لا يريد حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.

على أي حال، الساعات المقبلة ستحدد مدى التقاطع أو التباعد بين مبادرتي لودريان وبري، كما ستكشف الى أين يتجه الملف الرئاسي خصوصاً أن البعض يربطه بالتطورات الاقليمية والدولية لناحية السلبية والايجابية مع العلم أن الملف الرئاسي سيكون بنداً أساسياً في اجتماع تعقده اللجنة الخماسية على مستوى وزراء الخارجية على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك وسط حديث عن تراجع الدور الفرنسي في المسعى الرئاسي لصالح الدور القطري في المرحلة المقبلة.

في هذا الوقت، هناك من يرجح أن يحصل الحوار بمن حضر طالما أن الأكثرية تؤيده وانطلاقاً من أن البديل عنه الذهاب نحو المجهول والانهيار والفوضى على الرغم من أن لا تواريخ محددة حتى الآن بانتظار نتائج المساعي والاتصالات، لكن ماذا لو جرى الحوار بمن حضر خصوصاً بعد جرعة دعم لودريان؟

أشار النائب أديب عبد المسيح الى أن “الرئيس بري أكد لنا الأسبوع الماضي أنه لن يجري أي حوار اذا لم تشارك فيه كل الأطراف، لكن هل تغيّرت الأمور بعد جولة لودريان على المسؤولين؟ لا نعلم”، وقال: “في حال اتفقت الأكثرية على الحوار، وعلى اسم الرئيس المقبل، يعني أننا سنذهب الى جلسة انتخابية بحيث تصبح هذه الأكثرية قادرة على ايصال رئيس الى القصر الجمهوري، فيما نحن نكون في طرف المعارضة. هذه هي الحياة الديموقراطية. واذا لم يتفقوا في الحوار على رئيس، فسنذهب أيضاً الى جلسة انتخاب. نحن يهمنا أن يسير الاستحقاق الرئاسي في مساره الدستوري، ولا نتحول من دولة قانون ودستور الى دولة حوار حول الرئيس”.

وشدد على “أننا نريد المشاركة بنجاح، والنجاح يكمن في ضرورة التوجه الى جلسة لانتخاب الرئيس”.

ورأى النائب وضاح الصادق أن “هناك صعوبة في اجراء الحوار من دون الفريق المسيحي، لكن الى اليوم لا نعرف إن كان التيار الوطني الحر سيشارك في الحوار. الرئيس بري تحدث عن الحوار، لكن الى اليوم، لم يدعُ النواب اليه، ولودريان يروّج لهذا الحوار بعكس بيان اللجنة الخماسية”، سائلاً: “هل لا تزال فرنسا من الدول الخمس؟ هل هناك من خلاف داخل هذه اللجنة التي دعت في بيانها الى تطبيق الدستور بينما لودريان يدعو الى الحوار الذي يحل محل الدستور؟ وفي حال ذهبنا الى الحوار لانتخاب الرئيس، هل نذهب الى حوار أيضاً لانجاز الاستحقاقات الأخرى من رئاسة الحكومة الى تعيين موظفي الفئة الأولى في الدولة؟”.

وشدد على “أننا نريد اعادة تفعيل عمل المؤسسات، وتطبيق الدستور واتفاق الطائف. اذا أرادت أكثرية الكتل النيابية المشاركة في الحوار، فهذا حقها، لكن نحن مع الحوار بين النواب خلال الدورات المتتالية في جلسة انتخاب الرئيس، اما الحوار المسبق فلن نشارك فيه”.

واعتبر أن “الحوار لو حصل بمن حضر يكون الرئيس بري قرّر السير من دون فريق أساس في البلد. فلينتخب الرئيس بغض النظر عن الاسم وفق الدستور، ونحترم النتيجة، ونكون في المعارضة وهم في الحكم لأننا لن نشارك كما في السابق لا في حكومة وفاق وطني ولا برئيس توافقي ولا برئيس حكومة بالتوافق، هذا ما خرب لبنان. علينا الالتزام بالدستور والقانون”.

وقال مصدر مقرب من “الثنائي الشيعي” : “ان الدعوة الى الحوار دائمة عند الرئيس بري، ودعا سابقاً اليه كمخرج للوصول الى انتخاب الرئيس أما اجراء الحوار بمن حضر، فالرئيس بري حسب المعطيات الماضية رفض الحوار في غياب الطرف المسيحي الأساس كالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر”. أضاف: “من الواضح أن هناك تزايداً في عدد الكتل والنواب الذين سيشاركون في الحوار، لكن القوات لا تزال رافضة، والتيار لم يقدم جواباً واضحاً. علينا الانتظار بعد جولة لودريان لنعرف آراء كل الأطراف خصوصاً أن الموفد الفرنسي شدد خلال كل لقاءاته على أن لا مخرج الا بالحوار”.

ولفت الى أن “الحوار لن يحصل في حال غابت الكتلتين المسيحيتين الكبريين، اما اذا شارك التيار ولم تشارك القوات، فيجري الحوار”.

وتحدث عن دور الموفد القطري في المرحلة المقبلة، متسائلاً: “هل يحمل الأجندة الفرنسية عينها أو يحمل طرحاً آخر؟”. وأشار الى أن “الدور الفرنسي أصبح أقل قوة أمام الدورين القطري والأميركي في لبنان. الموفد الفرنسي الى اليوم لم يصل الى نتيجة، ولا يملك أي جديد، وبالتالي، سنرى ما يقترحه القطريون الذين يتمتعون بقدرة أكبر على التواصل مع كل الأطراف، وهم على علاقة جيدة مع كل الدول. والسؤال اليوم: هل يكون لقطر القدرة على تغيير المواقف في الداخل اللبناني أو تغيير أرضية أو واقع؟”.

شارك المقال