إسرائيل “نمر من ورق” والمقاومة تعد بمفاجآت في المواجهة

حسين زياد منصور

“طوفان الأقصى” عملية “الحلم” الخاطفة، التي أكدت مقولة أن “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”. منذ 50 عاماً لم يشهد العرب انكساراً للعدو الاسرائيلي، وهذه اللحظة انتظرها العرب منذ حرب تشرين، أو حرب أكتوبر كما تعرف في مصر، والتي كانت بدايتها خاطفة، وأفقد الجيشان المصري والسوري إسرائيل السيطرة، ليتغير بعد أيام مسار الحرب.

وبالاستراتيجية نفسها المباغتة والمفاجئة، تمكنت “كتائب القسام” ومعها مجموعة من فصائل المقاومة الفلسطينية من كسر هيبة الجيش الاسرائيلي، وأظهرت الضياع والضعف لديه ولدى أجهزته الأمنية والاستخباراتية، بعد أن تمكنت من اختراق كل دفاعاته والسيطرة على قيادة فرقة غزة الصهيونية وأسر عدد كبير من الضباط والجنود والاسرائيليين.

على الرغم من هذه العملية البطولية والمشرفة، الا أن غزة ولليوم الخامس على التوالي، تحت رحمة غارات الطائرات الاسرائيلية التي توسع استهدافها للقطاع، من مبانٍ سكنية ومدارس ومنازل ومخيمات، غير آبهة بما يحصل أو كيف ستكون نتيجة ذلك.

“لبنان الكبير” أجرى اتصالات بعدد من القيادات الفلسطينية للوقوف على مواقفها وقراءتها لـ”طوفان الأقصى”، وما هو حال غزة الآن.

بركة: المجازر ترتكب بضوء أخضر أميركي

عضو قيادة حركة “حماس” في الخارج علي بركة أوضح أن “المقاومة الفلسطينية شنت هجوماً كبيراً على مستوطنات غلاف غزة وعلى قوات جيش الاحتلال المحاصرة لقطاع غزة، وتمكنت من السيطرة على قيادة فرقة غزة الصهيونية وأسرت عدداً كبيراً من الضباط والجنود وقتلت آخرين منهم”.

وأكد أن “جيش الاحتلال فشل أمام رجال المقاومة الفلسطينية ويتجه الى الاستقواء على المدنيين الفلسطينيين في محاولة لاستعادة صورته وهيبته، وظهر هذا الكيان الغاصب بأنه نمر من ورق”.

وحمّل بركة “الادارة الاميركية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن المجازر التي ترتكب الآن في قطاع غزة، لأن هذه المجازر ما كانت لترتكب لولا الضوء الأخضر من الادارة الأميركية التي أمدّت هذا الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة وجلبتها له من مستودعاتها في الأردن”، مطالباً “كل الدول العربية بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني”.

ولفت الى أن “عملية طوفان الأقصى ما كانت لتحصل لولا تمادي العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى المبارك، وعلى أهالي القدس والضفة الغربية المحتلة، فهذه العملية جاءت لكسر الحصار عن قطاع غزة ومن أجل حرية الأسرى الأبطال”.

وعن الأسرى، أشار بركة الى وجود 5 آلاف أسير في سجون الاحتلال، مضى على بعضهم أكثر من 40 عاماً في الأسر، لافتاً الى “أننا وعدنا الأسرى بأن نفرج عنهم وها هي المقاومة تفي بوعدها، العدو الصهيوني رفض سابقاً صفقة تبادل مع ما لدينا من أسرى سابقين في حرب سابقة، ولكن الآن الغلة أصبحت كبيرة ونستطيع أن نفرض شروطنا على هذا الاحتلال”.

وفي ما يتعلق بتوسع المعارك، قال: “المعركة قد تتوسع وتطول، نحن وضعنا كل السيناريوهات المحتملة، ومستعدون لأن نواجهها كلها، ولا نخشى لا التهديد الأميركي ولا الاسرائيلي ولا الهجوم البري على قطاع غزة، وسابقاً حاولت الحكومات الاسرائيلية وحكومة (بنيامين) نتنياهو السابقة أن تجتاح قطاع غزة وفشلت، فهناك رجال أشداء يدافعون عن قطاع غزة التي ستكون ان شاء الله مقبرة للغزاة ولجيش الاحتلال الصهيوني”.

وتوجه بركة برسالة الى نتنياهو الذي يهدد باجتياح غزة، بأن “عليه أولاً أن يستعيد المواقع والقواعد والمستوطنات التي خسرها في هذه المعركة قبل أن يفكر في الدخول الى قطاع غزة”، موضحاً أن “حركة حماس في العملية البطولية يوم السبت لم تستخدم عدداً كبيراً من المقاتلين، اذ ان الذين عبروا الحدود هم أقل من 200 مقاتل من قوات النخبة من كتائب الشهيد عز الدين القسام وغيرها من الفصائل المقاومة، والعدو انهار أمام عدد قليل من رجال المقاومة، فكيف اذا دخل كل رجال المقاومة الى هذه المعركة؟ والجميع يعلم أن كتائب القسام يلغ عددها 40 ألف مقاتل”.

وأكد بركة “وجود مفاجآت عديدة تخبئها القسام وفصائل المقاومة، وهذه المعركة نيابة عن الأمة، ورسالة الى كل المطبعين العرب بأن يوقفوا التطبيع مع هذا الكيان الزائل، ويراهنوا على المقاومة الفلسطينية التي هي طليعة هذه الأمة ورأس حربة في معركة التحرير القادمة”.

أبو السعيد: غزة تتعرض لإبادة جماعية

وشدد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة “فتح” في قطاع غزة جمال عبيد أبو السعيد على أن “موقف حركة فتح من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واضح وثابت، وظهر ذلك من خلال البيانات وعلى لسان الرئيس محمود عباس أيضاً”. وقال: “أولاً نحن كفلسطينيين نقوم بعمليات الدفاع عن النفس، والمشكلة الرئيسة هي مشكلة الاحتلال الاسرائيلي، وبقاؤه جاثماً على صدر الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً حتى الآن، ونحن كفلسطينيين لا نقوم بالفعل، بل برد الفعل عن جرائم الاحتلال التي ترتكب في القدس وجنين ونابلس وفي كل المدن والمحافظات الفلسطينية والضفة وقطاع غزة”.

أضاف: “نحن نمارس حقنا الطبيعي في الدفاع عن أنفسنا كفلسطينيين، فما يحصل عدوان بربري على شعبنا، وقطاع غزة يتعرض لحرب ابادة جماعية ومجازر تنفذ وشهداء يرتقون بالعشرات، كما حصل في مخيم جباليا وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج، ويضم ما يزيد عن 300 ألف لاجئ فلسطيني”.

وأكد أن “الاحتلال الاسرائيلي ينفذ مجازر ومذابح جماعية بحق الشعب الفلسطيني، أمام صمت المجتمع الدولي وعجزه والذي يمثل بصمته غطاء للعدوان، وبالتأكيد نحن كفلسطينيين موحدين في الميدان في مواجهة العدوان الاسرائيلي”، لافتاً الى أن “الرئيس محمود عباس يبذل جهداً كبيراً من أجل وقف العدوان، وفي النهاية ستنتصر الارادة الفلسطينية وينهزم الاحتلال الاسرائيلي، وينال الشعب الفلسطيني حريته مهما طال الزمن أو قصر”.

أبو الغزلان: لا تزال كلمة المقاومة هي العليا

أما أمين سر العلاقات في حركة “الجهاد الاسلامي” في لبنان هيثم أبو الغزلان فرأى أن “ما يحصل في قطاع غزة هو نتيجة طبيعية لرد الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني والمقدسات، وما حصل أفقد العدو الصهيوني ومنظومته الأمنية التوازن”، معتبراً أن “ما يحصل الآن في قطاع غزة نقطة تحول في مسار عمل المقاومة الفلسطينية”.

وقال: “نستطيع أن نقول بكل قوة واقتدار ان المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس وكتائب القسام وكل المقاومين الآخرين سجلت فصلاً جديداً من فصول المقاومة والكرامة والعزة لهذا الشعب الفلسطيني ولهذه الأمة، وما يحصل من تصدٍ بطولي وجهاد وعمليات هجومية من المقاومين هو الأمر الطبيعي ضد الاحتلال الصهيوني ونصرة للمسجد الأقصى المبارك ولأحرار فلسطين وللأسرى الأبطال”.

وأكد أن “المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات، وستواصل هذه المواجهة وهذه الحرب بكل قوة واقتدار، المفاجأة كانت مذهلة ومهولة على العدو الصهيوني وأفقدته قدرة السيطرة، نتنياهو يعاني العديد من المشكلات الداخلية ويحاول أن يسيطر على الوضع، لكن لا تزال كلمة المقاومة هي العليا، وصواريخها تصل الى تل أبيب والقدس والى كل مناطق غلاف قطاع غزة، ولا يزال مجاهدوها يخوضون مواجهات في العديد من النقاط ومواقع العدو الصهيوني”.

وأشار أبو الغزلان الى أنهم يدركون أن “ما يقوم به العدو هو تدمير منهجي للمناطق في قطاع غزة، وأن استخدامه للطيران ضد المدنيين الفلسطينيين وعدم قدرته على وقف صواريخ المقاومة، لن يجعله يتوقع ما تحمله الأيام المقبلة من مفاجآت في المواجهة”.

شارك المقال