حاملة الطائرات “جيرالد فورد”… دعم لاسرائيل ورسالة ردع لخصومها

آية المصري
آية المصري

لا تزال عملية “طوفان الأقصى” في وتيرة متصاعدة، تحصد معها آلاف القتلى والجرحى وتهجر السكان من منازلهم في المناطق الفلسطينية ولا سيما في غزة التي تدكها الصواريخ والقذائف الاسرائيلية بصورة متواصلة. وازدادت الأوضاع توتراً على الحدود اللبنانية – الفلسطينية خصوصاً بعدما قصف “حزب الله” عدداً من المراكز والمواقع الاسرائيلية، وبالتالي باتت المشهدية تقتصر على القصف ورد القصف بين الطرفين.

أما اللافت فهو وصول حاملة الطائرات “جيرالد فورد” إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق أنه سيقدم مساعدة أميركية إضافية الى اسرائيل، فيما أشارت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الى تقديم ذخائر ومعدات لاسرائيل وتعزيز القوات الأميركية في الشرق الأوسط رداً على الهجمات التي تشنها حركة “حماس”. فما هي الرسالة من وراء حاملة الطائرات؟ وما أهميتها العسكرية ودورها في المعركة الدائرة؟

الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع رياض قهوجي رأى في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “هذه الحاملة تظهر الدعم الأميركي لاسرائيل في هذه المرحلة، ولتكون رسالة ردع للجهات التي تفتح جبهات أخرى أي حزب الله وايران”.

وأوضح أن “هذه الحاملة والقوة الضاربة مجهزة بمنظومات ايدجس، أي منظومات الدفاع الصاروخي ضد الصواريخ الباليستية أو الجوالة، وفي حال توسعت الجبهات، وباتت هناك أطراف تطلق هذه الصواريخ على اسرائيل، فحاملة الطائرات هذه تساعد منظومة الدفاع الاسرائيلية، ففيها أكثر من 80 طائرة هجومية جاهزة لتقديم إسناد جوي اذا ما دعت الحاجة، وهذا الهدف الأساس من هذه الحاملة والسفن”.

أما بشأن بدء عملها، فأكد قهوجي أن “الجبهة في حال فتحت بصورة فعلية وأصبحنا نرى مئات الصواريخ تخرج من سوريا ولبنان مثلما شهدناه في حرب تموز 2006 سيبدأ دور الحاملة. أما فعلياً ضمن ما يجري اليوم على الحدود من مناوشات محدودة يومياً فلن يجعلها ذلك تبدأ بعملها”.

واعتبر أن “الأوضاع مضبوطة على الحدود الجنوبية حتى هذه اللحظة، وكل الحراك الذي يحصل يوضح للمراقبين أنه ضمن معايير محددة وتتجنب التصعيد”.

أما الكاتب والباحث صقر أبو فخر فأشار الى أن “الرئيس الأميركي جو بايدن قال انه لن يشارك في أي عمليات ميدانية، الا اذا تعرضت إسرائيل لأي هجوم من الشمال، حينها ستشارك حاملة الطائرات في العمليات الميدانية، وهذه الحاملة بمثابة دعم لاسرائيل من ناحية وتهديد لخصومها من ناحية أخرى، كما أنها إنذار جدي وليس بتخويف لحزب الله وإيران، وناقلة الأسلحة ستسلم ذخائر وصواريخ لاسرائيل. وما دامت الاشتباكات بحدود ما نراها اليوم، من قصف ورد على القصف حتى لو سقط ضحايا لن تتحرك حاملة الطائرات هذه، أما اذا اتسع نطاق القتال وفتحت جبهة من جنوب لبنان، فيصبح المؤكد حينها أنها ستبدأ بعملها”.

ولفت الى أن “البعض يتذكر نيوجيرسي في لبنان عام 1983 عندما أتت كانت تقصف مقابل رأس بيروت، بحيث كانت العاصمة تهتز كلها، وتساقطت قذائفها في أماكن خالية ولم تقم بشيئ أساس غيّر مجرى الحرب أو موازين القوى”. وقال: “لا أعلم إن كانت هذه الحاملة ستغيّر في موازين القوى في حال تدخلت، ومن الصعب أن نحكم على الموضوع لأننا لا نعلم قدراتها القتالية وماذا ستفعل، وبرأيي في العلم العسكري الميدان البري هو من يحسم في نهاية المطاف، لأن الطائرات ُتدمر وتقصف وتُوقع خسائر كبرى لكن من يحسم هو البر، أي الدبابات والمشاة، وفي حال بقيت الاشتباكات عند حدود الرد ورد الفعل، ستقتصر الأمور على هذه الحدود”.

وعن احتمال خوض لبنان حرباً جديدة مع إسرائيل، أعرب أبو فخر عن اعتقاده أن “الأوضاع لا تزال مضبوطة على الحدود لأن صاحب القرار في القصف المدروس يحسبها من نقاط كثيرة، وحزب الله مضطر للقيام بهذه الحسابات، لأنها تنعكس على وضعه كحزب لبناني من جهة، والعبء الأكبر العسكري سيصبح على جمهوره الذي سيتحمله اللبنانيون بالدرجة الأولى وأهالي الجنوب بالدرجة الثانية، والبلد عموماً ولذلك يحسبها منيح منيح”.

شارك المقال