القصف الكثيف يتواصل على جنوب غزة وحشود على مراكز المساعدات

لبنان الكبير

دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” يومها السابع والستين، فيما يواصل الجيش الاسرائيلي اليوم الثلاثاء قصفه العنيف على قطاع غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة. وخلال الليل أشارت حركة “حماس” إلى اشتباكات عنيفة في وسط قطاع غزة فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بمقتل 12 شخصاً وإصابة “العشرات” إثر غارة جوية في رفح في جنوب القطاع.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت مساء الاثنين في كلمة بثها التلفزيون: “حركة حماس على شفير التفكك والجيش الاسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها”.

وأكد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي من خان يونس “استسلام أشخاص (…) يسرع في نجاحنا وهذا ما نريده: التقدم بسرعة”، موضحاً أن الجيش “يكثف” عملياته في جنوب القطاع مع تعزيز وجوده في الشمال.

ووفقاً لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، أدى القصف الاسرائيلي الى مقتل 18205 أشخاص، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال. فيما أعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين أنّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت إلى 104 فيما أُصيب 582 آخرين.

“مروع وكارثي”

وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الوضع في غزة مساء الاثنين بأنه “كارثي ومروع” مع دمار “أكبر” نسبياً مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.

وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت جراء الحرب في قطاع غزة حيث نزح 1,9 مليون شخص، أي 85 بالمئة من سكان القطاع. وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الاثنين “لا مكان آمن فعلاً في قطاع غزة، حتى مباني الأمم المتحدة (…) تعرضت للقصف”.

أضاف: “يزيد عدد الأشخاص الذين لم يأكلوا منذ يوم أو اثنين أو ثلاثة (…) الناس يفتقرون إلى كل شيء”.

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) الى أن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول “يواجهون ظروفاً كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل الملاجئ وخارجها”.

أضاف: “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوصاً عندما تسبب الأمطار فيضانات.

وقالت سمر شلهوب البالغة 18 عاماً: “لا نظافة ولا غذاء ولا مياه، لا نحصل على الفوط الصحية وعلينا أن نستخدم قطع القماش”.

وروت النازحة أم محمد الجبري (56 عاماً) التي تقيم حالياً في منزل أخيها في رفح والتي خسرت سبعة من أبنائها في ضربة ليلية على منزلها لوكالة “فرانس برس”: “كل شيء راح. بقي لي أربعة أولاد وبنات من أبنائي الـ11. جئنا من غزة وهربنا لخان يونس ثم نزحنا إلى رفح. هذه الليلة، قصفوا البيت الذي نحن فيه ودمّروه. قالوا إنّ رفح ستكون آمنة. لكنّ العكس هو الصحيح، فرفح فيها قصف ولا مكان آمن”.

مساعدة من دون وقف النار؟

ناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الانسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الاسرائيلية أنها تريد الاشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.

وأعلن الجيش الاسرائيلي مساء الاثنين إقامة نقطتي تفتيش إضافيتين لتفتيش الشاحنات قبل دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر ما سيؤدي بحسب قوله إلى “مضاعفة” كميات المساعدات التي تدخل.

وأتى هذا الإجراء قبل اجتماع خاص الثلاثاء للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الانساني في غزة بعد الفيتو الأميركي الجمعة على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني”.

وقد تصوّت الجمعية التي تصدر قرارات غير ملزمة، على مشروع قرار يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” و”الافراج الفوري وغير المشروط” عن كل الرهائن.

وقال جون كيربي الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: “لا زلنا لا نؤيد وقفاً لإطلاق النار لأن ذلك سيترك السيطرة لحماس في قطاع غزة لكننا ندعم بشكل مطلق هدنات إنسانية إضافية”.

و”الهدنة الانسانية” هو التعبير المستخدم في نهاية تشرين الثاني لوصف هدنة استمرت أسبوعاً في قطاع غزة أتت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية سمحت بدخول المزيد من المساعدات والافراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية.

هجوم في البحر الأحمر

وتستمر الحرب في غزة في رفع منسوب التوتر في المنطقة ولا سيما في البحر الأحمر وعلى طول الحدود اللبنانية – الاسرائيلية وحتى سوريا والعراق مع هجومين جديدين على القوات الدولية.

وأصاب صاروخ أطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن ناقلة النفط “ستريندا” التي تنقل مواد كيميائية وترفع علم النروج قبالة سواحل اليمن من دون أن يسفر الهجوم عن ضحايا بحسب الجيش الأميركي.

ويأتي هذا الهجوم بعدما هدد المتمرّدون اليمنيون السبت بمنع مرور السفن المتوجّهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال أغذية وأدوية إلى قطاع غزة. وبعيد ساعات من هذا التهديد، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين أطلقتا من اليمن وكانتا متجّهتين نحوها.

وبعد تبادل جديد للقصف الاثنين بين إسرائيل و”حزب الله” بحث عضو حكومة الحرب الاسرائيلية بيني غانتس مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في “الهجمات المتزايدة” لـ “حزب الله” وحاجة إسرائيل “إلى القضاء على هذا التهديد”.

في موازاة ذلك، أعربت الحكومة الأميركية عن “قلقها” إزاء معلومات نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” ومفادها أن إسرائيل استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض من صنع أميركي خلال ضربات في لبنان في تشرين الأول.

شارك المقال