إسرائيل تقلّص قواتها في غزة مع تكثيف الضربات بالطائرات والدبابات 

لبنان الكبير

أعلن سكان جنوب غزة أن إسرائيل كثفت الضربات بالطائرات والدبابات خلال الليل، بعد أن أعلنت عن خطط لسحب بعض القوات في خطوة قالت الولايات المتحدة إنها تشير إلى تحول تدريجي إلى عمليات أقل كثافة في شمال القطاع.

وتقول إسرائيل إن الحرب في غزة، التي حولت معظم مناطق القطاع إلى أنقاض وأودت بحياة الآلاف وزجت بسكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في كارثة إنسانية، لا تزال أمامها شهور كثيرة، لكنها أشارت إلى مرحلة جديدة في الحرب، إذ قال مسؤول يوم الاثنين إن الجيش سوف يقلص قواته في غزة هذا الشهر وينتقل إلى مرحلة تستمر لشهور من عمليات “التطهير”.

وأشار المسؤول الاسرائيلي الى أن تقليص عدد القوات سيسمح لبعض جنود الاحتياط بالعودة إلى الحياة المدنية ما يدعم الاقتصاد الاسرائيلي المتضرر من الحرب، مع توفير وحدات تحسباً لنشوب صراع أوسع في الشمال مع “حزب الله”.

وأعلن مسؤول أميركي يوم الاثنين أن قرار إسرائيل سحب بعض قواتها من غزة هو بداية تحول تدريجي فيما يبدو إلى عمليات أقل كثافة في شمال القطاع الفلسطيني.

وتحث واشنطن إسرائيل على خفض كثافة العملية العسكرية وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع تزايد عدد القتلى. لكن سكاناً قالوا إن الطائرات والدبابات الاسرائيلية كثفت الضربات في المناطق الشرقية والشمالية في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وجاءت التلميحات بخفض كثافة العملية العسكرية في شمال غزة في الوقت الذي أعلنت فيه البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات “جيرالد آر. فورد” ستعود إلى قاعدتها الأصلية في فرجينيا تاركة شرق البحر المتوسط بعد أن جاءت لدعم إسرائيل في أعقاب اندلاع الحرب.

وفي الوقت نفسه ذكرت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية الايرانية للأنباء يوم الاثنين أن المدمرة البحرية الايرانية “ألبرز” دخلت البحر الأحمر، مع تصاعد التوترات في الممر المائي المهم وسط هجمات يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران والذين يدعمون حركة “حماس”.

وهزت نيران المدفعية المتبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل منطقة الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارة جوية يوم الاثنين.

وقال المسؤول الإسرائيلي: “لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الأشهر الستة القادمة هي مرحلة حاسمة”.

وينطوي أي تصعيد جديد على مخاطر نشوب حرب أوسع نطاقاً في المنطقة. وتتعرض القوات الأميركية بالفعل لهجمات من جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في سوريا والعراق ولبنان.

وقالت ليان حرارة (11 عاماً) في رفح: “أمنيتي لعام 2024 هي ألا نموت… لقد انتهت طفولتنا. لا يوجد حمام ولا طعام ولا ماء. فقط خيام. لا يوجد مكان آمن. لا يوجد شيء. أمنيتنا هي العودة إلى منازلنا”.

الدبابات تنسحب

وذكر سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في الجزء الشمالي من القطاع حيث تَركز الهجوم الاسرائيلي في البداية، أن الدبابات انسحبت بعد ما وصفوها بأنها أعنف 10 أيام من الحرب منذ بدء الصراع.

وأكد ناصر، وهو أب لسبعة أطفال يعيش في حي الشيخ رضوان، أن الدبابات كانت قريبة جداً. وكان السكان يرونها أمام المنازل ما جعلهم غير قادرين على الخروج لملء المياه.

وأشار سكان إلى أن الدبابات انسحبت أيضاً من حي المينا بمدينة غزة وأجزاء من حي تل الهوى، بينما بقيت في بعض المواقع في الحي الذي يشرف على الطريق الساحلي الرئيس في القطاع.

وقالت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” يوم الاثنين: “فجّرنا حقل ألغام بقوة إسرائيلية خاصة بعد دخولها الى موقع الخليل العسكري شرق حي التفاح بمدينة غزة، ونؤكد مقتل 15 جندياً في العملية”.

وأوضح سكان أن الدبابات بقيت في مناطق أخرى شمال غزة، واستمر القتال في مناطق وسط القطاع بلا هوادة، مشيرين إلى توغل الدبابات في أجزاء من مخيم البريج وسط غزة.

وأظهرت “حماس” أنها لا تزال قادرة على استهداف إسرائيل بعد أكثر من 12 أسبوعاً من بدء الحرب إذ أطلقت وابلاً من الصواريخ على تل أبيب.

“يجب تدمير حماس”

وتسعى قطر ومصر الى التفاوض من أجل الاتفاق على هدنة جديدة وتحرير الرهائن.

وقال آفي ديختر العضو في مجلس الوزراء الأمني الاسرائيلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): “لن تنتهي الحرب من دون تدمير البنية التحتية الارهابية لحماس وقدراتها على الحكم”.

وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت بأن إسرائيل سيتعين عليها السيطرة بصورة كاملة على حدود قطاع غزة مع مصر، وهي منطقة مكتظة الآن بالمدنيين الفارين من القصف العنيف في أنحاء القطاع. ومثل هذه الخطوة ستمثل بحكم الأمر الواقع تراجعاً عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، ما يثير تساؤلات جديدة بشأن مستقبل القطاع وآفاق إقامة دولة فلسطينية.

وأعلنت واشنطن أنه يتعين على إسرائيل السماح لحكومة فلسطينية بالسيطرة على غزة عندما ينتهي الصراع.

شارك المقال