قاضي التربية: أنا أو لا أحد… و”High Level” في التسلط

حسين زياد منصور

يبدو أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “مش موفق” ببعض الوزراء الذين سمّاهم في حكومته منذ تشكيلها، ان كان وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، أو بقية الوزراء من الداخلية الى الاقتصاد، وصولا الى وزير التربية القاضي عباس الحلبي.

مشكلات الحلبي كثيرة في وزارة التربية منذ اعتلائه هذا المنصب، إن كان الفشل في إطلاق العام الدراسي باكراً أو المعركة الضخمة التي خاضها ضد الأساتذة حارماً إياهم من مستحقاتهم، عبر تأديبهم وحسم رواتبهم أو نقل بعضهم من مراكز الى أخرى، الى جانب العديد والعديد من القرارات “التعسفية”.

تركيب ملف لأمل شعبان ليست الفضيحة أو المشكلة الأولى التي يسير فيها “قاضي التربية”. ما حصل مع أمل شعبان، واضح وضوح الشمس بأنه اعتداء وتركيب ملفات لعزلها من منصبها، بغية تمرير معادلات العراقيين من دون أي سؤال واستفسار.

الى جانب كل ذلك لا يمكن نسيان قصته الشهيرة مع رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين الدكتورة نسرين شاهين، والتي انتصر لها القضاء، لكنه لم يلتزم بما صدر.

المتسلط

مصادر متابعة لعمل الحلبي في جلساته وجولاته توضح أنه منذ وصوله الى منصب وزير التربية، كان يتنمر على الوزير السابق طارق المجذوب من باب أن الجميع كان يعاني معه، وهذا ما قاله في احدى الحلقات التلفزيونية التي كان ضيفها، على الرغم من أن المجذوب لم “يبطش” بالأساتذة والعاملين ومن كان يتعامل معهم كما يفعل هو الآن. وكان يقول أيضاً انه بعكس المجذوب، أي متعاون، وفي بداية مسيرته كان يفتح أبوابه ويستقبل الجميع.

تضيف المصادر: “للأسف سرعان ما تبين عكس ذلك، فكيف لقاضٍ ومصرفي أن يدير وزارة التربية؟ وهنا نتحدث عن 3 حقول مختلفة. أنا بحكي وكلمتي بتمشي… والجميع يستمع الي وممنوع على أحد أن يناقش، هذا هو فكر الحلبي الذي تبين فيما بعد مع العلم أنه كان يقول سيعمل بمهنية ليتبين عكس ذلك”.

وتصف المصادر واقع العمل مع الحلبي بالقول: “كل ما انت بتسمع الكلمة bravo وكلما بتناقش وتعترض وتعارض فأنت عدوي وخصم”.

وتذكر المصادر بحادثة الأستاذة نسرين شاهين، وحادثة أخرى عن طبيب في “مستشفى عين وزين” طرد بقرار تعسفي والذي تسبب له بالطرد هو الحلبي، مع العلم أن الطبيب عاد وانتصر له مجلس شورى الدولة، ولم يعد لينفذ الحكم.

الحلبي عنده “High Level” في التسلط فضلاً عن عدم امتثاله للمرجعية التي أدخلته الوزارة، ولم يعرها أي اعتبار أي الحزب “التقدمي الاشتراكي”.

من لا يعرفه يجهله

رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين الدكتورة نسرين شاهين تحكي عن تجربتها مع الوزير منذ البداية، وتقول: “وقعنا في مطبات عديدة معه خصوصاً عندما نسأل ونستفسر عن حقوقنا كأساتذة، فوراً يبدأ بالتهديد والتهويل ومنذ البداية كان هذا هو أسلوبه، ويسعى الى استقدام الأشخاص المقربين منه والذين يعرفهم”.

وتضيف: “تجاربي النقابية معه والتي حوّلها الى شخصية تبين أنه قاضٍ لا يحترم القانون، وزير تربية لا يحل الأمور بطريقة تربوية. حتى أن المصرف الذي له منصب فيه، كان يتأخر في دفع حقوق الأساتذة وتبين على الأصعدة التي يعمل فيها أنه يتعاطى مع المواضيع وفق مفهوم الرجل السياسي اللبناني المتسلط”.

“هناك بعض السياسيين في لبنان يرتدي الأقنعة، وهناك من يعترف علناً بأنه لا يريد اعطاءك حقك، لكن الحلبي يلبس القناع أمام الناس بأنه يريد اعطاءنا حقوقنا وأنه رجل قانون، فهو يعطي صورة مغايرة كلياً لما هو عليه” بحسب شاهين، التي تؤكد أن “من لا يعرف عباس الحلبي يجهله ومن لا يرى الوزير سوى في الاعلام ولا يعلم كيف يتحدث في المجالس والكواليس، وهذا ما حصل معنا عندما أصبح يطرق على الطاولة ويريد اسكاتي في أحد الاجتماعات ومهدداً الأساتذة جميعاً بالطرد، كان يتحدث معهم وكأنهم عبيد عنده”.

وعن قضيتها، توضح أن الحلبي “على الرغم من عدم تنفيذه قرارات القضاء الذي انتصر لي وأعطاني حقوقي، حياتي لم تتوقف عنده. وهناك الكثير من الشخصيات التي تعترف بأخطائها باستثنائه. فهو من الشخصيات التي تصر على الخطأ وان كان يعلم به ويعتمد الأمور وفق مبدأ تكسير الرؤوس أنا أو لا أحد”.

وتوجه شاهين الى الوزير رسالة، قائلة: “مش كل الشعب اللبناني رقم عنده، هو يتصرف وفق هذا الأساس وكأن الناس رقم عنده ويقدر أن يبيع ويشتري بهم ويتحكم بأرزاقهم”.

شارك المقال