شباط شهر الحسم… (1) إما الحرب الواسعة أو تجنبها ديبلوماسياً

زياد سامي عيتاني

في الوقت الحاضر على الأقل، كل من إسرائيل و”حزب الله” غير مهتمين بتصعيد أوسع نطاقاً يتجاوز تبادلهما الحالي والمنتظم لاطلاق الصواريخ والمدفعية عبر الحدود، لكن تدهور الظروف إلى صراع أكثر اتساعاً أمر ممكن. على الرغم من ذلك، يجمع المحللون على أن شهر شباط الحالي، سيكون حاسماً بالنسبة الى كل من “حزب الله” وإسرائيل ما إذا ستكون الحرب الواسعة حتمية ولا مفر منها، أو إذا يمكن تجنبها عن طريق الوسائل الديبلوماسية الناشطة على أكثر من صعيد.

وفي هذا الاطار، تفيد المعلومات بأن المسؤولين الاسرائيليين وخلال محادثاتهم مع الحلفاء الدوليين، جزموا بأن شباط قد يكون شهراً حاسماً. إسرائيل تهدد بالحرب مع “حزب الله” إذا لم تتحقق أهدافها المتمثلة في استعادة الأمن وتمكين عودة السكان الاسرائيليين إلى مجتمعاتهم على طول الحدود. وفي الوقت الذي تعلن فيه عن إستعدادها لمثل هذه الحرب، فإنها تعرب أيضاً عن رغبتها في تجنبها. وعلى حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ليئور حيات، فإن “الموقف الاسرائيلي هو أننا نفضل الحل الديبلوماسي، وإذا لم يكن الحل الديبلوماسي ممكناً، فسيتعين علينا أن نتصرف بمفردنا”.

وبالنسبة الى اسرائيل، فإن وجود “حزب الله” جنوب نهر الليطاني، وعملياته ضدها من هناك، يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701. كما تعتبر انسحاب قوات “الحزب” بعيداً عن الحدود عنصراً حيوياً في أي وقف للأعمال العدائية وشرطاً أساسياً له. وعليه، تسعى إسرائيل إلى انسحاب فوري لـ”حزب الله” شمال الليطاني، ويقال إنها قد تكون على استعداد للتوصل إلى تسوية بشأن انسحاب أقل شمولاً (حوالي 7 إلى 10 كيلومترات من الحدود)، في حالة استيفاء شروط معينة وتوفير بعض الضمانات.

في موازاة ذلك، يؤكد “حزب الله” أنه سيستمر في مواجهة إسرائيل طالما استمر القتال في غزة، إذ انه يسعى إلى تحقيق إنجازات في ما يتعلق بنقاط خلافه الرئيسة مع إسرائيل، ويستمر في ربط أي وقف للأعمال العسكرية مع إسرائيل بإنهاء الحرب في غزة. لذلك، فإن إسرائيل متشائمة للغاية بشأن المسار المستقبلي لصراعها مع “حزب الله”، بحيث ان الرأي السائد في تل أبيب هو أن المواجهة بين الجانبين أمر لا مفر منه، عاجلاً أم آجلاً.

ومع تصاعد إحتمالات المواجهة الواسعة، تتزايد الاتصالات الديبلوماسية وتنشط على أعلى المستويات، لتجنب الوقوع في حرب قد تتحول إلى إقليمية تشمل دول المنطقة، لكن هذه الاندفاعة الديبلوماسية، يبقى نجاحها رهن السعي الأميركي الى خلق واقع مستقر في منطقة الحدود ارتكازاً على القرار 1701، عبر المهمّة الموكلة إلى كبير المستشارين آموس هوكشتاين، الذي سيزور المنطقة في وقت قريب، بهدف تبريد الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية، بحيث ان تغليب الحل الديبلوماسي على الخيار الحربي سيتقرر خلال النقاشات التي سيجريها هوكشتاين مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي.

  • إقرأ الجزء الثاني:

شباط شهر الحسم… (2) التعويل على جهود هوكشتاين لترسيم إتفاق تهدئة

شارك المقال