مجزرة النبطية تعيد الى الذاكرة وحشية “عناقيد الغضب”

فاطمة البسام

أعادت مشاهد المجزرة التي طالت مدينة النبطية أمس، الى الأذهان ذكرى المجزرة المعروفة بمجزرة “آل عابد” في النبطية الفوقا، التي راح ضحيتها أم وسبعة أطفال، في عدوان نيسان الوحشي في 1996 المعروف بـ “عناقيد الغضب”. فالمبنى المدمّر، والأجساد النائمة تحت ثقل الركام، أيقظت الذكرى عند أهل النبطية، في البحث عن الطفلة نور العابد التي قتلها الاحتلال قبل 28 عاماً.

حصدت الضربة الاسرائيلية ليل أمس 7 أفراد من آل برجاوي من بينهم طفل، و3 عناصر لـ”حزب الله”، نعاهم اليوم بصورة رسمية، فضلاً عن وجود عدد من الجرحى نقلوا ليلاً إلى مستشفيات المنطقة، ولا حصيلة نهائية بعد لعدد الضحايا الذين سقطوا في المبنى الكائن في حيّ السلام، بجانب مدرسة الصبّاح.

وكانت عائلة حسين برجاوي التي ذهبت ضحية المجزرة، مجتمعة للعشاء عندما حصلت الغارة على المبنى المؤلف من 4 طبقات ومن ضمنه الشقة المستهدفة، وبات آيلاً للسقوط بسبب التصدّعات الكبيرة فيه.

وفي بحث مستمر ومعقد، عثرت فرق الاسعاف في انقاض المنزل على جثث حسين وابنتيه أماني وزينب وشقيقته فاطمة وحفيده محمود عامر ابن زينب.

وشاءت العناية الالهية أن يعثر المسعفون في ساعات متأخرة من الليل على حسين علي عامر، البالغ ثلاث سنوات حفيد حسين برجاوي، وهو على قيد الحياة، بين الأنقاض.

كما تضررت الأبنية المجاورة والسيارات المركونة على الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف.

“سكان المبنى مدنيون”

تواصل موقع “لبنان الكبير”، مع عضو البلدية صادق اسماعيل، الذي أوضح أن الغارة حصلت قرابة الساعة 9 والنصف مساءً، وهو أول اعتداء تتعرض له المدينة من هذا النوع، من حيث حجم الضربة وتصفية المدنيين.

وأكّد اسماعيل، أن المبنى المستهدف في حي السلام، ليس فيه أي مركز عسكري أو حزبي على حد علمه، وأن من يسكنونه كلّهم من المدنيين، ومعظمهم سوريون.

وقال: “لو إنفجرت محطة البنزين التي تقع مقابل المبنى، لكانت ستؤدي إلى مجزرة أخرى”. واشار الى أن فرق البلدية والاسعاف، تواصل أعمالها منذ مساء الأمس حتى اليوم من دون توقف. وعمدت البلدية إلى إقفال الطريق، كي تتمكن الفرق من القيام بأعمالها، التي أعاقها تجمع السكان في المكان.

أمّا عن نزوح أهالي البلدة، فلفت اسماعيل، إلى أن حالة من الذعر تخيم على المدينة، مرجحاً نزوح بعض العائلات بإتجاه مدينة بيروت، حيث لديهم بيوت اضافية. وشدد على أن طائرات الاستطلاع لا تفارق سماء النبطية ليلاً نهاراً.

وقال طارق مروة، أحد جيران آل برجاوي: “كالعادة ظننا للوهلة الأولى أن المنزل ربما يعود الى أحد من حزب الله وعلمنا لاحقاً أنه منزل حسين برجاوي وهو مدني وليس منظماً في أي حزب”.

وفي الثامن من شباط الجاري أصيب مسؤول عسكري في “حزب الله”، بجروح خطرة في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في النبطية الواقعة على بعد حوالي 12 كيلومتراً بخط مستقيم عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية، مع أن المدينة بقيت بمنأى عموماً عن القصف المتبادل في الأشهر الأربعة الأخيرة، وتقول مصادر أمنية أن الشخص نفسه استهدف في غارة الأمس.

شارك المقال