رفيق الحريري… الرئيس الشغوف بالاعمار

محمد شمس الدين

19 عاماً مرت على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، شهد فيها لبنان أحداثاً كثيرة، اتسمت غالبيتها بالاضطراب، حتى وصل منذ نحو 5 سنوات إلى الانهيار الذي قد يكون الأكبر في تاريخه. بالاضافة إلى ذلك لم تستطع الحكومات بعده القيام بأي عمل يذكر، يقارب انجازات الرئيس الشهيد خلال عقد ونيف من الزمن أعاد خلالها، اعمار لبنان بعد الحرب الأهلية.

كان الحريري استثنائياً في رئاسة الحكومة، هو المبادر الأول والمتنازل دوماً لاعلاء المصلحة العليا للبلد.

يقول الوزير السابق ياسين جابر الذي عايش الرئيس الشهيد في رئاسة الحكومة: “كان رجل فعل، بفقدانه خسر لبنان خسارة كبيرة، العديد من الأمور التي نراها اليوم، من المطار إلى الأوتوسترادات، والتي هي ثورة في مسيرة الاعمار، كان هو اللولب والدافع الأساسي خلفها، وكان لديه الدافع والحب الكبير للبنان، ومنذ 19 عاماً لم يُنشأ مشروع كبير للبلد، ومن اغتال الرئيس الحريري كان هدفه ضرب لبنان وليس اغتيال شخصه فحسب”.

ويتذكر جابر أن الرئيس الشهيد كان لديه “شغف كبير بالمشاريع التي يجري العمل عليها، وفي إحدى المرات كنا مسافرين في وفد إلى الخارج، وكان الحريري يقفز من شباك إلى آخر في الطائرة، ليرى أين أصبح أوتوستراد الجنوب، وإذا كان العمل فيه يجري بصورة صحيحة. إلى هذه الدرجة كان شغوفاً، ويقضي أيام عطلته في التنقل بين ورش الاعمار، كالمدينة الرياضية والأوتوسترادات وأذكر أنه كان يلبس ملابس رياضية وتراه بين العمال ليرى بأم العين أين أصبحت الورشة. لقد كان رجل إعمار بحق، وقد ظلم كثيراً، ولا شك أننا في هذه الأيام نفتقد الى رجل مثله”.

ويستذكر جابر دور الرئيس الشهيد في حرب “عناقيد الغضب” عام 1996، وكيف كانت “ديناميته كرئيس حكومة، لم يجلس في مكتبه ويصدر البيانات، بل سافر من بلد إلى بلد ليوقف الحرب، وفي نهاية الأمر شرّع حق لبنان بالمقاومة ضد العدو الاسرائيلي ونحن أهل الجنوب نقدر له ما قام به، وأنا كنت من الناس الذين دمر منزله بالقصف الاسرائيلي”.

في الحكومة كان الرئيس الحريري يستوعب الخلافات ويدوّر الزوايا، كما يشير جابر، قائلاً: “لبنان بلد تدوير الزوايا، رحم الله رفيق الحريري، نتذكره بالخير، ولبنان فقد أحد أبرز رجال التاريخ المعاصر الذين أحدثوا فرقاً كبيراً خلال وجودهم في الحكم، ويجب علينا أن نقلع بالبلد من جديد، علّنا نستطيع أن نحقق أحلامه”.

شارك المقال