كل الحب رفيق الحريري

لينا دوغان
لينا دوغان

هو الرابع عشر من شباط يمر علينا كل عام، وكان يسمى عيد الحب، بعد ١٤ شباط ٢٠٠٥، غيّرنا الاسم ولم يعد هناك مكان للحب سوى لرفيق الحريري، وهكذا على مدى تسعة عشر عاماً، على عكس أي حب ينتهي بفراق الأحبة، وصحيح أننا فقدنا أغلى الأحبة إلا أن الفراق بيننا وبين رفيق الحريري لم يجد طريقه إلينا، هو باق في قلوبنا وما “خلصت الحكاية”.

هذا ما يقوله جمهور رفيق الحريري كل ١٤ شباط، وهذا ما قالوه بالأمس وبوضوح، نحن هنا، خطنا واضح، ونهجنا معروف، ولقاؤنا مع سعد الحريري يتجدد كل عام نحمل معه هم البلد ومشروع حلم رفيق الحريري بلبنان.

كان يوم وفاء بامتياز لرفيق الحريري، والجموع من كل المناطق اللبنانية وخصوصاً من بيروت كانت حاضرة بقوة. تحت المطر وقف الجميع وقالوا كلمتهم للرئيس سعد الحريري، مطالبين بعودته وبقائه بينهم، لأنهم يعتبرون وجوده ضرورة كما أنه يشكل بالنسبة اليهم مصدراً للأمان والثقة بأن لبنان لا يبنى الا بفكر رفيق الحريري، وهذا ما ثبت مع مرور كل هذه الأعوام ولا سيما العامان اللذان علق فيهما سعد الحريري العمل السياسي، وتبين في النهاية أنه على حق في اختياره، بحيث أنهم انتهجوا تحميله كل الانتكاسات التي أصابت البلد، وبالتالي هو ليس مضطراً الى تحمل وزر كل ما ارتكبوه، كما فعل قبلهم من عايشوا فترة أبيه وخاض وقتها معارك في وجههم انتهت الى اغتياله جسدياً، فكانت لهم جولة مع ابنه محاولين اغتياله سياسياً، وقبل الوصول الى أهدافهم، أخذ القرار بتعليق عمله السياسي.

لكن في اليوم الماطر هذا العام في ١٤ شباط، قال الناس كلمتهم لسعد الحريري على ضريح رفيق الحريري، فأكدوا وفاءهم للشهيد وتمسكهم بسعد الحريري، الذي انهمر المطر عليه وعليهم لحظة قراءة الفاتحة للرئيس الشهيد ورفاقه، فوقف معهم تحت المطر، الذي لم يثنهم عن البقاء بجانب زعيمهم، ولم يثنه أيضاً عن رد التحية اليهم وكلفه الأمر البقاء طويلاً بينهم غير آبه بالبلل، فهو ليس غريقاً أمام مشهدية كهذه، ولا خائفاً بوجود هذا الكم من المحبين والمخلصين له، والذين يقدمون كل هذا الحب لرفيق الحريري في يوم أصبح الحب فيه معلناً، وأصبحت المطالبة ببقاء سعد الحريري على الملأ، والذي اختصر الموضوع بكلمتين “كل شي بوقته حلو”، لكن الناس وإن سمعت، فهي ترى أن حبها لرفيق الحريري يوازيه حبها لسعد الحريري، فكل الحب لرفيق الحريري وكل التعلق الآمن والوثيق بسعد الحريري.

شارك المقال